عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الأطلس" العربي الجديد

الأوضاع السياسية في المنطقة العربية تُنذر بالكثير من التغيرات في المستقبل القريب، بعد أن صار الحديث عن إمكان إعادة رسم الخريطة السياسية والجغرافية للعالم العربي، جهرًا وبشكل مفضوح.

الشواهد تؤكد أن الوضع العربي عمومًا، أصبح أكثر تعقيدًا، سواء أكان في ليبيا أم العراق وسوريا، أو في اليمن والسودان، وبالطبع دول الخليج، التي ليست بعيدة من تلك المخططات، التي تعيد للأذهان مراحل تاريخية غابرة.
ما يجري حاليا في ليبيا وسوريا والعراق تحديدًا، لا يدع مجالًا للشك بأن الدول العربية تسير على طريق الدخول في "بازار" فخ التقسيم والتفتيت وصناعة "أطلس عربي" جديد، وما المخططات "الشيطانية"، إلا لوضع تصور للتقسيم، على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، ما يستدعي الانتباه، لعدم الانجرار في فلك هذه المخططات، التي سوف تستتبعها عوالم ضعف حقيقية تؤثر سلبًا على الشعوب والدول العربية.
وفق ما يُخطط له، ولا نتمناه، يُراد لسوريا ـ التي تحولت ثورة أهلها السلمية المطالبة بالحرية لحرب إبادة ـ أن تنقسم إلى ثلاث دول "علوية وكردية وسنية"، أما العراق ـ الذي يعاني هجمة إرهابية شرسة، من تنظيمات إرهابية، ونعرات طائفية حادة - فمن المرجح أنه هو الآخر سينقسم إلى ثلاث دول في الشمال والوسط والجنوب.. وفي ليبيا الجارة الشقيقة، يُتوقع لها أيضًا أن تدفع بها النعرات القبلية إلى الانقسام لثلاث دوليات، واحدة في الشمال الغربي عاصمتها طرابلس، وأخرى في الشرق تتبع بنغازي، والثالثة في "سبها".
أما اليمن ـ الذي كان سعيدًا ـ فلا يزال يعاني الفقر والانقسام، ومن المرجح أن يعود كما كان "شطرين" شمالي وجنوبي؛ في حين لن تكون دول الخليج

في منأى عن تلك المخططات، خصوصاً السعودية، التي يُراد لها أن تنشطر إلى نصفين أو ثلاثة، وبالطبع لن ينجو السودان من تفتيت آخر.
برأينا أن المنطقة العربية بدأت أولى خطوات التقسيم الفعلي من خلال تقسيم السودان، الذي كان ظاهره تقرير مصير شعب الجنوب، ولذلك نعتقد بأن إذكاء روح النزاعات والخلافات الإثنية والطائفية، يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد في صورة أكثر مأسوية منذ معاهدة "سايكس بيكو" قبل نحو قرن من الزمان.
التقارير كافة توحي بأن المنطقة العربية ذاهبة نحو مجهول قاتم، قد يدفعها للترحم على "سايكس ـ بيكو" بعد أن أصبح "داعش" وجبهة النصرة، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية هي الشواهد في تصفية الصراعات العبثية بالمنطقة.
قد يكون من الضروري التذكير، بأن ما يجري من اقتتال في المنطقة يذكرنا بنظرية الفوضى الخلاقة التي أطلقها الساسة الأمريكيون قبل عدة سنوات، والتي ظهرت إلى العلن بعد غزو واحتلال أمريكا للعراق، وبأن ما يجري في المنطقة هو بكل المقاييس والمعايير السياسية والاستراتيجية، يصب أولاً وأخيرًا في مصلحة إسرائيل بكل تأكيد.