عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصقر الأمريكي يشيخ ولا يفنى!

في عبثٍ لا ينفك يحوم حول الدنيا وفيها تقف وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري أمس في لوساكا تحذر إفريقيا من "الاستعمار الجديد" الذي يحمله المستثمرون والحكومات الأجنبية التي تستغل خيرات أفريقيا لنفسها لا لصالح أفريقيا.

كانت هيلاري ترقب رد فعل الأفارقة المساكين بعين وبأخرى ترنو إلى الوحش الصيني الذي يلتهم إفريقيا باستثماراته فيما الصقر الأمريكي يشيخ.

كانت هيلاري في دائرة مغلقة مع بلدها يتبادلان الحسرة على ما وصلا إليه من هرم يتجلى في عناية أوباما بإفريقيا بعد أن حجز التنين الصيني كل المقاعد ولم تعد تجدي كل المعونات الأمريكية في البنية التحتية القاحلة في إفريقيا، ولا مستشفى الأطفال التي سلمتها هيلاري إلى لوساكا هدية من الإدارة الأمريكية، وعيون الأفارقة تفيض دما من جرائم أمريكا هناك بدعم الحرب والطغاة وبيع السلاح ودفن النفايات وسرقة الموارد.

هي تدري أنها تكذب. فلم يزر زامبيا أي وزير للخارجية منذ كيسنجر في 1976 ضمن إدارة فورد. هي تدري أن الصقر الأمريكي يعاني عجزا في موازنته هذا العام هو  1.6 تريليون دولار مع إجمالي مديونيات تربو على 14 تريليون دولار منهم خمسة تريليونات فقط منذ 2009.

هي تدري أن كاليفورنيا وإلينوي وميشيجن ونيويورك على حافة الإفلاس، والصقر الأمريكي مريض، وإذ ينظر عن يمينه إلى أوروبا التي ساعدها في حروبها العالمية يراها أيضا تقرأ تعويذاتها لتحل البركات على اقتصادها ويفيق اليورو من كبوته.

كتبت العنوان واخترت لفظ الهرم ولم أكن أدري أني سألقى اللفظ نفسه توصيفا لحال أمريكا في ذلك المقال المعلوماتي الماتع لفيكتور ديفوس بجريدة هوفر الصادرة عن مركز هوفر الأمريكي للأبحاث. يبدو الأمر حقيقة لا مراء فيها.... الصقر الأمريكي ضعف بصره ووهنت قواه.

لقد بدأ الصقر الأمريكي ينظر الآن لما بعد العصر الأمريكي كما في نبوءات فريد زكريا وفريدمان فيما تذهب نظرية هنتنجتون وفوكياما إلى الجحيم إذ يرون شعوبنا في أرقى سلوك وتحضر. شعوبنا التي خرجت بالسلام كريمة راقية تطلب الحرية والعدل فأذهلت الدنيا وغاب الظلم وماتت على الفور تنظيرات فوكوياما وهنتنجتون.

هي تدري ورئيسها يدري أن الفراغ الذي يتولد عن وهن الصقر سيفتح النافذة لهذه القامات العملاقة الجديدة ومنها وبلا أدنى شك ما يخشونه: إنه الإسلام والإسلاميون.

حتى فرنسا وبريطانيا قد أصابهما الوهن في الشهرين الماضيين في ليبيا والكل ينظر في عين أخيه ولا يستطيع

مداراة الهرم.

لكن الصقر الأمريكي يرفع رأسه مجددا ويأبى أن يموت.

إنه يقرر أن احتياطيه من النفط والفحم والغاز الطبيعي في تصاعد وأنه سكانيا يتمدد بينما تتقلص أوروبا واليابان والصين مع نسبة سكانية عالية من كبار السن. الصقر يرفع رأسه متحديا: أنا مجتمع يضمن حرية الأديان عكس الصين الملحدة وأوروبا اللاأدرية والشرق الأوسط المتعصب....الله معي أنا.

لسنا نعاني مثل أوروبا من الإضرابات ولا عنف لدينا كالشرق الأوسط أو قمع الصين، ولسنا دولة فاشلة كروسيا التي تكسب قوتها من عوائد النفط والتقنية وعلوم النفط الغربية. لسنا مسرح فتن دينية واجتماعية وطبقية كالهند. أرضنا أخصب أرض منتجة في كوكب الأرض ولدينا أحسن بنية تحتية، بل أقول لكم سيكون هذا القرن قرني شئتم أم أبيتم.

أنا جوجل وآي فون وفيسبوك وميكروسوفت وماكدونالد وأجهزة الكمبيوتر وحفارات النفط ومعامل التكرير. لا تلتفتوا إلى الصين فهي بحاجة إلى ثلاثين عاما لتكون خبيرة في تشغيل واستخدام عشرة مجموعات قوية من حاملات الطائرات. الأوروبيون يتخبطون في ليبيا لأنهم بدوني. كثافة السكان في اليابان ومركزيتهم تعرضهم دائما لأقصى الخسائر عند وقوع الكوارث الطبيعية كما رأيتم في تسونامي عكس لامركزيتي في النقل والإسكان والصناعة. لقد عانيت من ديون أكثر في 1999 ولأني انتقلت من الاستهلاك إلى الادخار فقد سددتها في 2005 رغم أن موازنتي الفيدرالية كانت فقط 2.3 تريليون دولار. بل مع كل جهادي العسكري ما زال إنفاقي العسكري أقل من 5 بالمائة من إجمالي ناتجي المحلي.

أنا أشيخ ولا أفنى أو هكذا يجب أن يبقى إيماني.

[email protected]