رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطريق الوحيد

«اللهم ولى أمورنا خيارنا ولا تولى أمورنا شرارنا».
غداً يبدأ الاستحقاق الانتخابى لاختيار أعضاء مجلس الشعب الجديد فى محافظات المرحلة الأولى، والمشاركة في هذه الانتخابات فريضة على كل مواطن ومواطنة للعبور من نظام مستبد احتكر السلطة عن طريق التزوير

الى نظام ديمقراطى يحترم إرادة الناخبين، ورغم ذلك فإن هذه الانتخابات لن تحظى بإقبال كبير من الناخبين يليق بأول انتخابات تتم بعد ثورة 25 يناير وبأهميتها فى إخراجنا من النفق المظلم الى الشوارع المضيئة.
داهمتنا الانتخابات التى ستجرى بعد 24 ساعة فى ظل أوضاع مرتبكة.. فمصر منقسمة حول القرار السياسى بين ميدانى التحرير والعباسية، والانفلات الأمنى يخرج لسانه للجميع فى كافة المحافظات، ووزارة الداخلية فى حالة احتقان شديد مع الشعب،والفلول والبلطجية يتربصون بمصر لإجهاض حملها فى أول برلمان من أب وأم شرعيين بعد أن تبرأت من البرلمانات اللقيطة التى جاءت عن طريق علاقات غير شرعية بين المال والسلطة.
وتقع مسئولية إجراء الانتخابات فى هذا التوقيت الخطير على المجلس العسكرى وحده، ويرجع سبب إصراره على اجرائها فى هذا التوقيت غير المناسب لرغبته فى احراز هدف مبكر، وهو تشكيل البرلمان الجديد الذى يأتى بعده الدستور، ورئيس الجمهورية المنتخب، ويهدف العسكرى من وراء هذا الانجاز الى تخفيف ضغوط، معتصمى التحرير عليه فى مطالبته بترك السلطة، وعلاج الخطأ الذى وقع فيه من البداية عندما رفض نصيحة حزب الوفد بتشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد أولاً مثل التفكير فى  الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، كما لم يستمع «العسكرى» الى نصيحة الوفد حالياً بتأجيل انتخابات المرحلة الأولى لمدة أسبوعين حتى تستقر الأوضاع المتأججة فى جميع المحافظات،ويضغط «العسكرى» لإجراء الانتخابات رغم الشواهد التى تؤكد عدم اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع بكثرة، لعدم شعورهم بالأمان، ورغم البلطجة المتوقعة فى كل مكان، ورغم عدم تمكن «الجنزورى» من تشكيل حكومته الجديدة ورغم عدم حصول مرشحى المرحلة

الأولى على الوقت الكافى فى الدعاية الانتخابية، ورغم الخوف من الانفلات الأمنى الذى جعل «العسكرى» يجرى انتخابات كل مرحلة على يومين بدلاً من يوم واحد، ورغم التفكير فى تأجيل انتخابات القاهرة والإسكندرية.
والفرصة مازالت مواتية أمام العسكرى لتصحيح الأوضاع رغم ضيق الوقت للبحث عن مخرج من هذا المأزق فإن تأجيل الانتخابات ليس عيباً، ولا يعنى فشل العسكرى فى اجراء الانتخابات أو إدارة شئون البلاد خاصة إذا كان قرار التأجيل ينقذ البلاد من بحور الدم، وإذا كان سيؤدى الى تفويت الفرصة على المتربصين للانقضاض على مقاعد البرلمان وحتى لا نفاجأ بتشكيل برلمان مشوه يسئ الى ثورة 25 يناير.
هذه ليست دعوة لتعطيل مهام البرلمان فى التشريع والرقابة اكثر منذ لك أو دعوة للناخبين لمقاطعة صناديق الاقتراع، ولكننا لا نريد أن يكون «الكرسى» أغلى من دم المواطن سواء كان ناخباً أومرشحاً نحن مع العسكرى فى اجراء الانتخابات فى موعدها غداً، ولكن ليس قبل أن يتعهد بتوفير كافة وسائل تأمينها، واجرائها فى جو يتسم بالنزاهة. وتوفير الأمان لكل ناخب منذ خروجه من منزله للإدلاء بصوته فى لجنته حتى عودته، وأن يعلن العسكرى عن خطته لاحتواء حالة الاحتقان فى جميع المحافظات، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

---------

محمود غلاب