رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مملكة الصمت

كل إنسان منَّا يعيش مرحلة صعبة في حياته، وعليه أن يتحمل آلامها من أجل البقاء حيَّا، ولذلك فإن تجديد الحياة أمر مرغوب؛ لا ليعيش الإنسان عمراً أطول؛ فالأعمار بيد الله؛ والآجال مكتوبة ومقدَّرة.

التجديد في الحياة يجعلنا لا نركن للماضي.. نتجرع آلامه ومشاكله، بل لأخذ الدروس والعبر المستفادة، ما يستلزم بالطبع أن نعيد التفكير دائماً في حياتنا، ماذا فعلنا، وماذا نعمل الآن، وماذا نريد أن نعمل في المستقبل؟

قد تأتي على الإنسان لحظات يشعر معها بأن لا شيء يتغير، أو يتسرب إليه اليأس من التحول نحو الأفضل، فيلوذ بالصمت، ويعيش في مملكته، بعيدًا من الصخب، أو الفرار بعيدًا، في آفاق من الانعزال والوحدة.

عندما يفكر الإنسان في كل ما حوله، سواء أكان في محيطه القريب أو البعيد، قد يفضل العيش في "مملكة الصمت"، عزوفًا عن إهدار العقل في مآلات لا جدوى من التفكير فيها، لأنها تصبح حينئذ نوعًا من العبث الممنهج.

أشياء كثيرة، تبعث على السخرية، وأخرى تثير الشجون والأسى، وواقع يشبه سيناريو أحد أفلام الخيال العلمي، قد لا تُسعف الذاكرة استعادة أول مشهد فيه قبل أن تنتهي من كتابته، أو وضع نهاية له.

إننا نعتقد أن الحياة التي نعيشها عبارة عن سلسلة من الأحداث الإيجابية والسلبية، تتعاقب وتتلاحق بشكل محير يصعب فهمها أو تخيلها، كما لا يمكن الربط بين مقدماتها ونتائجها، لأن ذلك أمر لا يمكن إدراكه.

من الطبيعي أن كل شيء إيجابي يجعلنا نشعر بالسعادة، ولكننا غالباً

ما نصاب بالألم والحزن لكل أمر غير مرغوب في حدوثه، على رغم أنه قد يبدو لنا ظاهريًا أنه نهاية العالم، ولكنه في الحقيقة قد يحمل معاني ودلالات يصعب فهمها في حينها، ولا ندرك مدلولاتها إلا بعد فوات الأوان.

"مملكة الصمت" قد يفكر الكاتب في طلب اللجوء إليها، عندما يعجز عن الكتابة، أو أن يعيش في أجواء من الحرية، يستطيع من خلالها أن يعبر عن معتقداته أو اتجاهاته أو ميوله، بشكل قد يخالف الأجواء المشحونة، الموجودة في "جمهورية الخوف."

ولا شك أن الكتابة بالنسبة إلى أي كاتب شديدة الارتباط بحركة الحياة، التي تتحرك معها قدرته على التفكير والتعبير والإبداع، لأنها مرتبطة بإحساسه بأنه موجود بين الناس.. يتفاعل معهم، ويشعر بأنه جزء منهم.

إن حركة الحياة، ربما تكون أسرع من التوقعات أو الاستنتاجات، ويصبح التحليل معها جزءًا من التنجيم بالغيب، فتعجز الكلمات وتتلعثم الحروف، ولكن تبقى "مملكة الصمت"، الملاذ الآمن, لرسم أمل حر، ونقش مفاتيح السعادة على جدرانها.