عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظاهرة محمد حسان وتشويه الإسلام

صغيرا كنت أبول دما وأجري إلى أمي شاكيا فتقول إنما ذاك لفرط تناول الشاي!
وفي المدرسة كانت هناك أم أخرى لا تقل حنانا ورحمة وجمالا لكنها أوعى وكانت تدري بداهة أن كل التلاميذ يستحمون في الترعة وإنما ذاك للبلهارسيا.
وفي كل مرة كانت هذه الإخصائية الاجتماعية أشاع الله عطرها وهنأ بالعافية روحها وجسدها طوال العمر تأتي متنمرة إلينا تتوعد وتنذر بالويل والثبور وعظائم الأمور لمن لا يُحضر عينة من .....و ..... ثم يأخذ العلاج فورا وإلا بنص كلامها: سآتي إلى بيتك وأضربك وأمك وأباك والمتشددين لكم!

كم كان وقع كلامها ينزل على قلبي بردا وسلاما خاصة وهي تقول –أعزها الله وأكرمها- للمعلمين أرجوكم اتركوني أعالجهم فالصحة قبل العلم بل الصحة أغلى من العلم.
أنقذتني هذه المرأة العظيمة أنا وجيلي وتذكرتها بالدعاء كما أذكرها دوما وأنا أجري جراحة منظار تشخيصي على الجهاز الهضمي. لا أعاني من أي شيء لا قرحة بالمعدة ولا مشكلات بالكبد ولا أي شيء أنا مثل الثور، فقط كنت أنوي التبرع بفص من الكبد لأستاذ لي كان يساعدني ماديا بعد وفاة والدي أمطر الله قبريهما بالنور والبركات.
اللافت أن الذي أجرى لي الجراحة هو العالم الكبير والجراح الفذ الدكتور عمرو حلمي (وزير الصحة السابق والثوري العظيم) ودارت معه نقاشات سعدت بها وشرفت كثيرا وهو يشير إلى صور الفحوص مبتسما: يبدو أنك كنت معتادا على نزول الترعة...هذه خدوش البلهارسيا في كبدك وقد انتهت منذ زمان بعيد.
جزى الله هذه المرأة العظيمة خير الجزاء فلم يكن عنفها في النقد إلا من فيوضات رحمتها وحنانها.
وبعد، فغايتي هي القول باختصار إن الوعاظ أضروا بالسلفية وإن الأيقنة والتلهف دوما للأضواء قد صيَّر السلفية أضحوكة رغم أنها وبخاصة عند أهل الأسكندرية الذين أحبهم حبا شديدا وأجلهم لآخر العمر وعلى رأسهم فضيلة العالم الجليل الزاهد الدكتور المقدم هي سلفية العلم والزهد والخلوة الحقيقية التي لا غنى عنها للعالم لكن الواعظ غلب العالم كما هي الحال في تاريخنا كله حيث يتوارى أمثال سيد أحمد صقر ويبرز أمثال محمد حسان وحسين يعقوب على مدار أربع وعشرين ساعة يتحديان الملل فيما يظهر الأخير يوميا بتصريح أو موقف ويفتي في السياسة والاقتصاد وإذا نقده أحد فإنما هذه خيانة لمصر والدين بنص حديثه المحزن الذي شبه فيه نفسه برسول الله صلى الله عليه وسلم!!
قلت السيد أحمد صقر لأثبت بالعلم واليقين والحجة أن مقدمة واحدة كتبها صقر في أقل من خمسين صفحة (مقدمته على إعجاز القرآن للباقلاني) هي أحسن ألف مرة من كل شرائط الأخ محمد حسان وعظاته وخطبه التي أفاض بعضها في الحديث عن القلب حتى برد القلب!
لكن المدهش هو تعمد حسان وأخيه والمقربين منه

أيقنته وجعله رمزا لا أدري لماذا؟ أين أبحاثك أين تحقيقاتك أين كتبك أين إضافاتك العلمية بل أين مواقفك ومنذ متى كنت معارضا لمبارك أتحداك. بالعكس أنت كنت تطريه على المنابر وتصف المظاهرات بالجعير،  وهو ثابت على يوتيوب. لماذا يخرج مظهر شاهين أثناء تقديمه لبرنامج على الرحمة ليحشر اسم محمد حسان حشرا إلى جانب زويل فيقول: مصر مليئة بالرموز العظيمة على رأسها الشيخ محمد حسان والدكتور زويل بل تفشر أنت يا شاهين!
محمد حسان متى ولماذا وكيف أصبح رمزا؟ الرجل واعظ وداعية على رأسي لكن هل كلمة رمز كلمة سهلة هكذا وإن كان رمزا فكيف هي الحال مع المجهول المظلوم السيد أحمد صقر الذي أقدم اسمه للقراء تقربا إلى الله وتقديرا لقيمة العالم الحقيقي لا الوعظ ويا ليت الأخ محمد قد استقام على طريق ابن الجوزي فجمع بين التصنيف المحترم والوعظ لكنه مجرد واعظ حلو الحديث ذرب اللسان في مجتمع نصفه تقريبا لا يقرأ ولا يكتب.
نصيحتي إلى الأخ محمد حسان تعلم من عمرو دياب قلة الظهور، وذاك لأنه حاد الذكاء واستطاع الترفع عكس كل هذا القدر الرهيب من ظهورك أنت يا أخ محمد فصار في أعين الصحافة نجما هائلا أم أنت يا أخ محمد فمنذ متى يجمع الفقراء للدولة ولماذا عكست موقف العز بن عبد السلام الذي أمر الأمير بالتبرع فهل تعرف ما في الجيش من فساد وهل تجرؤ على أن تقول للقيادات العسكرية أعطوا ما لديكم من مزارع عجول ومصانع مكرونة للفقراء أم كالعادة: تحت الأضواء ولو على جثة السلفية!
وإلى الدكتور إسماعيل المقدم: أرجوك يا دكتور أقبل يديك اتصل بالأخ محمد قل له: حتى نجوم السينما لا يظهرون بهذه الكثافة حتى لا يرخصوا في أعين الناس وعلمه أن الإنسان ملول بطبعه!
[email protected]