عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحوار بداية التقدم

مطلوب جلوس القوي الوطنية من رجال الدين والسياسة وشباب الثورة بدون إقصاء لطرف لتحليل المشهد المرتبك، وتحديد ما نحتاج اليه حالياً لإنقاذ الوطن الذي يقف علي حافة الفوضي، ونبدأ في تنفيذه فوراً.

ولابد أن نعترف بأننا وقعنا في خطأ جسيم بعد قيام ثورة 25 يناير، وأري انه وراء حالة الانقسام واللحظات الحرجة التي تمر بها البلاد وهو عدم تحديد أولويات التحول الديمقراطي بعد سقوط  النظام السابق. وكان يجب أن يتصرف المجلس العسكري الحاكم كالطبيب الذي يقوم بتشخيص حالة المريض، قبل تحديد المرض وصرف الدواء المطلوب للشفاء. وهذه ا?حالة تحدث عنها العالم المصري الدكتور أحمد زويل عندما شبه حالة التخبط التي نمر بها بطالب في الثانوية العامة ضاع منه الوقت، وعندما اقترب موعد الامتحان، وقف حائراً، ومش عارف يعمل ايه هل يستسلم ويعيد السنة، أم يجتهد ويذاكر في الفترة المتبقية علي الامتحان، ان العالم الكبير المهموم بقضية الوطن، يؤيد الاستمرار للأمام لإنقاذ ما يمكن انقاذه، ويرفض أن نستسلم لاستهلاك الوقت ونبكي علي اللبن المسكوب حتي لا نعود إلي نقطة الصفر. والاستمرار الذي أري أن الدكتور زويل يقصده لانقاذ المستقبل هو القائم علي التخطيط وليس علي العش?ائية.
ان الوطن يمر باختبار صعب، هناك محاولات للوقيعة بين الجيش والشعب، ومخططات داخلية وخارجية تحاول الانقضاض علي الثورة، ومحاولات خارجية للتدخل في شئوننا بزعم التأكد من مصداقية التحول الديمقراطي، وهناك أموال تدفعها جهات أجنبية لبعض جهات المجتمع المدني المصري لاستغلالها في التخريب والفوضي، وهناك أطراف اندست وسط المعتصمين لتصفية حساباتها مع الثورة عن طريق سكب المزيد من البنزين علي مشاكلنا، لحرق اقتصادنا، وقتل أولادنا، وتصفية الوطن. كما أن هناك دولا شقيقة  وقفت  تتفرج علينا، وتتشفي في أزمتنا، وامتنعت عن مد يد المسا?دة، وهناك انفلات أمني خطير، وفقر متوحش يزيد يوما بعد يوم في ظل انفلات الأسعار، فما هو المطلوب: يجب ان يعود فورا شعار الجيش والشعب إيد واحدة في مواجهة عصابات الهدم وازالة الأسوار التي وضعت الجيش في مواجهة مع شعبه،

ووقف المليونيات التي اربكت القرار السياسي مع الاعتراف بأن الثوار الحقيقيين هم أصحاب الفضل  في قيام ثورة 25 يناير، ودفعوا ثمن التغيير من دمائهم ولابد أن يكونوا شركاء في صنع المستقبل وأن يعلن المجلس العسكري تعهده بعدم استخدام القوة مع الشباب، وأن تكون الكلمة بديلا عن قنبلة الدخان ورصاص القناصة، وأن ?طبق رجال الأمن شعار الشرطة في  خدمة الشعب فعلا لا قولا، وأن ينصرف العمال الي مصانعهم والطلاب الي معاهد العلم وأن نمد يد العطف والحب لأطفال الشوارع الذين وضعهم لصوص الوطن علي خط المواجهة بين الجيش والثوار، وأن يكف الانتهازيون عن  جمع الغنائم، ويضعوا مصلحة الوطن في المقدمة، إن الانقسامات والصراعات والمواجهات التي سيطرت علينا طوال عام بعد الثورة هي الدواء المر الذي تجرعناه ودفعنا جميعا ثمنه من دماء أبنائنا وتدهور اقتصادنا، فلا يجب أن نستمر في الرقص علي جثة الوطن، وأن يقوم كل منا بدوره المطلوب لاقامة وطن جديد ?تسع للجميع، وأن نعترف بأن الحوار هو الطريق الوحيد للإنجاز وتحقيق الأهداف، وإذا بدأنا صفحة جديدة من الآن خالية من شهوة تسلق الأسوار للقفز علي السلطة واذا اعترفنا ان الدخول من الأبواب بعد الاستئذان هو من تعاليم الدين فسوف نبلغ أهدافنا ونلقن من وقفوا  يتفرجون علينا درسا عنوانه شعب ثار لاسقاط الفساد وبني دولة الأمجاد.