رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. بتهمة إزعاج الشعب

أيام فقط، تفصلنا عن توديع عام، تعمق فيه الشعور بالخوف من المستقبل، وتضاعفت فيه موبقات الإرهاب الأسود.. عام لم تُفلح خلاله المسكنات مع الأمراض المزمنة منذ عقود، وبات معها مخزون الصبر والتحمل في النفاد!

عام يلفظ أيامه الأخيرة، بعد أن شهد إيجابيات توارت مع سلبيات طغت وتصدرت المشهد، ما جعل الواقع الذي نعيشه أكثر "إفلاسًا"، وانعكس بتأزماته على الفهم وظهور حالة "السلق" الفكري و"العك" السياسي.
الأيام الماضية، التي أعقبت براءة المخلوع ونجليه ووزير داخليته ومعاونيه الستة وقبلها وزراء ورجال أعمال، كانت بمنزلة "تأشيرة ظهور" لفلول الحزب الوطني المنحل، وعودة الروح إليهم، بعد أن كنا نعتقد أنهم تواروا عن الأنظار، وابتعدوا عن المشهد تمامًا.
لقد تصدر رجال "مبارك" المشهد السياسي والعلمي والثقافي، بدءًا من تكريم أمينة المرأة السابقة بالحزب الوطني في عيد العلم، مرورًا بمشاركة أحد رجال الأعمال وعضو لجنة السياسات وأحد المتهمين السابقين في "موقعة الجمل" بشكل لافت، في مؤتمر مواجهة الإرهاب!
لم يفوِّت وزير المجالس النيابية والشؤون القانونية ـ في زمن المخلوع ـ الفرصة، حتى ظهر أخيرًا في افتتاح أحد المعارض الفنية، والتي سبقها حضور مميز وعودة "أنيقة" للوزير فاروق حسني، الذي افتتح معرضه الشخصي، واصفًا الحالة الثقافية بـ"النكسة" في أعقاب ثورة 25 يناير!
أما أحمد عز، مهندس الحزب المنحل، فقد أثارت عودته للحياة السياسية مجددًا، أكثر من علامة تعجب، خصوصًا أنها تعد نوعًا من "البجاحة السياسية"، ومحاولة لإرباك المشهد السياسي، الذي لم يستطع بعد التخلص من "مخلفات" عصر الفساد.
أحداث مرت في 2014، أحدثت دويًا هائلًا لا يقل عما تسببه التفجيرات الإرهابية، منها ما يتعلق بقانون تقسيم الدوائر الذي يحمل كثيرًا من التحفظات، وأوجد حالة من التخوف بعدم دستورية وشرعية المجلس النيابي المقبل، أو ما يتعلق بالمحاكمات، سواء كانت بالبراءة لرجالات النظام

السابق أو بالإدانة لقيادات وكوادر الإخوان.
لم يكد ينتهي العام، حتى كشفت النيابة الإدارية عن الحجم الهائل للفساد المالي والإداري في الجهاز الحكومي ووصوله إلى مستويات غير مسبوقة خلال سنة واحدة، حيث تخطى حاجز الـ100 ألف قضية، بعد أن تم إهدار المليارات على مكافآت المحظوظين وكبار الفاسدين، لدرجة وصل فيها حد إنفاق سكرتارية أحد الوزراء إلى 222 ألف جنيه على وجبات الإفطار!
عامٌ شهد جدلًا واسعًا لم تنته آثاره بعد، جراء تلك الفتاوى البغيضة والمقيتة، التي صدرت عن مشايخ السلفية ونشطاء سياسيين وإعلاميين، ولم تتوقف عند حد "رؤية المخطوبة عارية" أو ضرورة "الاتصال بالزوجة قبل الذهاب إلى المنزل"، وبالتالي "ترك الزوجة للمغتصبين"!
لم يتركنا عام 2014، إلا بعد أن شهد كوارث عدة، في حوادث الطرق، برًا وبحرًا، وانهيار منازل بالجملة، وظهور "عناتيل" جدد، وتزايد حالات الانتحار والإلحاد، وسط تخبط إعلامي في قلب كل تلك المشاهد، خصوصًا مع "مؤامرة" إغلاق السفارات الأجنبية والمصالحة مع قطر، ما يستدعي التقدم ببلاغ "بتهمة إزعاج الشعب"!
تبقى الأمنيات والدعوات، ونحن على أبواب عام يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة، أن تكون السنة المقبلة "2015"، بداية لمرحلة جديدة من التفاؤل، وانتهاءً للمشهد العبثي الذي نعيشه.