رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفتاة "المسحولة" .. وثقافة "الخصيان"

فطن الحكام والأمراء فى العصور الوسطى إلى أن إخصاء العبيد لا تتوقف فائدته عند ضمان صون نساءهم وحريمهم، بعدما لا يكون لعبيدهم مايرجى منه, بل تعظم فائدة العبد الذى أُخصى إلى ما هو أهم وأقوى من ذلك بكثير.

فحين ينزع منه رمز رجولته، يتنازل العبد عن انسانيته فلايكون له أى طموح يذكر سوى الرضا بفتات ما يرمى له، والعيش فى أمان وهمى، لذا ينفذ ما يؤمر به – دون أدنى اعتراض- حتى لو طلب منه حاكم أوأمير شاذ أن يفعل به ما يُفعل بالمرأة ( الأمثلة فى تاريخنا عديدة أبرزهم الخليفة محمد الأمين ابن هارون الرشيد رجل الدولة العباسية القوى)، بل ووصل الأمر إلى حد تنازع هؤلاء الخصيان مع  للفوز بليال أكثر مع سيده، ويغار من سيدته ومن زملاءه، وربما يشى به أو يدبر له مؤامرة تخرجه من القصر، ويكون حقده الأكبر على من رفض من زملاءه الانجراف إلى ما وصل إليه.
ويتقاتلون فيما بينهم متناسين أن أزمتهم وأزمة الجوارى، وعجزهم ، وكل ماهم فيه بسبب بطش وظلم سيدهم الذى يتسابقون لنيل رضاه على حساب مظلوم أخر.
وقد استطاع النظام السابق أن يزرع هذه الروح وهذه الثقافة داخل عدد لا بأس به من المصريين دون الحاجة إلى إخصاء، وكانت الألة الإعلامية أقوى من أى إخصاء مادى، أخصت روحهم، وقطعت ذكورة إرادتهم، وتركتهم دون شهوة فى عيش كريم، يستجدون رغيفا مغمسا بالذل، يسعدون لتوفير ثمن " فياجرا" تساهم فى توفير احساسهم بالرجولة الذى حصروه فى قدراتهم السريرية.
وقد كشفت واقعة الفتاة التى سحلت بميدان التحرير عن هذه الثقافة التى أدمنها كثير فى مصر.
من تركوا الفتاة التى سحلت وضربت بوحشية، ونظروا إلى ما كشفت عنه ثيابها التى نزعت عنها عنوة، لم يتساءلوا عن سر هذا الغل والوحشية، ورأوا فقط ملابسها الداخلية، وحتى حين اعترف المجلس العسكرى بصحة الفيديو ظلوا يشككون فيه، وبقيت أسئلتهم كيف ترضى انسانة محترمة ارتداء هذه الملابس.
إن حادث الفتاة كان اختبارا للإنسانية داخل هؤلاء، ولكن كيف نأمل فى وجودها وهى نزعت منهم، هم "خصيان هذا العصر" فعلوا مثلما فعل العرب فى قصيدة مظفر النواب الذى قال " فلماذا ادخلتم كل زناة الليل حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم, وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض؟؟؟
كيف ننتظر منهم رد فعل إنسانى وهم يرون الشباب يتساقطون ولا يملكون سوى الشماتة فيهم وفى حزن أهليهم.
إنهم تعودوا المهانة، والذل، أدمنوا الصمت، وعطلوا "الصوت"، وأحبوا "السوط" ينزل على أجسادهم كى يجدوا مبررا لعجزهم .
وحين تطالع أغلب التعليقات التى تهاجم الناشطات مثل أسماء محفوظ وإسراء عبدالفتاح أو نوارة نجم، ستكتشف العجز الكامن فى كلامهم، والنقص الذى يملأهم والتعليقات من عينة" ايه اللى يخلى بنت تطلع

فى الوقت ده" " دى مش لاقية حد يلمها" " دول لو ليهم أهل ماينزلوش".
التعليقات تكشف عن احساس دفين بالعجز أكثر منه خوف على الوطن فأقصى ما يمكن أن يفعله هؤلاء المعارضون للنشطاء أن يسبوهم فى تعليقات الصحف والمواقع الإليكترونية والفيس بوك، ثم يعودون لتكملة لعبة المزرعة السعيدة.
إنه العجز المغلف بازدواجية فى أقصى تجلياته والذى اتخذ قبل ذلك أشكالا كثيرة عهدناها مثلما تفاعلوا  مثلا مع فنانات العرى اللبنانيات تجدهم يلعنوهم ويسبونهم بأقذر الألفاظ، وتهم بالفجور والعهر، وسب للقنوات – المتآمرة على الإسلام والمسلمين-  التى تذيع هذه الكليبات , وحين يختلون بأنفسهم تجدهم يمسكون الريموت كنترول يقلبون – بلهفة- بحثا عن الكليب الجديد ويتابعونه من قناة إلى أخرى، ويحملونه على كمبيوتراتهم الشخصية، وموبايلاتهم، ويضعون- فى نفس الوقت- نغمات دينية دعاء أو أيات قرآنية... والكول تون " اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك"( هل تذكرون كليب الفتاة والشاب اللذان اختليا فى مخزن ملابس وحين دق جرس تليفونها ماذا كانت النغمة؟؟؟؟)
إن الفتاة المسحولة, وأسماء, وإسراء, ود.غادة وغيرهن عروهم  أمام أنفسهم فاكتشفوا انهم لا يملكون إلا الكلام الذى خرج بدوره عاجزا ولا يجد أحدهم اثباتا لرجولته إلا أن يقول " البنت دى لو لاقية دكر – مثلى – يلمها مكانتش تعمل كده". ولم يستح منظر المجلس العسكره وعراب بقاءه فى السلطة المناضل العظيم العلامة الدكتور توفيق عكاشة أن يقول لنوارة نجم " انا عندى ضابط جيش انما ايه ولد هجوزهولك وانتى هتقولى يحيا المجلس العسكرى" فى إشارة  منتهى القذارة تشى بطريقة هؤلاء فى التفكير (لاحظ أن طلعت زكريا ذكر شيئا مشابها أيام الثورة).
ونعود لمظفر النواب ليكشفهم مرة أخرى
"لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى
أما انتم لا تهتز لكم قصبة!"
-----------------

بقلم- محمود النجار: