عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كابوس اللجنة العليا للانتخابات

خرجت الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية عن سيطرة القانون، حلت الفوضي مكان الانضباط، وصل العنف إلي حد رفع السلاح للتأثير علي ارادة الناخبين، ووقفت اللجنة العليا للانتخابات تتفرج علي التجاوزات الصارخة من تيار الاسلام السياسي وشاهدنا يومين من الانتخابات صورة بالكربون

مما كان يحدث في الانتخابات التي كان يجريها نظام “مبارك”. اللجنة العليا أثبتت أنها غير مستعدة لإدارة الانتخابات من الناحية الفنية، ومن ناحية قدرتها علي تطبيق القانون فاستعداداتها الفنية تشبه استعدادات أسرة بسيطة عزمت سكان شارع بالكامل علي طبق عدس، واستعداداتها القانونية مثل من دخل في حرب يحمل عصا ورقية مع عصابة مسلحة بالرشاشات. لم تتوقع اللجنة الإقبال الجماهيري الكبيرعلي صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخاب أول برلمان بعد الثورة، وتسبب قلة عدد اللجان في حشر الناخبين في طوابير طويلة تشبه حفلة تعذيب يقضي فيها الناخب أكثر من ثلاث ساعات حتي يتمكن من الإدلاء بصوته، ووقع الناخبون تحت تأثير الجماعات السلفية والاخوان المسلمين وبلغ الابتزاز إلي حد قيام بعض السلفيين بتحليف الناخبين علي المصحف لاعطاء أصواتهم لمرشحيهم، كما قامت ناخبة بخلع حذائها بقصد الاعتداء علي رئيس لجنة احتجاجا علي وقوفها عدة ساعات في الطابور ولم تصل إلي الصندوق. وأدلي معاق بصوته في الشارع لعدم تمكنه من الوصول الي مكان الاقتراع.
وفشل عدد كبير من الناخبين في الادلاء بأصواتهم بسبب اللخبطة في ترتيب الأسماء واكتشف ناخب أن هناك من قام بالواجب نيابة عنه في التأشير علي ورقته واستغل بعض القضاة هذه الفوضي في اظهار ميولهم للتيار الديني، وقاموا بتسويد بطاقات التصويت في بعض اللجان وقامت سيدات منتقبات بالتجول في اللجان للتصويت أكثر من مرة، والتصويت نيابة عن أخوات أخريات!! وتأخر عدد كبير من القضاة عن موعد وصولهم

للجان، وبالتالي تأخر فتح اللجان، كما تأخرت أوراق الاقتراع.
من الناحية القانونية بدت اللجنة مرتعشة أمام السلفيين والاخوانيين الذين وزعوا فلوس ولحمة وأنابيب بوتاجاز علي الناخبين، وحشدوهم في تكاتك امام اللجان ثم دخل تيار الاسلام السياسي في مشاجرات علي تقسيم الغنائم، واتهم السلفيون حزب الحرية والعدالة بأنه حزب مسيحي، ودوت طلقات الرصاص في كل اتجاه في بعض المناطق لارهاب الناخبين، وقام البعض بمحاولات للعبث بالصناديق، وقال مشرفون علي الانتخابات للمواطنين خلاص احنا صوتنا لكم!! واخترق التيار الإسلامي فترة الصمت، وطافت أمام اللجان سيارات تحمل صور قيادات دينية وتطالب المواطنين بالتصويت للإخوة.
جميع التجاوزات السابقة رصدتها جميع الصحف المصرية والعالمية والفضائيات والمنظمات الحقوقية، الوحيد الذي لم يصل الي سمعه هذه التجاوزات هو المستشار عبدالمعز ابراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات، وصرح لـ “الجمهورية” بأن الجولة الثانية أكثر التزاما وأن ما “يقلقه” هو استمرار الدعاية يوم الصمت ونشرت “الجمهورية” تصريحه وتحته عنوان آخر: اشتباكات  وتصويت جماعي وفلوس ولحمة وحشود نسائية لصالح النور والعدالة. نرجو أن تفيق اللجنة العليا من غفوتها،  قبل أن يصوب السلاح إلي الصدور في الجولة الثالثة ويتحول “قلق” سيادة المستشار إلي “كابوس”.