رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستنقع المشهد الثقافي

"كل الناس يعلمون أن الأدب لا قيمة له إذا فقد الحرية، والأديب عندي مسئول قبل كل شيء أمام ضميره وذوقه، وعليه أن يلائم بين ما ينتج من الأدب وبين بيئته وعصره والظروف التي تحيط به".. هكذا تحدث طه حسين عن الثقافة والأدب.

اليوم، نعيش واقعًا ثقافيًا مريرًا، وتدهوراً حاداً ومتتالياً للواقع الثقافي في مصر على مدى عقود, خصوصًا بعد انفصال الثقافة عن التعليم، وكليهما عن "الأدب"!
بعد أن انفض سامر معرض الكتاب السنوي، الذي أعتقد أنه يشبه استعداد الفنانين للحاق بشهر رمضان لعرض مسلسلاتهم، وبعد أن رأينا وتابعنا هذا الكم من "العك" الثقافي لمحتوى بعض الروايات والكتب المعروضة، تأكدنا، بما لا يدع مجالًا للشك، أن
الثقافة فى مصر تحتاج إلى إنقاذ عاجل!
إننا نعتقد أن الثقافة تعد عنصرًا أساسيًا يحرك الإنسان، فإذا كانت تحمل سمات إيجابية ـ كما في فترات سابقة ـ يصبح المجتمع أكثر تقدمًا وأكثر إستنارة, كما نعتقد بأن ما يغير المجتمع والواقع الذي نعيشه هو الفكر فقط، ولا شيء سواه!
إن إنقاذ المشهد الثقافي يحتاج إلى "تطهير" العقول، وإزالة "ألغام" الفساد الفكري، و"نسف" منظومة القوالب الجامدة، و"تغيير" جذري للوجوه الجاثمة على أنفاس الثقافة منذ عقود، التي تتصدر المشهد، ولا تملك أي حلول أو رؤى جديدة.
لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي باتجاه هؤلاء الذين يلوثون الإبداع، بحجة أنهم يواكبون التطور الثقافي للمتلقي، الذي يجب أن يكون الارتقاء بذوقه وتوسيع مداركه ومعارفه، أولوية قصوى، إذا أردنا أن نُعلي من شأن المجتمع.
أكاد أصاب بالحيرة في بعض المصنفات الفكرية والأدبية والثقافية التي لاقت نجاحًا

تجاريًا كبيرًا، على رغم المحتوى التافه، والألفاظ المبتذلة، وركاكة اللغة وخلوها من أي مضمون ذي قيمة، كما أنها برأينا لا تمثل إضافة إلا باتجاه الانحدار بالذوق العام والسقوط في مستنقع الإسفاف والانحطاط.
لا يمكن أن نطلق على بعض القصاصات التي تحوي "عُهرًا" ثقافيًا، و"رذيلة" فكرية، أنها كتب، أو تجميع كلمات "رخيصة" و"بذاءات" وألفاظ خادشة للحياء، أنها روايات، كما لا يمكن أن تكون شهرة "الكاتب" ـ إذا تجاوزنا إطلاق هذا المسمى عليه ـ كفيلة بتحقيق الإبداع والارتقاء بالثقافة والمجتمع.
إن المشهد الإبداعي تسوده حالة تشويش لا نستبعد أن تكون متعمدة، لإفساد المعايير الذوقية والجمالية والفكرية، من بعض هؤلاء "المؤلفة قلوبهم" ثقافيًا، أو الباحثين عن الشهرة والبريق، أو الذين يريدون التربح والكسب المادي.. والمعنوي، إن لزم الأمر!
إن الثقافة ـ ذاتها ـ مطالبة بأن تتجه إلى مصادر متنوعة، وأكثر قدرة على تحقيق المعرفة، ومحاولة التخلص من حالة الجمود التي تسود واقع حياتنا في المجالات كافة، ورصد وتحليل الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي، لا أن تنجرف وراء "هلوسات" سطحية.