رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"فاتورة" استهلاك الظلام!

أزمة انقطاع الكهرباء المتكررة، بشكل يومي ولساعات عدة، في جميع المدن والقرى، ولَّدت شعورًا عامًا بالسخط والاستياء في كل أرجاء مصر، حيث لم يكن في الحسبان أن تنقطع الكهرباء بهذا الشكل المخيف خلال فصلي الشتاء والربيع!

انقطاع التيار الكهربائي، على "التوالي" و"التوازي"، أشاع حالة من الترقب بانتظار الصيف المقبل، الذي تؤكد التقارير على أنه سيكون الأكثر إظلامًا في تاريخ مصر، على رغم المحاولات الفاشلة في التغلب على تلك الأزمة المنتظرة والمتوقعة بتخفيف الأحمال!
الناس في مصر استعدت مبكرًا لقدوم "فصل الصيف" خلال الشهر المقبل، بالعديد من الوسائل الحديثة والبدائية، لمواجهة الظلام "المحتمل"، من خلال شراء المولدات وكشافات الإضاءة، وحتى مصابيح "الجاز" البدائية والشموع!
لا أحد يعلم كيف ستواجه الحكومة هذه الأزمة الحادة التي نعيشها منذ أكثر من عامين.. فلا حل يبدو في الأفق أو في المستقبل القريب للقضاء على "الكابوس المقبل" و"السيناريو المرعب" الذي ينتظره المصريون خلال الأعوام المقبلة، وليس الصيف المقبل فقط!
وبحسب مسؤولين في الحكومة، فإن تلك الأزمة لن تنتهي قبل أربعة أعوام، بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات، وتوقف بعضها عن العمل، وضرورة الصيانة الشاملة للكثير منها، بعد أن خرجت نسبة كبيرة من الخدمة أخيرًا!
انقطاع الكهرباء استتبعه بالتالي انقطاع المياه، الأمر الذي جعل الكثيرين غير متحمسين لدفع الفواتير، والتي برأيهم لا تعبر عن الاستهلاك الحقيقي، مما أثار نوعًا من السخرية لدى البعض وتساؤلًا حول جدوى دفع فواتير استهلاك "الظلام"!
لا تبدو في الأفق بوادر لحل تلك الأزمة، على رغم الاجتماعات المتواصلة للحكومة والوزراء المعنيين، لإيجاد حلول واقعية، لمواجهة تزايد استخدامات الكهرباء بفصل الصيف، في ظل نقص الموارد وكميات الوقود، والتشكيك في البدائل المطروحة، سواء

في استخدامات الفحم أو غيرها من المصادر البديلة!
المشكلة تكمن في أنه لا يستطيع أي مسؤول أن يعد الناس بشيء غير قابل للتحقيق، أو أن يقطع عهدًا على نفسه بالقضاء على تلك الأزمة ـ كما كان الحال طوال الأعوام الثلاثة الماضية ـ أو أن يضع البدائل المناسبة قبل شهر رمضان المقبل.
أزمات متعددة يعيشها الناس أعقبت ثورة يناير، أضيفت إليها أزمة أشد ومعاناة أكبر، ولكنها هذه المرة، لا نعتقد أن أحدًا يستطيع تحملها، وهي انقطاع الكهرباء، التي بدأت مبكرًا خلال العام الجاري، وتحديدًا منذ ديسمبر الماضي.
وبعيدًا من أوجاع ومعاناة الناس من انقطاع الكهرباء في المنازل، فإن المعاناة الأكبر تنصبُّ على رجال الأعمال الذين كيَّفوا أعمالهم على انقطاع التيار ونقص الوقود في مصانعهم، وبالتالي نقص في الإنتاج وخسائر متزايدة، لم يكن التجار الصغار أو أصحاب المحال التجارية بمنأى عنها!
السؤال الأصعب الذي يتردد على ألسنة الكثيرين: "إلى متى سيظل الانقطاع المتكرر والطويل للكهرباء، وما الحلول العملية والواقعية للتغلب على تلك الأزمة التي لم يعد يحتملها أحد، خصوصًا أننا مقبلون على "صيف ساخن" بدأ مبكرًا قبل شهور؟!