رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"حلاوة زمان"!

يعتبر الفن وثيقة حقيقية للثورة، ما يستدعي أن تطال تداعياتها، هذا الهبوط والتدني في بعض الأعمال الفنية، التي لا تقدم إضافة أو قيمة حقيقية للجمهور، وبعد أن أصبح الربح السريع هو غاية كثير من المنتجين، من خلال استخدام الإسفاف والابتذال والانحطاط الأخلاقي.

السينما؛ بعد أن كانت الفن الذي يرصد أحداث المجتمع ويقدمها بعين واقعية، فاقتربت من الجمهور لتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياته؛ تمر بفترة مخاض عسير منذ الثمانينيات، وظهور ما بات يُعرف بأفلام المقاولات، فأنجبت خلال السنوات الأخيرة "أفلامًا" مشوهة تسهم في انحطاط منظومة القيم.
عندما اهتمت الدولة بصناعة السينما منذ النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، بدءًا من إنشاء مصلحة الفنون عام 1955 والتي اقتصر إنتاجها على الأفلام القصيرة، مرورًا بإنشاء مؤسسة دعم السينما عام 1957 لتمويل بعض الأفلام، ثم إنشاء المعهد العالي للسينما عام 1959؛ أصبحت القاهرة عن جدارة؛ عاصمة للفن و"هوليوود" الشرق.
إن الذاكرة ما تزال حاضرة بالعديد من الروائع الفنية التي قدمتها السينما عبر أكثر من سبعة عقود، والتي أسهمت في الارتقاء بالذوق العام، وتسليط الضوء على كثير من المشاكل المجتمعية والسلبيات، ففجرت الإبداع، وأبرزت شعاعًا من الأمل في النفوس، وقدمت أسماءً خالدة في ذاكرة السينما.
ما نراه ونتابعه خلال الأعوام الماضية، هو تحكم رأس المال في صناعة السينما، بعد أن تخلت الدولة عن دورها في هذا المجال، وأصبح المنتجون ـ الدخلاء على تلك الصناعة ـ يتحكمون في "المزاج العام"، من خلال نوعية رديئة وهابطة من الأفلام، تلعب على تأجيج العنف وإثارة الغرائز.
ولعل القرار الذي صدر مؤخرًا بوقف عرض فيلم "حلاوة روح" ـ رغم تأخره ـ قد أدى إلى ارتياح كبير، بعد أن أثار الفيلم جدلًا واسعًا قبل بداية عرضه، نظرًا لما يتضمنه من مشاهد وألفاظ وإيحاءات خارجة عن السياق، لا تعبر بأي حال عن واقع مجتمعنا.
باعتقادنا، هناك صلة ما في الدور المجتمعي للتوعية، والدور الفني القائم على الترفيه والتسلية؛ ولكن ما نراه يُعرض على شاشات السينما من نوعية فيلم "حلاوة روح"، تعتمد على الابتذال؛ سواء على مستوى الصورة، أو الحوار، أو المشاهد "الساخنة".
أفلام ما بعد الثورة، بعضها يقوم على الجنس المبتذل، والكوميديا المسفة، من دون رسالة واضحة تحاول أن توصلها للمتلقين، لأنها بالأساس تشجع على تنشئة جيل يتسم بالعنف والبلطجة والانحراف، لتدميره اجتماعيًا وسلوكيًا.
إننا من دون شك، مع حرية الإبداع، وبالتأكيد مع كل فن راقٍ، يحترم المشاهد، وينقل رصدًا حقيقيًا لحياتنا، ومعالجة السلبيات القائمة، وأن تكون الرسالة أشد وضوحًا وجرأة، ولكن من خلال الارتقاء بالذوق العام، وأن لا يكون الفن الهادف في هذا الزمن مجرد "حلاوة روح"!.