عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على مرمى حجر

باعتقال أجهزة الأمن عضوي مكتب الإرشاد في "الإخوان المسلمين"، عبدالرحمن البر ومحمود غزلان، تكتمل فصول المشهد المثير، وتتلقى "الجماعة" ضربة موجعة، قد تسفر عن تغير كبير في استراتيجيتها المستقبلية.

منذ تأسيس "الإخوان المسلمين" في العام 1928، على يد "حسن البنا"، لم تتلق "الجماعة" في تاريخها الممتد لأكثر من ثمانية عقود، هذه الضربات القاصمة لقياداتها وكوادرها خلال عامين، مما أربك حسابات "التنظيم"، الذي أصبح يعيش حالة من الترنح وفقدان التوازن.
التخبط في إدارة شؤون "الجماعة" يبدو واضحًا وعشوائيًا، منذ عزل الرئيس محمد مرسي، والملاحقات الأمنية المتتالية، وأحكام الإعدامات والسجن المؤبد التي طالت المرشد الحالي "الثامن" محمد بديع، وقيادات وكوادر "الجماعة".
لقد شهدت الفترة التي تولى فيها "بديع" القيادة، صعودًا سريعًا وسقوطًا أسرع، مما يجعلها الأسوأ في تاريخ "الجماعة"، التي بات ينتظرها مصير مجهول، قد يُنذر بتفككها، بعد أن أصبح الصدام مُعلنًا خلال الفترة الأخيرة بين "الحرس القديم" وشباب الإخوان. 
يمكن بسهولة اكتشاف وجود أزمة حقيقية في صفوف "الجماعة"، خصوصًا بعد زيارة محمود حسين الأمين العام السابق وإبراهيم منير عضو مكتب الإرشاد والأمين العام للتنظيم الدولي، إلى إيران في الفترة التي تلت إعلان بدء "عاصفة الحزم" السعودية ضد الحوثيين في اليمن، حيث تمت الزيارة ـ على ما يبدو ـ دون علم مكتب الإرشاد الذي يدير الأوضاع في مصر ومكتب الإخوان خارجها، وهو ما أثار حالة من السخط بين قيادات الداخل والخارج.
الأزمة الأخيرة خلَّفت وراءها حالة من الترقب، إثر تعاظم الصدام بين جيلي الشباب والشيوخ، عقب نشر محمود غزلان مقالًا يدعو إلى "حتمية السلمية" في موقع "نافذة الإخوان" بمناسبة مرور سبعة وثمانين عامًا على تأسيس الجماعة، وهو ما رد عليه شباب الإخوان بأن الجماعة تعمل منذ تلك العقود والمحصلة "صفر"!
النقاش الداخلي شهد تصاعدًا كبيرًا خلال الأيام الماضية عقب صدور بيان محمود حسين، مما استدعى

رد محمد منتصر المحسوب على القيادة الجديدة بعزله، وأن "الجماعة" انتخبت قيادات حسمت قرار التمسك بـ"النهج الثوري بكل آلياته لأنه خيار استراتيجي لا تراجع عنه"!
شباب الإخوان دخلوا على الخط بهاشتاج "مش هنرجع لورا"، وهو ما يعد دعمًا للقيادة الجديدة، ورفضًا لعودة الوجوه القديمة التي يسميها الشباب "3 محمود" (غزلان وحسين وعزت)، والتي يحملها شباب الإخوان مسؤولية الإخفاق في إدارة المشهد الإخواني داخليًا وخارجيًا.
تلاحق الاعتقالات والأزمة الأخيرة كشفت عن صراع مرير بين الشيوخ والشباب، وعدم التوافق على إدارة شؤون "الجماعة"، مما أسهم في تعمق الأزمة، بظهور تيار ثالث يستبعد "القيادتين المتنازعتين" لينتهج صيغة "وسطية" تجمع بين السلمية والمنهج الثوري في التعامل مع الأحداث!
ولعل رفض قيادات "الحرس القديم" مقترح إجراء انتخابات في هذه المرحلة لإدارة شؤون الجماعة، في ظل وجود خلاف عميق بين الجانبين، قد يؤدي، إلى إنتاج قيادة "جديدة" أكثر اندفاعًا في مواجهة أجهزة الدولة، مما قد يعجل بسقوط "الجماعة".
كما أن دخول بعض العواصم العربية والأجنبية على خط الأزمة، بحكم تواجد قيادات الإخوان على أراضيها، لتهدئة الوضع بين "الإخوة الأعداء"، وتسريع الوصول إلى حل يُنهي الأزمة، يبدو محاولة أخيرة للحفاظ على تماسك الجماعة، الذي بات انهيارها "على مرمى حجر"!