رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلى مبارك: أنا حقاً آسف

إن كانت الجزيرة مباشر ترى مبارك "خَوَلْ"! في رسالة نصية نشرتها مرارا لساعات ما أثار غضبي وأسرتي وجعلني أصر على ذكر ها بحرفيتها بعد إذن الأخ الحبيب الأستاذ عادل صبري. أقول إن كانت تراه كذلك ويراه هيكل بقرة ضاحكة ويصفه ضياء رشوان والكفراوي بالغباء فضلا عما تيسر من أحاديث جلب النسوان إلى قصر الرئاسة على قناة الحياة التي يملكها رجل معروف بدماثة خلقه فمن واجبي أقول:

تلخيص المشكلة كلها في مبارك وتسديد هذا القدر من النجاسة اللفظية ضده هو أكبر عملية تزوير بعد الثورة لأن مبارك لم يكن سوى واجهة. وعلى أية حال لا ضير في الأحاديث الشائنة التي لا ينبني عليها واقع وأما فيما ينبني عليه واقع متحقق الظلم فإني أستطرد لأثبت أن الأمر أكبر من مبارك كما بح صوتي: في مجتمع يصل فيه القاضي إلى منصبه بالمحسوبية ولا يُعين في النيابة ابتداء سوى ابن الغني وهو نفسه من يدخل كليات الجيش والشرطة بينما آباء ناصر والسادات والعقاد ومبارك بوسطجي وبواب وبواب وحاجب محكمة فمن حق أبناء الفقراء إن استوفوا شروط الالتحاق بهذه الكليات وتلك المناصب أن يدافعوا عن حقوقهم بقوة الذراع وأنا -المتبحر في علوم الدين- أفتيهم ومسؤول عن هذه الفتوى أمام الله إن قُتلوا دون حقهم فهم شهداء وإن قَتلوا من صدوهم فهم إنما يدفعون الصائل (يدافعون عن النفس).
في مجتمع يحصل فيه كبار الجنرالات المتقاعدين على أجولة من المال والعطايا ثم يوسَّدون مؤسسات مدنية من حق ابن الفقير أن يخرج شاهرا سلاحه على كبار العسكر فإن قتلوه فشهيد وإن قَتلهم فمدافع عن حقه.
من حق الشعب المصري عن بكرة أبيه أن يترك سفسطة النخبة وأن يتعرف على اتفاقية "آلية الأنشطة المتفق عليها" (Agreed Activities Mechanism) بين الجيش المصري والإسرائيلي والممنوعة من النشر والتي يعمل بموجبها الجيش حارس حدود لإسرائيل إذ يتحول اللواءات بعد العبور في 1973 إلى رجال أعمال فشر أحمد عز.
من حق الشعب المصري أن يدرس بعمق تجربة الإخوان ليكشف أنهم كانوا عصبا قويا ودعامة كبرى في حكم مبارك طوال عهده بفضل مواءمات (هكذا يسمونها أو تفاهمات) في وقت كانوا يستطيعون الإطاحة به ليعرف الشعب من الذي هان ومن الذي خان ومن الذي يدعي كذبا أنه عُذب في السجون والمعتقلات وقت أن كان أداة تعضيد لحكم مبارك (السلفيون نموذجا).
من حق الشعب المصري أن يعرف أن المؤسسة العسكرية هي التي كانت تمد الشرطة بالأسلحة في ذروة أحداث الثورة وأنهم عذبوا الثوار وقتلوهم وسحلوهم وأنه لا فرق قط بين مبارك

وأي من رجال العسكر، وأتحدى ثم أتحدى ثم أتحدى أن يخرج أحدهم أمام هذا الشعب المسكين ببيان تفصيلي عن ذمته المالية.
الكلام كثير لكن: لا بديل عن تطهير القضاء الفاسد الذي كان أكبر دعامة لنظام مبارك ولا بديل عن تطهير المؤسسة العسكرية التي تحول فيها لواءات إلى غيلان يجمعون أجولة مال بين شعب رأيت بنفسي كثيرين منه يَتَقمَّمُونَ قوتهم وحسبنا الله ونعم الوكيل، لا بديل عن تطهير الإعلام الفاسد والتخلص من الدمى التي كان أمن الدولة هو المسؤول عن تلميعها وتقديمها للعقل الجمعي المصري لتشكيل وجدانه وتثقيفه بالخداع. لا بديل عن محاكمة الجميع وأولهم أسامة الباز (الكاهن الأكبر) وعمر سليمان (الصندوق الأسود) والمشير (المسؤول عن ذبح الثوار والتنكيل بهم والسكوت عن الظلم) وخدعوك فقالوا: كانت المؤسسة العسكرية ضد التوريث وقد قرأت بنفسي لمصطفى الفقي قوله في المصري اليوم تحت عنوان عريض:المؤسسة العسكرية ستبارك توريث جمال.
إلى أبناء الفقراء:
خذوها غِلابا، أنا مثلكم وقد كنت أعيش بعد موت أبي بمعاش السادات الاستثنائي ثمانين جنيها في الشهر في وقت كان أبو غزالة يحصل على أربعة مليارات دولارات من سمسرة السلاح وتصوره السينما الأمريكية فلاتيا، ولما تخرجت بممتاز مع مرتبة الشرف (والآن في مرحلة الدكتوراه) في وقت تخرج فيه فاشل أبعد ما يكون عن اللياقة الطبية (قصير ذو كرش) من كلية الشرطة وعاش في رغد من العيش أقسم بالله غير حانث اقترضت خمسة وسبعين قرشا لآكل ولم أحصل من هذه الدولة على أي شيء فإما نتحد ونأخذ حقوقنا المهدرة لمئات السنين وإما نموت ولن نموت بل الموتى هم.
لتكن لنا صفحة مثلا بالفيسبوك باسم "أبناء الفقراء" حتى لا يبقى ابن الغني وحده محتكر هذا البلد.
[email protected]