رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‏‫حديثي مع "الرئيس السيسي"!


قبل ان نقرأ:كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته".( حديث شريف)

**********
صديقي " الدرعمي" لاشك انه يعرف عن هذا " الحديث"- ربما بحكم دراسته في كلية دار العلوم بجامعة القاهره- اكثر مما اعرف .. ومع هذا فعندما احاول تطبيق معني الحديث كما افهمه، وهو ان الامر في المبتدأ والمنتهي بيد"الراعي"..فانه يفاجئني ويذهلني،عندما لا يفوت كلمة واحده فيها نقد ل" الرئيس"،دون ان ينفي عنه- وبكل ثقه - اي تقصير ، او يسمح بعتاب او لوم او حتي توضيح مابنيت عليه افكاري ،طبقا لماورد في الحديث الشريف!
------------------
مقطع تمهيدي
-----------------
" هوّ السيسي هايعمل ايه يامحمود"؟قالها صديقي بكل حسم او استنكار لما قد يرد علي لساني عن مالذي يمكن ان يفعله الرئيس ( الراعي)!
* قلت: يفعل الكثير .. الرئيس يختار ويوجه ويتابع .. ويأمرويطاع .. ويلوم ويوبخ .. ويعين ويعزل ....
قال: ( وغيره ايضا يقول:)هو يقول ويوجه ويرفض الفساد ولكن الدنيا من حولنا اصبحت " متعفنه" .. السنوات العشرون الاخيره في حكم مبارك " عفنت" كل شيء .. شبكه من العفن تحيط بنا من كل جانب .. كنا حمدنا الله علي اننا استعدنا احساسنا بوطنيتنا .. ولكني اشعر اننا سنعود مره اخري لما كنا عليه عندما فقدنا احساسنا بالانتماء ؟!
اضاف: صدق او لا تصدق انا احب قريتي جدا واراها افضل بقعه في مصر .. واحب مصر جدا .. واراها احب واجمل بلد في العالم .. لكن مايحدث من فساد وظلم يجعلني افقد انتمائي ، واشعر بانني لااريد الانتماء لهذا البلد بهذا الوضع المأساوي!!
--------------------
..ومقطع افقي
--------------------
* قلت له ( ولغيره في حوارات مطوله:) انا بعكسك ايماني وحبي وتعلقي بالبلد ( قرية ونجعا وكفرا وعزبه ومدنا وعاصمة وارضا وطينا وترابا) ليس مرتبطا بهذ الفساد، وهذا القهر وهذا الظلم العارم ،وليس مرتبطا بحاكم ولا بحكومه ولا بنجاح ثوره او فشل ثوره .. حبي لبلدي لا علاقة له بالسيسي وطنيا كان.. وشريفا كان.. وممتلكا لرؤيه او فاقدا لها ..
* اضفت:( له ولغيره:) انا "ألتقي الرئيس" هنا كل مره اكتب فيها سطور مقالي .. اراه .. واتحدث اليه .. وارسل له رسائلي .. اتخيله ينصت الي.. واتخيله وهو يوميء براسه ، وهو ينزعج من كلمه، ومن معلومه ، صحيحه ، او خاطئه لديه دليل علي خطئها .. ومن هنا فانا اشعر ان المسأله مع ( الراعي) خلاف في  الرؤيه ووجهة النظر.. رغم ان بينه وبيننا مشتركات اهمها انه صانع مجد مصر في الثلاثين من يونيو، وساظل اقدر له هذا الصنيع ، حتي لو كان "مرتبا" له كما يقول الاخوان ومشايعيهم، لاننا كنا كمن يستجير به من "الرمضاء" .. وهي استجاره رايناها  ممكنه ، وافضل مما عداها، ولو كانت كالاستجاره من الرمضاء بالنار كما يقول الشاعر !
مازلت اقول له( ولغيره:) ماأقوله للرئيس قد يلقي اصداء وقد لايلقي.. ولست وحدي طبعا الذي يقول .. كثير من الكتاب يقولون للرئيس .. لكن مااقوله يجعلني اشعر علي العكس منك بأعلي "ذري الشعوربالانتماء".. لكن الغريب انك تفقد انتماءك للوطن، ولكنك تعشق الرئيس وتؤمن ، بل "تنتمي" اليه بمشاعرك ؟
----------------------
.. ومقطع شخصي
.........................
اعاد علي ذهني نفس جملته وإن أضاف: "الريس هايعمل ايه يامحمود" الرئيس بيقول لهم .. لكن " العفن" اكبر من ان اي حد يشيله لاسيسي ولاغير السيسي"...
اضاف بقلب محروق وكلمات مبلله بالحزن والدموع: الريس هايعمل ايه- مثلا- لاساتذه في الجامعه مصرين علي مكاسبهم الماليه وامتيازاتهم الجامعيه وتراثهم العريق في حفظ الوظائف المرموقه لاولادهم دون سواهم ..  مثل  وظائف المعيدين والنيابه العامه ، وذلك علي حسابنا نحن الشعب المصري الذي يدفع من ضرائبه رواتبهم وامتيازاتهم التي تجعلهم يعيشون في القصور والجنان علي الارض!!!
استمر يتحدث بحرقته الباديه في انفاسه وكلماته:( شرح لي ان لديه ولدين متفوقين لكن احدهما "جاد جدا" في كل مناحي حياتي- قال انه يماثل عمه في الجديه - خاصة في دراسته، وقد فاتته كلية الطب علي درجتين فقط، ففكر في دخول " الحقوق" ليستثمر قدراته الدراسيه في الحصول علي تقديرات عاليه " تقيه" من الخضوع للعمل في مهنة المحاماه ( حيث المحامون ينطبق عليهم مثلنا العامي "العدد في الليمون")..وتقوده الي اعلي الذري في مواقع العمل في السلك القضائي، وبدا لنا انه علي شفا تحقيق مايصبو اليه، فقد حصد في العام قبل الفائت تقدير عام" جيد جدا"..
  الي هنا والامور كلها تمام.. لكن " التقيل" لم يأت بعد! في امتحانات الترم الاول العام الماضي كانت النتيجه "صادمه".. لقد خاض ابني الامتحانين الشفهي والتحريري ، وبينما حصل علي الدرجات العشر في التحريري فوجئنا بانه حرم من تسجيل درجات الامتحان الشفوي؟جن جنونه ، وجنوننا ! ضربنا اخماسا في اسداس.. كيف وقد حضره  واجاب كالعاده علي الاسئله بجديته واهتمامه اللذان يشهد بهما تفوقه الدائم وحتي حصوله علي درجات التحريري النهائيه؟
المهم قدمنا تظلما !! علي ان المفاجأه التي هوت علي رؤسنا كانت تأكدنا من ان التظلم  لم يناقش او ينظر فيه حتي اليوم  منذ العام الماضي!!وطبقا لما هو شائع في هذه

الحالات فان "التظلمات" لاتاتي بنتيجه، بل يدفع الطالب رسوما عاليه مقابلها ، بلا فائده.. والانكي من هذا ان التظلم إن وجد طريقه الي "المراجعه"، فانه لايفرض علي الاستاذ النظر في اجابات الطالب من عدمه ،وانما ينظر في ( عٓدْ واحتساب الدرجات وليس جوهر الاجابات)!
اما الكارثه  الاخري فقد حدثت منذ ايام " ونكدت علينا اكتر واكتر يامحمود" ( قالها بقلب ممزق!) ففي امتحانات"الترم"التي جرت العام الدراسي الحالي حدث امر اعجب من العجاب ! لقد كان مطلوبا منه -في هذا الترم- ان يقدم بحثا من كتاب الاستاذ، وفقا لما يتعارف عليه الوسط الطلابي باسم ال( شيت) ويعني ان تؤكد لاستاذك انك " اشتريت" كتابه (...)وان تقدم بحثك اليه مرفقا به الصفحات المحدده للاجابه من نفس الكتاب الذي اشتريته من الدكتور! اوكي .. المهم ان هذا ماحدث وبنفس دقة وجدية ابني المعتاده.. فماذا كانت النتيجه ؟ درجتان فقط من 10 درجات ؟! قل لي بربك اين يذهب عقلي؟ واين يذهب ابني ؟ ولماذا نحبطه هذا الاحباط ؟ لقد طلب مني ان نرفع قضيه علي الكليه ليحصل علي حقه باي شكل !
يتساءل صديقي المكلوم : ماذا نفعل امام هذا الكم من الفساد والاهتراء وعدم ايلاء الطلاب الاهتمام بمستقبلهم في حين يهتم الاساتذه باولادهم ولا يسمحون لاحد من ابناء العوام امثالي بالحصول علي فرص متساويه معهم ؟
--------------------
.. ومقطع تكميلي
---------------------
* بثقه قلت له( وقلت لغيره:)أرأيت ! الم اقل لك ان الرئيس ( الراعي) يجب ان يواجه هذا الفساد، وان يأمر بان يوجد له حل " قانوني" ؟ واستطردت اقول: عندما اشتكي طلبة الحقوق الحاصلون علي تقديرات توهلهم للنيابه، لكنهم استبعدوا علي اسس " مستهجنه " تتعلق باصولهم العائليه والمهن المتواضعه لاولياء امورهم ، وتقدموا بشكاواهم الي السيد الرئيس، فانه بدوره ارسل الي "السلطه القضائيه المختصه" يستفسر منها عن الاسباب التي حدت بها الي رفض تعيين هؤلاء( ١٣٩) في هذا السلك " المرموق" فانهم ردوا عليه :: هذا تدخل في عمل السلطه القضائيه؟!
---------------------
.. ومقطع استغرابي!
-----------------------
* قلت لصديقي المحترق الما ووجعا: ( كما قلت لغيره ايضا:) كيف تري المشكله الان؟ اذاكان الرئيس يحاول "الاستفسار"من هؤلاء الاساطين الكبار، فيأتيه رد كهذا، فما بالنا بالموقف من "الآخرين"؟ انها دوله داخل الدوله.. شبكه عميقه ضاربة الاطناب .. كان اقل مافي الامر ان يخرج رئيس الجمهوريه ليشرح للناس مواقفهم ، ولو توقف دولاب العمل ، اذا احتجوا وامتنعوا عن القيام بدورهم .. لقد تحدوه وكان واجبا ردعهم.تلك وحدها الاشارات التي تصنع دوله جديده.
رد صاحبي العاشق ل" السيسي": الرئيس قال وتكلم.. واشار الي وجود الفساد.. لكنه " ميقدرش يعمل حاجه في العفن ده كله .. ٢٠ سنه عفن يعمل ايه السيسي؟ العمل يكون عبر برلمان قوي يراقب ويحاسب ويشرع ....
*قاطعته قائلا: برلمان قوي من اين ؟ اذا كان المرشحون هم من نراهم الان .. فلول وسلفيون واخوان وتجار سلاح وآثار الخ
قال لي: اذا كان ذلك كذلك .. فكيف بالاستاذ "فلان"في( دائرة كذا) وهو نابه وعالم ومفكر وذو مبدأ يناصر واحدا من هؤلاء الان؟
*بعد ان قرأت: ألجم صديقي الكلمات في قلبي وعقلي .. فحرت جوابا .. وسألت نفسي حقا : يعمل ايه الرئيس السيسي .. وغير الرئيس السيسي ، اذا كان العلماء والمفكرون والساسه والصحفيون مازالوا ينتصرون لمباديء " دولة مبارك"؟!