رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لطفا سيادة الرئيس.. تقدم بقوة

قبل أن تقرأ: نعم تقدم بقوة.. انظر أمامك.. وخلفك.. وحولك.. وتقدم بقوة.. فأشرف ما تقدم عليه الآن هو «العمل».. إنه صحيفتك البيضاء التي تقدمها الي الشعب.. إنه الطلب الرسمي الذي تتقدم به اليه، آملا تأييده، وراجيا دعمه ومساندته.


تقدم بقوة يا سيادة الرئيس، فاختر رجالك بعناية، وابحث عن الكفاءات في كل مكان، اعثر عليهم في النقابات، والاتحادات الطلابية والثقافة الجماهيرية، في المصانع،في الجامعات، في القطاع الخاص، في سوق العمل، حتي في أثناء زياراتك للكنائس وفي لقاءاتك مع المستنيرين من رجال الدين والمفكرين والعلماء والمتخصصين. اعثر عليهم لأجلك ولأجلنا يا سيادة الرئيس، واخترهم بنفسك، ولا تدع التقارير التي تعدها الأجهزة السيادية وحدها هي التي تختار لك، فأنت الذي تحكم.. (فلا تُحْكَّمْ) .
«اذهب لشعبك إن أردت الملك/ حاول أن تعيد له الحياة/ حاول بشعبك» هكذا قالت ولادة بنت المستكفي للوليد بن زيدون حينما أراد أن «يعيد لأرضنا المجد القديم»، (من المسرحية الأثيرة الوزير العاشق للرائع فاروق جويدة) يرد أبوالوليد: أنا لا أريد السيف حبا في السيوف.. فأحلام هذا الشعب المطحون تمزقني) وأنا أشعر - يا ريس - انك مهموم بالفقراء والبسطاء من شعبنا وإنك بكل ما تقدم عليه من خطوات - ولو كانت فرصا لـ«الأغنياء» - إنما هي في داخلها عمل تنموي، يوفر فرص عمل للبسطاء والمطحونين والكادحين، وأبنائهم الذين يعانون انسداد الافق ويروعهم   فقدان الامل، ويزعجنا منهم غياب الشعور بالانتماء!.
«اذهب لشعبك ان أردت العرش».. هذا درس «وّلاّده».. لذا ابحث فيه عن رجال أكفاء.. ابحث عن قضاة في غاية النزاهة وقدمهم الي الناس، فبالعدل وحده تقام الدول القوية.. صلبه الأسس والبنيان.. لا تدع أحدا بالسلطة القضائية  يعيق تطور المجتمع، ويجعله حكرا عليهم مدي الحياة، عبر تطبيق معايير من شأنها استبعاد المتفوقين من أبناء البسطاء من وظائف النيابة العامة والترقي في سلك القضاء.. لا تترك أحلام المتفوقين تذهب أدراج الرياح.. ولا تدع الصحافة والإعلام كلما أرادت أن تشب عن الطوق، وتقتحم عش الدبابير، ترهب بسيف القضايا والإحالة الي الجنايات كما حدث مع زميلنا رئيس التحرير مجدي سرحان!
لا يجوز أن تتركنا نحن الصحفيين نهبا لسلطة أخري، فالصحافة منارة.. لك ولشعبك، وبغيرها لن يمكن لك ولا لشعبك مواجهة الأفاعي والحيتان في كل مكان.. في كل «شـَقْ» تركه «مبارك» نازفا.. ناثرا « صديده» وتقيحاته.. قاذفا بها في مجتمعنا.
تمنيت لو أن ديوانك الرئاسي رد علي مقال الزميل مجدي سرحان وتصريحاته عقب إحالته للجنايات، عقابا له علي حوار لم ينشره، وعلي مقال رأي لزميلتنا تهاني إبراهيم، علقت فيه علي ما نشر في حوار «الأخبار» مع المستشار  «جنينة»!.. وأستغرب أن يمر كل ما يصرح به هذا الرجل من دون أن تتوقف عنده.. لقد سبق أن استضفناه في «الوفد»، وصدمنا بحقيقة ميزانية جهاز الشرطة، 22 مليار جنيه 19 منها رواتب وحوافز وامتيازات والباقي فقط للتسليح والتدريب؟! فهل كان واجبا ان يقوم جهاز وزارة الداخلية - أيضا - بتعقبه وملاحقته ونحن معه لانه كشف هذه المهزلة؟ وهل حينما يتحدث عن رواتب وحوافز السلطة القضائية، أو عن مكافآت وزير سابق للعدل، فإن السلطة القضائية يجب ان تخرج له ملفات قديمة، أو كما يقول الأستاذ مجدي سرحان «يدبحوا له القطه»! الأمر الآن أمرك يا سيادة الرئيس.. إنها سنوات حكمك انت وهي تاريخك أنت.. فلست مدينا بشيء لأحد، وحتي إذا كنت مدينا لأحد فانت مدين للشعب المصري الذي دفعك لإجراء الحركة التصحيحية في 30 يونيو ولم يحدث أن خذلك، رغم إخفاق وزرائك كثيرا ورغم سوء حال واداء بعض رجالك.. ورغم ان ما جري خلال الفترة

الماضية ليس مشرقا كله، ففيه «السويس» وفيه  «شرم الشيخ» وفيه اغتيال «شيماء»، وقتل محام جراء التعذيب بالأقسام، التي حلمنا بأن تكون في خدمة الشعب، لكنها أصبحت  «للموت» - أو التعذيب- فقط»!
العدل أولا.. ثم الاعلام ! قل لنا يا سيادة الرئيس هل جهاز الاعلام الرسمي للدولة يعبر عنك وعن توجهاتك وعن القضايا التي تحملها ؟ قل لنا ما هي البرامج الجيدة التي تتابعها في التليفزيون المصري؟ هل تفضل «دنيا السياحة» «وطعم البيوت» أم «بين السائل والمجيب» الخ.. هذا «الإعلام» الذي لم يعد يشاهده أحد.. بل بتعبير كامل البيطار الاذاعي الشهير (95) بالمائة من البرامج التي تقدم بلا قيمة؟ فهل تختلف معه؟ وإذا كنت توافقنا فهل أنت تكتفي بزملائنا فقط في الفضائيات الخاصة ليشكلوا الوعي القومي؟ فلماذا إذن لا نسرح كوادر التليفزيون المصري؟ لماذا ننفق عليه الملايين وهو «ميت» .. أليس واجبا يا سيادة الرئيس ان تعيد له الحياة؟ تقديري ان تختار لرئاسته قامة كبري من قاماتنا الثقافية والفكرية المشهود لها بالتفكير الخلاق والمبدع، قامة قادرة علي العطاء ورسم استراتيجية إعلامية ثقافية تنهض بالوعي الشعبي.. فتكافح الإرهاب، وتواجه التطرف، وتبين الأفكار الضالة، وتكشف الفتاوي الفاسدة وتساهم في نبذ التعصب وإبعاد شبح الطائفية البغيضة عن واقعنا المثخن بجراح الإرهاب.
من أسف أنه وحتي الجمعة الماضي أثخنتنا جراح الطائفية، فقد ثار أهالي قرية «العور» مركز سمالوط بالمنيا، رفضا لقرار انشاء كنيسة هناك تكريما لأرواح ضحايا «الغدر الداعشي» في ليبيا! كيف يجرؤون علي منع بناء هذه الكنيسة؟ وكيف يمكننا أن نقبل تحدي نفر من المتعصبين دينيا لقوة وهيبة الدولة؟ والمثير للدهشة انه برغم ذيوع الخبر فانك لا تمتلك أحدا في الرئاسة قادرا علي التعبير الجيد والدقيق عن رؤيتك للحادث وعن قدرتك علي مواجهته؟ ويستدعي هذا الي ذهني مفكرا من طراز مصطفي حجازي .. الذي خسرناه بإبعاده دون ان نعرف السبب؟ فهل هو «اخوان» مثلا؟ أو «بر دعاوي الهوي»؟
بعد أن قرات: نريدك أن تتقدم بقوة يا سيادة الرئيس، وأن تختار رجالك بعناية. وجب الآن.. الآن.. أن نميزهم وأن نراهم.. نراهم يحققون العدالة والمساواة.. نراهم يصيغون الوعي ويستنفرون في مصر «الهرمة» مصر «الفتية» التي نريدها.. نراهم متحدثين مفوهين بارعين، مدركين قيمة مصر وقيمة الحقيقة، فيعبرون عنك وعن افكارك وعن طموحاتك.. وقادرون علي مواجهة الأكاذيب وعمليات التضليل التي تتعمد تقزيم مصر، مع أنها اكبر من الجميع!   
‏‫