عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتخابات أفسدها الهوى!!

لا نشك لحظة فى نزاهة المستشار عبدالمعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، ولا فى نبل الرسالة التى كلف بها وأداها فى حدود إمكانياته وقدراته المتواضعة، كما أنه حر فى انتمائه لأى تيار بشرط أن يحتفظ برأيه فى قلبه ولا يصرح به قبل انتهائه من مهمته فى إجراء العملية الانتخابية، حتى لا يفقد حياده المطلوب بين الأطراف المتنافسة فى الانتخابات.

وأرى أن المستشار عبدالمعز إبراهيم أخطأ وكان غير محايد فى رده على سؤال لإحدى مذيعات التليفزيون المصرى عقب إعلانه  نتيجة انتخابات الجولة الأولى من المرحلة الثالثة مساء أمس الأول عندما استضافته المذيعة عقب نشرة الساعة التاسعة وسألته عن خريطة البرلمان بعد هذه الجولة فرد المستشار عبدالمعز إبراهيم بطريقة منحازة لتيار الإسلام السياسى بشكل صريح قائلاً: الشعب المصرى مؤمن ويحب ربنا واختار الجماعات الإسلامية لأنهم ناس تتقى ربنا حتى تتقى الله فيه!! وفى هذه الإجابة أكثر من خطأ وقع فيه المستشار عبدالمعز إبراهيم أولاً كشف عن هويته السياسية بانتمائه لتيار الإسلام السياسى، وهو ما يفقده الحياد فى إدارة العملية الانتخابية، كما تطوع بالدعاية للتيار الدينى على شاشات التليفزيون المصرى وشاهده ملايين المواطنين مما يؤدى الى التأثير فى آرائهم خاصة أن هناك جولة أخيرة للانتخابات  تبدأ غداً، كما أن أمامنا انتخابات مجلس الشورى ستبدأ خلال أيام، كما انه بوصفه للشعب الذى اختار مرشحى التيار الاسلامى بأنه مؤمن فإن هناك تشكيكاً من جانبه فى إيمان الذين اختاروا مرشحى الأحزاب الأخرى كما أن وصفه للجماعات الإسلامية بأنها تتقى ربنا يعنى فى نظره أن التيارات الأخرى لا تخاف ربنا!!
كما يشير كلام المستشار عبدالمعز الى ان الأحزاب الليبرالية لن تتقى ربنا فى الشعب إذا حصلت على الأغلبية بعكس التيارات الدينية.
وإذا كنت أعتبر هذا كلام غير مسئول صدر من رجل مسئول كما انه يعتبر خرقاً لقانون مباشرة الحقوق السياسية فى قيام المسئول الأول عن الانتخابات بالدعاية الدينية لتيار الإسلام السياسى والتى حظرها القانون، إلا أن هذا الكلام يجعلنا نتأكد من أن أسباب عدم قيام المستشار عبدالمعز إبراهيم بتطبيق القانون على هذا التيار الذى لجأ الى أساليب طائفية فى الدعاية الانتخابية وصلت الى الجنة والنار، وأدت الى إرهاب المواطنين وتخويفهم من أن مصيرهم جهنم وبئس المصير إذا منحوا

أصواتهم لغير مرشحيهم ووقفت هذه الدعاية أمام أبواب اللجان الانتخابية عن طريق الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر ومحاصرة الناخبين لتسول أصواتهم بطريقة «أعط صوتك لأخيك المؤمن أو لأخيك الغلبان» والقيام بالتصويت الجماعى داخل اللجان ولو تدخل المستشار عبدالمعز ابراهيم لتطبيق القانون ولو لمرة واحدة على هذه التجاوزات التى استمرت فى فترة الصمت الانتخابى التى يعاقب عليها القانون والتى تصل عقوبتها الى الشطب من كشوف المرشحين لكان الوضع قد تغير تماماً الا ان رئيس اللجنة العليا للانتخابات وقف متفرجاً ومنحازاً لهذه التجاوزات ورفع شعار اللجنة ليست جهة تحقيق وهذا حقيقى ولكن كان يمكنها ردع المتجاوزين فى الدعاية الانتخابية باحالتهم الى جهات التحقيق ولو كان ذلك حدث لما كنا قد شاهدنا خروج المرشحين وأنصارهم فى العديد من الدوائر بالمرحلة الثالثة الى الشوارع لإشعال النيران وقطع خطوط السكة الحديد لتوقعهم حدوث تزوير فى فرز الاصوات وامتناع القضاة عن عدم اعادة الفرز، تنفيذاً لتعليمات المستشار عبدالمعز ابراهيم اللى مش عاجبه يروح المحكمة وإذا كانت المناطق التى وقعت فيها هذه الاحداث تتميز بالعصبية والقبلية كما حدث فى جنوب سيناء والقليوبية ونجع حمادى الا ان الطائفية المستفزة أدت الى تأجيج العنف وستستمر على نطاق واسع فى انتخابات الشورى.
وإذا كان المستشار عبدالمعز ابراهيم رأى انه قد أرضى ضميره بالإعلان عن هويته فإننا نرى أن هذه الانتخابات أفسدها الهوى وتحتاج الى اعادة نظر من أطراف العملية الانتخابية طبعاً غير التيار الدينى قبل بدء انتخابات الشورى التى مازلت أرى عدم أهميتها!!