عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جعلوني.. بلطجياً!!

 

اعذروني علي ما أقوله في ظل الانفلات الأمني والبلطجة، فقد قررت أن أكون »بلطجي« احمل السلاح أو السيف أو السنجة أو زجاجة ماء نار للدفاع عن النفس وعن أسرتي واولادي، اعذروني علي هذا التحول في شخصيتي من كوني رجلاً اعلامياً إلي بلطجي، فأنا أفكر بجدية مثل غيري من ملايين المصريين الآمنين الذين لا حول لهم ولا قوة ان نكون اصحاب سوابق لمواجهة الانفلات في الشارع ووسائل النقل العام، حيث سيطر البلطجية والخارجون علي القانون علي كافة أمور الحياة في هذا البلد، فليس من المعقول أن احمل في يدي مطواة للحصول علي عشرة ارغفة من الفرن، أو الحصول علي اسطوانة بوتاجاز، أو شراء سلع من السوق، اعذروني فكل شيء في البلد تحول إلي مافيا وبلطجة واعمال عنف، وكلمة حقك عليّ أو آسف ليس لها مكان في الشارع المصري بعد ثورة 25 يناير وأقولها بكل صراحة ليس في استطاعتي تأجير بودي جاردات أو بلطجية لحمايتي من أي اعتداء مفاجئ في الشارع، واحك لكم واقعة حدثت أمامي اثناء تواجدي في مترو الانفاق فوجئت ببائع متجول يقوم ببيع امواس حلاقة ذات شفرة الأمواس العادية »الاثنين« بسعر خمسة جنيهات، تكالب عدد كبير من الركاب علي الشراء بأعداد ضخمة، واستفسرت من أحد الركاب عن سر شرائه، أجابني بأن هذه الامواس تستخدم في مقاومة البلطجية والدفاع عن النفس، لأنه لا توجد شرطة ولا أفراد أمن يدافعون عن البشر، ومن هنا احمل المسئولية علي عاتق القوات المسلحة والشرطة لأن ما يحدث في الشارع أمر خطير وعلي الجيش أن يغضب ويثور لحسم هذه المهازل، والشعب يطالبه بالشدة والحزم لأن صبرنا كمواطنين نفد من البلطجية والمتآمرين والذين ينتهزون الفرص لضياع البلد، واتذكر هنا ما كتبه شاعرنا الكبير فاروق جويدة عندما قال» اقول لك.. اغضب، فأنك اذا

تركت الارض عارية يغتصبها المقامر والمخنث والعميل، ستري زمان القهر يغتصب الصغار ويفسد الاجيال، جيلاً بعد جيل، ونري في النهاية أمة مغلوبة، ما بين ليل البطش والقهر الطويل.. اقول لك اغضب، فالأرض تحزن حين ترتجف النسور والأرض تحزن حين يسترخي الرجال، أقول لك اغضب«.

وما يحدث حالياً من تنازلات ليس لها حدود فهل تتحول مصر إلي الافضل أو إلي الاسوأ فالبعض متفائل والغالبية متشائمة، فرغم ان ثورة 25 يناير اعادت الامل المفقود، والعالم كله ينظر إلي مصر نظرة اعجاب، ولكن سرعان ما تبدد الحلم فالمشهد الآن سيئ من تواجد بلطجة وغياب أمني، ومظاهرات فئوية، وفوضي اعلامية، وتدهور في الاقتصاد المصري.

المشاهد الموجودة في الشارع تزداد سوءاً فهناك من يقوم بتوقيف القطارات وهناك من يطلق النار علي المحكمة وهناك من يقوم بتهريب المساجين، ومع ذلك تصرخ الحكومة فزعاً من التوقعات بشأن احوال البلد فكل جمعة يهدد الشعب بمليونية علشان محاكمة النظام السابق، ومليونية لانقاذ الثورة، ومليونية من أجل كذا وكذا وكذا، واعتقد أن الذين يمارسون هذا الاسلوب ليسوا من الثورة بل هم انتهازيون ومبتزون للمجلس العسكري.

وأخيراً أقول للمجلس العسكري عليك أن تغضب وتثور لانقاذ البلد، واتمني ألا اتحول إلي بلطجي!!

[email protected]