عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى أيديكم إنقاذ البرلمان من الطائفية

بدأ العد التنازلى لاستكمال تشكيل برلمان الثورة الذى سيعقد أولى جلساته يوم «الاثنين» الموافق 23 يناير الحالى، وهو أول غرس فى شجر الديمقراطية الذى بذرته ثورة 25 يناير والتى سنحتفل بأول أعيادها بعد 48 ساعة من أداء النواب اليمين الدستورية وتشكيل هيئة المكتب وهيئات اللجان البرلمانية.

وتعتبر الحلقة الأخيرة من الانتخابات البرلمانية التى يبدأ استحقاقها غداً من أهم المراحل الثلاث التى جرت فى عامين فى أطول عملية انتخابية شهدتها مصر بدأت من 28 نوفمبر الماضى وتنتهى يوم 11 يناير الحالى بعد انتخابات الإعادة للجولة الأخيرة، وتأتى هذه الأهمية فى أنه سيتحدد على ضوء نتائجها ترتيب الهيئات البرلمانية للأحزاب السياسية داخل البرلمان، وفقاً لعدد المقاعد التى سيحصل عليها كل حزب فى مجمل الانتخابات، لتحديد حزب الأغلبية الحاصل على أكبر عدد من المقاعد،والحزب الذى يليه والذى سيقوم بدور المعارضة، والحزب الثالث فى الترتيب وهكذا،ومن الأفضل أن تكون نسب عدد المقاعد متقاربة بين أعلى الهيئات البرلمانية لتحقيق التوازن المطلوب داخل البرلمان للحد من ديكتاتورية الأغلبية فى حسم القرارات عن طريق التصويت استناداً إلى الأغلبية العددية الميكانيكية التى كانت وراء ضعف البرلمان فى عهد النظام السابق، إن تضييق الفجوة بين ثلاث هيئات برلمانية على الأقل من الحاصلة على أعلى المقاعد يؤدى الى تقوية دور المعارضة تحت قبة البرلمان فى إثراء المناقشات التى تقوم على الرأى والرأى الآخر حتى تصدر القرارات فى النهاية معبرة عن السواد الأعظم من الشعب.
هناك مخاوف يرددها الناخبون الذين تأثروا بالدعاية الطائفية وأعطوا أصواتهم لمرشحى التيار الدينى فى المرحلتين الأولى والثانية من أن يتحول برلمان الثورة الى «سفسطة» تعيدنا الى عصور ما قبل الإسلام بدلاً من إدارة التحول الديمقراطى لاستكمال أركان الدولة وإخراجها من كبوتها الاقتصادية، وبنى الناخبون مخاوفهم على خلفية قيام بعض أعضاء التيار السلفى بتكفير جزء من المجتمع لمجردأنهم قرروا خوض الانتخابات ضدهم، وترديد الشائعات الكاذبة ضد مرشحى التيار الليبرالى، ومحاولتهم تحويل البرلمان إلى برلمان طائفى عن طريق استغلال النسبة العالية التى حصلوا عليها فى المرحلتين الأولى والثانية وقيامهم بتحريض المسلمين على عدم تقديم التهانى لأصحاب الأديان الأخرى بمناسبة أعيادهم، وتخويف المواطنين البسطاء بأن من لا ينتخبهم سيدخل النار مما يعد تحايلاً باسم الدين، وقيامهم بتجهيز ملفات دينية تهز

ثوابت المجتمع وفرض قيود على السيدات  تقيدهن الى عصر الحريم، بخلاف قتل السياحة، وتشكيك المواطنين فى دينهم، وبث الفرقة بين أطياف المجتمع، كما يسعى هذا التيار لاطلاق جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لترويع المواطنين.
ويقع الدور الأساسى فى تحجيم هذا التيار على الناخبين فى المرحلة الأخيرة التى ستستمر غداً وبعد غد فى «9» محافظات وهم أهلنا فى الصعيد وأشقاؤنا فى الفلاحين ويتم ذلك باختيار حزب ثالث يحافظ على التوازن ويقوم بدور المعارضة الحقيقية بدلاً من ترك  البرلمان يسقط فى أيدى التيار السلفى الذى يسعى الى جره لمناقشات تثير الفتنة داخل المجتمع، والحزب المؤهل للقيام بهذا التوازن هو حزب الوفد وهو حزب الوسطية القادر على الحفاظ على هوية البلد، والانطلاق بها الى المستقبل استناداً الى تاريخه وشعاره الذى يقوم على وحدة الهلال مع الصليب والذى يؤمن عملاً لا قولاً بأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع.
إن نجاح المرحلة الثالثة من الانتخابات يتوقف على توجه جميع المواطنين الذين لهم حق الانتخاب إلى لجان الاقتراع لأداء واجبهم الوطنى فى اختيار نوابهم، والحفاظ على الصورة الرائعة التى كان عليها الناخبون فى المرحلتين الأولى والثانية بعد إقبالهم الشديد على صناديق الاقتراع واستحقوا لقب الفائز الأول فى هذه الانتخابات، وأطالب الناخبين وهم أهلى فى الصعيد وأشقائى فى الفلاحين وباقى المحافظات التسع بألا يستجيبوا للابتزار باسم الدين، وألا ينخدعوا بالدعاية الطائفية،ولا بالتصويت القائم على الجنة والنار.
أنبه: التوازن.. التوازن وغير ذلك لا تنتظروا شيئاً مهماً من برلمان الثورة.