رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المرأة أول من يهين المرأة

لي غرام بقراءة التوحيدي لأنه بعيني شخصية معقدة وكاتب فذ وحكاء لا نظير له، والأهم أنه يسحرني بقدرته على تأليف الأدعية وصياغتها. لم أقرأ في حياتي أدعية أحلى مما كتب التوحيدي رغم مجونه!!

والذي جذبني في شخصيته أنه في الحقيقة رغم انحرافاته صادق كل الصدق مع النفس فلا هو يدعي النسك إذ يخط سحر البيان في ابتهالاته ولا هو يزعم أنه وسع الفجور كله إذ يخوض في حكايات الفحش.

وأما حلقة الوصل بين العنوان والتوحيدي فجديرة بالذكر. فقد كنت غارقا في بحر البصائر والذخائر بتحقيق الدكتورة الفاضلة وداد القاضي وهنا مربط الفرس.

الدكتورة وداد لها مؤلفات عبقرية وتحقيقات ثرية وكان العجب يأخذني كل مأخذ من هضمها هذا الكم القذر من إيغال التوحيدي بمناسبة وبدون في سرد حكايات الفحش والمجون، وهو ما أخذته على بعض الحكايات التي أرجو الله أن تكون مما نحله الرواة في كتاب ابن حزم الأندلسي في الألفة والألَّاف (طوق الحمامة).

ولعلي أكون أنا المبالغ في الأمر. فعندي ما تزال فكرة متأصلة أن المرأة كائن رقيق وجميل لا يصح أن يخوض في مثل هذه الحكايات أو يختار تحقيقها. وقطعا لا لحذف التراث أو تغييبه أو تعديله فهذه نصوص شبه مقدسة لا يحق لأحد تغييرها لكن المشكلة عندي هو أنني ممن يشعرون برغبة في القيء إذ أقرأ كثيرا في صحف الغرب خبرا يقول نصا وحرفا: الدكتورة فلانة أستاذة ورئيس قسم كذا في جامعة كذا المرموقة أجرت أبحاثا على وظائف الأعضاء أثناء الجماع على أكثر من عشرين عاهرة (هكذا وصف الخبر الأنثى) مع عشرين فتى (هكذا وصف الذكر)!!

لعلي أكون مرة أخرى ممن يبالغون وما يزالون يؤمنون أن العلم لا ينبغي أن ينفصل عن الأخلاق فضلا عن أن يركلها بالحذاء!

المهم ولإيماني بقيمة الخبرة كان أحد أسيادي الأساتذة يضحك كثيرا ويقول لي أنت تضخم الأمور والتوحيدي وبالتالي الدكتورة وداد لم يكن عملهما سوى حكاية واقع لسوس نخر في جسد الدولة العباسية وأشاع فيها ما جلبه الموالي وأحدثه البعد عن الخلافة الراشدة من مجون.

وكان جوابي أنه بصرف النظر عن صحة ما كتبه التوحيدي لأنه بالأصل ليس مؤرخا لا هو ولا الأصفهاني في الأغاني فهذا موضوع آخر أقول مشكلتي أن التوحيدي وببالغ قلة الذوق يردف الآية الكريمة أو الحديث الشريف بحكاية فاحشة ولا يمكن أن يتقبل القارئ جوا نفسيا مختلطا بين كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكاية ماجنة يحكي فيها التوحيدي صراحة وبكل بذاءة ألفاظا لا طاقة لي حتى بتذكرها.

ثم أنا مثلا ممن يعجبون من المذيعة اللامعة عزيزة نايت سي في قناة فرنسا 24 إذ تكشف صدرها حالما يكون الضيف ذكرا ثم تغطيه إذ يكون أنثى! يا قواريرنا هل بعد هذا إهانة للمرأة؟ ولماذا تلمن الرجل إن رآكن مجموعة من الفتحات!

ومثلا في تعليق لأحد أسيادي القراء على مقالي السابق قال لماذا تصر على نقد الإسلاميين، أجيب بل سأسلط عليهم ما أوتيته من لسان ابن حزم في الكتابة لا لشيء إلا محبة ورغبة في صقلهم وإلا فأنا نفسي إسلامي لحما وعظما وقلبا ودما ونخاعا لكن القارئ الكريم قال ألا تنقد الليبراليين والعلمانيين أجيب إن الليبرالية في مصر زائفة وكذا العلمانية ولا يسعني أن أنقد فاطمة ناعوت (وقد ذكرها) أدبيا وهي تصر على كتابة شعر إيروتيكي جنسي فاحش لأنها فضلا عن أن شعرها ليس فيه شيء من الشعر وأن الأحرى به أن يُنسى عن ظهر قلب هي بالأصل تهين المرأة إهانة بالغة إذ تصورها سيدة الأقمار السوداء!!

ثم ولتسمح لي بالترسل هنا أقول إن مقالات الأخ خالد منتصر (وقد ذكره) التي تعالج الفكر الديني أو تروج لعلمانيته ليست غير النوع الزائف من تحويل العلمانية إلى أيديولوجية راديكالية يعصر فيها ذهنه عصرا ليبحث بإبرة عن كل ما يشين الإسلاميين (وبالتبعة الإسلام) فأراه

أكثر من ثلاث مرات ينقل عن موقع صوت المسيحي الحر بحيث إن نزل أي فيديو في هذا الموقع تخطفته يد منتصر في اليوم الثاني في مقال مطهي على عجل!

وأما عن حواري مع العلمانيين فأنا لن أحاور أو أنقد إلا الكبار العمالقة أصحاب الوزن الثقيل من أمثال الدكتور حسن حنفي وليس طبيبا يجري على العرف المصري في كون الطبيب كائنا عبقريا بطبعه يستطيع إجادة الطب والكتابة والرياضة والسياسة وكل شيء وأي شيء لأنه صلاة النبي أحسن دكتور!

وعلى كل حال خذها مني: كل الأطباء الكتاب عيال على صديقي العزيز الدكتور أحمد خالد توفيق، وقد قلت له نصيحتي: مشكلتك يا دكتور أنك متواضع أكثر من اللازم.


أعود فأقول كيف لي أطلب تكريم المرأة وهي أول من يهين المرأة. مصر كلها (لست وحدي) لاحظت أن غادة عبد الرازق في الحاج متولي الذي كان سببا في شهرتها كانت ضامرة نحيفة (كل جسدها) ثم فجأة صار صدرها كالبالون المنفوخ والأمر هنا لا علاقة له من قريب أو بعيد بدلالات الجسد أو الجنس مطلقا والله العظيم بل له علاقة بمفهوم المرأة في عقل غادة (وعزيزة سي نايت) وهو مفهوم مشوه تبالغ به في الحط من شأن المرأة وتصورها مرة ثانية سيدة الأقمار السوداء. تحبون الدليل الساطع: ما قاله أشقاؤنا الجزائريون عن أننا بلد المليون راقصة لم يكن من فراغ لأن فننا الرقيع الذي يعتمد نفخ الصدور هو من صدَّر لهم هذه الفكرة، وهم معذورون!


قلت كل هذا ولدي أمثلة أكثر لكنني أجد من الخطأ الشنيع تكرارها لأن تكرار الخطأ تأكيد له لكن عذري في القليل الذي سردته أنني رأيت علياء المهدي تمثل المرأة المصرية في السويد. وأنا لا مشكلة لي مع علياء هي حرة حتى لو شاءت أن تستعين بجركن جاز ومشط كبريت لكن مشكلتي الكبيرة في هذا النوع من المؤسسات الغربية الفاجرة في عدائها للإسلام وتطاولها عليه.
أنا لا شأن لي بعلياء ولا بمن رأيتها ترقص بظهرها (ظهرها كناية عن لفظ مفهوم) وأنا في طريقي للتليفزيون المصري وكانت تغطي شعرها بخرقة يحسبها الجاهلون محجبة أنا مشكلتي وغيظي لأن ديني يتعرض لأبشع أنواع الحقارة والدناءة من مؤسسة غربية حيث قدمت المرأة المسؤولة عن المؤسسة علياء بقولها وهي تثني عليها: إنها تمثل الليبرالية الشجاعة التي تحدت قيم الإسلام في الشرق الأوسط!

أما عن الإسلام فسأكتب عنه بعيدا عن خندق الدفاع ما أثبت به أن الإسلام بكل سرور قادم وسيدك معاقل الغرب دكا (أقسم بالله ثلاثا على ذلك) وأنه مع الأسف: خسارة فينا!
[email protected]