رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسيحيو مصر في أعيننا ج2

لي ضراوة باستكشاف الأطلال ما كان منها معلما لدين أو عِلم أو ناديا يجتمع فيه الناس، وهو سر اعتيادي رياضة الجري حول فيللا مهندس الري ذات الطراز المعماري الإنجليزي الفخيم بمدينة المنزلة حيث كان الإنجليز يبنونها على طراز هو الأحسن من أي مبنى لأي مسؤول حكومي.

الصدأ على مواسير المياه والنوافذ المتآكلة والسلالم الكثيرة والأبواب المغلقة والظلام الكثيف الذي يثير الرعب ممزوجا بالشجن جعل شعري وأنا بداخلها يجفل خوفا من يد تربت على كتفي لمريض نفسي يعيش في هذه الفيللا كان فقط يريد يقول لي: أنت مجنون وإنْ من نوع آخر، فقط لا تسبب لي قلقا وتجول كيف شئت. وهكذا فالمبتلون دائما أنبل منا نحن الأصحاء!

نفس المشاعر أكننتها بمرارة من رؤية الكنيسة المارونية في ميدان أحمد حلمي وعلى كل جدرانها آثار بول المارة. شيء مؤلم جدا ومهين للإنسانية وظالم للإسلام. الكنيسة دائما مغلقة ومظلمة، تجولت حولها كثيرا... حاولت أكلم الحارس لكنه يبدو مستسلما لكل ما حوله من ضعف وقبح. واسم الكنيسة المارونية نفسه وأطلالها يدلان على تاريخ الاضطهاد لأصحابها الذين حطت بهم الرحال في لبنان.

تتقاطع هذه المشاعر مع ما سرده لي عالم دين علِم الله أني أتعلم من سمته فضلا عن فقهه وورعه حكى لي متألما جدا ما لاقاه المسيحيون في مصر حتى وقت قريب في بلده أسيوط.
لقد وصل الاضطهاد إلى أن يجبر أحد الأعيان من مسلمي أسيوط مسيحيا أن يدور في الساقية بدل الثور!!
أقسمت عليك يا شيخنا هل فعلا هذا حدث؟ والله حدث، تخيل أن هذا الرجل المسلم الجاهل الظالم هو ابن عمي؟!
معقول؟ نعم وأكثر من هذا. لقد تحمل هؤلاء الكثير ولاقوا مهانة وذلا من السلوك الظالم للجماعة الإسلامية وما تعوده جهلة وأنصاف دعاة كل بضاعتهم سب الآخر

والعنصرية.
العنصرية فعل متبادل. حتى في الفن فإنهم يعدون الأغاني التي تساوي بين النبي والمسيح ابن مريم العذراء إهانة لعقيدتهم لأنه لا وجود لنبي اسمه عيسى وإنما إله اسمه يسوع المسيح وتنزيله من درجة الألوهية إلى النبوة تقليل من شأنه، وهو ما ظهر في ماسبيرو لما شتم أحد المسيحيين واحدا من المسلمين ينشد قائلا إن الله رب محمد والمسيح شتما سافلا.

كل هذا التعصب الأرثوذوكسي أعلمه وأتألم منه إلى حد أني من النادر أن أستمع إلى قسيس في قناة مسيحية يتورع عن التحرش بالإسلام والمسلمين، لكن الحق أقول إنه حتى مع تطرف المسيحي يجب على المسلم احتواؤه والبر به لأن في احتوائه والبر به أعظم شهادة للإسلام العظيم.

المستقبل مشرق هذا ما أكدته في الجزء الأول رغم ترويج المقال في مواقع مسيحية كثيرة نزل فيها المعلقون من عليائهم وقالوا: هذا الكاتب استثناء بين كل المسلمين!!

المستقبل مشرق ما ظل في الكنيسة المصرية ملائك من نوع الأنبا موسى والأنبا بسنتي وما سارت الكنسية المصرية على دربها الوطني المعهود.

ونحن كالعادة يا مصر أبناء الصمت أيتام تقتيرك وعابرو سبيلك وطرائد الولائم المترامية على بابك نغشى الوغى ونعف عند المغنم.
[email protected]