عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

# الإساءة_ بذاءة_ ووقاحة

لم يكن يخطر ببال مخترع "الهاشتاج" كريس ميسينا، المصمم السابق في "جوجل"، أن فكرته التي تم رفضها في السابق ستحقق هذا الانتشار الكبير على شبكات التواصل الاجتماعي، رغم رفض "تويتر" هذا الأمر فى البداية، بحجة أن هذه الفكرة سيئة ولن يستخدمها إلا المغفلين فقط!

بكل أسف، أصبحت الشتائم مباحة عبر "الهاشتاج"، ولم تستثن أحدًا، لا رئيسًا ولا زعيمًا ولا دُولًا، حتى صار وسيلة بذيئة، للتفرقة، والعنصرية البغيضة، وتوجيه الإهانات للشعوب والأمم، من دون مراعاة لمشاعر الأخوة وروابط الدين والتاريخ!
الأسابيع والأيام الماضية، شهدت تراشقًا وسبابًا وفُحشًا بالقول، نال من دول عربية شقيقة، باستخدام ما أتاحته وسائل التكنولوجيا الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعي، بما لا يليق مع الأعراف ورسالة الأديان والأخلاق الإنسانية.
إننا نرفض بشكل قاطع، ما حدث قبل أيام من إطلاق "هاشتاج" يسيء إلى دولة الإمارات الشقيقة، وقبلها آخر، يسيء إلى دولة قطر الشقيقة، وهذا بالطبع لا يعبر إلا عن عقول مريضة وقلوب حاقدة.. لم يراعي أصحابها أدنى قواعد الأخلاق، فلجأوا إلى الفُحش في القول والوقاحة في الكلام، مما يبغضه المولى سبحانه ويمقت عليه، قال تعالى: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ".
إن حرية التعبير التي أتاحتها تلك الشبكات، تتطلب أن يراعي كل شخص ضميره في ما يكتب أو ينقل، وأن يفكر في أبعاد الكلمات التي ينشرها على صفحته أو حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يعمد إلى إثارة النعرات، أو ينشر كلاماً قد يتسبب في إيذاء الآخرين، سواء أكانوا أشخاصًا أم شعوبًا أو دُولًا.
نعتقد أن طريقة التفكير تغيرت لدى المواطن المصري

والعربي، وليس صحيحًا أن مقدار الحرية هو الذي ارتفع أو تغير، لأنه بكل أسف، لا نجيد استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة بشكلها الصحيح، وفي ما وُجدت من أجله، لكننا نبحث دائمًا عن أسوأ ما فيها!
يجب مراعاة الأخلاقيات العامة في استخدام وسائل التواصل، فالإناء بما فيه ينضح، والمستخدم يجب أن يأخذ العُرف الاجتماعي بعين الاعتبار قبل أن يكتب على صفحته، خصوصًا وأن شريحة كبيرة من مستخدمي تلك الوسائل هي من فئة الشباب، التي تمثل أكثر من نصف التعداد السكاني في أغلب الدول العربية التي تتميز بتركيبتها السكانية الشابة.
إننا نعتقد أنه يجب على أي مستخدم لمواقع التواصل أن يراعي ضميره في ما يكتب، وعليه حين يقرر التعبير عن رأيه أن يفكر في أبعاد ما يمكن أن يؤدي إليه ما يكتبه، حفاظًا على مشاعر الآخرين وكرامتهم، وألا ننقاد لبعض المغرضين، الذين يريدون لنا أن نكون كالهمج الرعاع، نميل كالريح ونتبع كل ناعق، لأن القادة والزعماء زائلون وليسوا مخلدين، وتبقى الشعوب وروابط الدين والدم أقوى من أي "هاشتاج" بذيء ووقح.