مفيد شهاب
اسمحوا لي في البداية أن أهنئ الدكتور مفيد شهاب لبراءته من التهم المنسوبة إليه في قضية الكسب غير المشروع وعن قراره الصائب باعتزاله العمل السياسي والحزبي والدكتور مفيد شهاب أغلق وطوي صفحة من تاريخ حياته حافلة بالمهام الصعبة والعمل السياسي والحزبي.
والرجل امتثل أمام التحقيقات خلال الأيام الماضية واستموت قرابة 7 ساعات لأخذ رأيه فيما نسب إليه من تضخم ثروته، وكانت المفاجأة أن جميع ممتلكات الوزير السابق وثروته من مصادر شرعية، والجميع كان متخوفاً من إلحاق الوزير شهاب بسجن طرة مثل الآخرين أمثال زكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور الذين صدعوا رؤوسنا بالنزاهة ومحاربة الفساد الذي وصل إلي الركب، كما كانوا يدعون، أين هؤلاء من شعاراتهم المزيفة وأقوالهم الكاذبة؟.. فهؤلاء خانوا الوطن وخدعوا الشعب المصري.
أين زكريا عزمي الذي كان يقف في بهو مجلس الشعب يتحدث عن الفساد ومحاربة الفاسدين؟.. والدور السينمائي الذي كان يتقمصه، وأين فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق ورجل القانون من تصريحاته العنترية وأسلوبه المستفز وهيمنته علي نواب الشعب؟.. وأين صفوت الشريف »أراجوز النظام« وصاحب الشعارات الوهمية في الحزب الوطني »من أجلك أنت« حنسرق البلد، ومن أجلك أنت نهبنا خزائنها، لعنة الله عليكم جميعاً.
ونعود إلي الدكتور شهاب الذي أخلي سبيله من جهاز الكسب غير المشروع للذهاب إلي منزله، مما يؤكد أن الجهاز يعمل بضمير القاضي العادل، ومجرد من أي أهواء شخصية، وأن قضية شهاب تؤكد شيئاً مهماً جداً أنه ليس كل من عمل في نظام مبارك فاسداً، وهناك رجال كثيرون عملوا مع النظام الفاسد ولكنهم شرفاء، ومنهم هذا الرجل الذي أتكلم عنه اليوم، فهو حافظ علي نظافة اليد وإبراء ذمته أمام
وفي النهاية أقول: يا ليتنا نجد العديد من الشرفاء في هذا البلد أمثال مفيد شهاب.. فليس كل شيء في مصر فاسداً، وأقول للدكتور مفيد: استمتع بوقتك وبراءتك وبالصفحة الجديدة في حياتك بعد أن اعتزلت العمل السياسي!