رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مازلنا نعيش في "كهف" مبارك؟!

قبل أن نقرأ: مازلنا نعيش في كهف حسني مبارك.. لم نخرج منه بعد! ولما لا.. فأن تضع كلية الدراسات العربية والإسلامية للبنات بالإسكندرية لافتة علي أحد مصاعدها تقول فيها: في عهد الرئيس السيسي، وبرعاية الإمام الأكبر وبحضور رئيس جامعة الأزهر وعميدة الكلية، تم افتتاح المصعد.. فهذا يعني أننا مازلنا نعيش في كهف -وكنف- حسني مبارك!


يوهمنا جمع من الأصدقاء والمتابعين، بأن نقد رئيس الدولة أصبح من المحرمات! وأنه لا أحد الآن في الصحف القومية أو المعارضة أو المستقلة يستطيع انتقاد أداء الرئيس؟ أتراهم يجروننا إلي معركة في غير أوانها؟ أم أنهم يحلمون بإعادة إنتاج ثورة يناير ونحن علي مشارف الاحتفال بذكري اندلاعها؟ وكأنه لا يكفينا المزيد من المسارات الخاطئة بعدها؟
أيها السادة ما عاد الزمان الآن زمان ثورة.. وإن بقيت حرية التعبير حقاً ومكسباً، يتوجب الحفاظ عليه منا، بل من الحاكم قبلنا.. بل وجب أيضا إشعار كل من يفرط في هذا الحق بأنه يرتكب جريمة ثلاثية الأبعاد، في حق نفسه، وشعبه، ورئيسه. من أي أحد كان ولو كان رئيساً للتحرير في مطبوعة من المطبوعات. ليس معني هذا أن تعني حرية التعبير التجريح والتجاوز في مخاطبة رئيس الدولة، فنحن لسنا أمام رئيس من نوعية محمد مرسي، ولسنا أمام نموذج يقترب ولو من بعيد من «الفشل الإخواني»، مما يوجب علينا الخروج عليه، والمطالبة برحيله. بل نحن أمام حكم جديد يحاول أن يتلمس طريقه، ويضع بصمته، ويكتب هويته وعلينا أن نعينه ونعاونه.
سبق أن كتبت عن «السيسي» المرشح الرئاسي.. وبعد انتخابه كتبت عن «فريقه الرئاسي».. وحددت من وجهة نظري «الطريق الرئيسى (أمامك) يا سيادة الرئيس».. وعندما تحدث الاستاذ هيكل عن «ثورة السيسي» الواجب أن يقوم بها ضد النظام القديم، أيقننا أننا علي الطريق الصحيح، فهذا ما ذهبنا إليه» ولكن بعضهم لا يقرأون».
وعلي الرغم من تأييدنا له، وإلا أننا مازلنا نختلف مع («الرئيس» في طريقه الرئيس») بل إنه هو نفسه «يختلف» بل يرفض هذا الطريق.. وأحسب أنه لا يمكنه أن يقبل بمثل هذه «اللافتة العجيبة» التي وضعتها الكلية علي جدار المصعد!
ولا أحسب أن الرئيس وحده هو الذي يختلف مع الطريق الذي نسير فيه، وإنما رئيس الوزراء أيضا، فقد أعلنا عدم رضائهما عن «وزراء» ممن شبعنا طنيناً وعجيناً عن أنهم يمثلون حكومة تعمل من «٧ الصبح»! فالوزراء هم أدوات الدولة في التعبير عن سياساتها.
لكن السؤال هو: ما سر استمرارهم؟ ما الذي يمنع « محلب» من أن يتقدم بأسماء بديلة للرئيس؟ بل لماذا لم يجبره الرئيس علي إجراء التغيير؟
ما يثير الاستغراب أن أحداً لم ينجح حتي الآن في أن يبعث في مصر (النائمة) مصر اليقظة الواعية.. الحصاد النهائي للطنين الإعلامي للتليفزيون الرسمي، حصاد مرير.. فطوفان فتاوي برهامي والدعوة السلفية ومشايخ الدين الذين يفتون بجواز ترك الزوجة الخائنة لله وحده ليقتص منها، كما أفتي الشيخان جمعة وعطية، وأن زيارة السيسي للكاتدرائية أمر مستنكر من السلفيين، كل هذا وغيره إدانة للسياسة

الإعلامية للدولة التي تريد من الإعلام مؤازرتها والتعبير عنها، مع أنها لا تساعد نفسها بالبحث عن إدارة رشيدة تديره وفقاً لأسس علمية سليمة!
قيمة العمل تتراجع في مصر، ودولاب العمل يمضي متثائباً، ولا يكاد يكون هناك تغيير يذكر في البلاد، سوي ما ينقله المسئولون للإعلام المرئي والمسموع والمكتوب أيضا، والصورة زائفة إلي حد بعيد، ولا تساعد علي استعادة قيم العمل واستنهاض الإرادة الوطنية، وإدراك أننا الآن «ضهرنا للحيطة».. لا توجد ثورة في العمل والإنتاج، وإنما ثورة مضادة ضد الدولة، تراها في استرجاع كلمات باتت من فرط اللغو من التراث أو الفلكلور.. ومع هذا فلا حساب ولا عقاب؟
يلوكون بألسنتهم كلمات مكررة ومعادة كل يوم: شباك واحد للاستثمار.. منع الإغراق والاحتكار.. فبماذا نسمي ما حدث من استئثار من شركة أبراج كابيتال متعددة الجنسيات عندما أقدمت علي شراء -وبأي سعر- مستشفيات: القاهرة، كليوباترا، بدراوي، فضلاً عن مدارس خاصة؟
يشعر الناس بأن النظام القديم يعود، بل يعود اللواء أحمد عبدالله الذي وقعت في عهده مذبحة بورسعيد محافظاً للبحر الأحمر بعد عزله من منصبه؟! ويزداد «الشامخ» «شموخا»، وسيفرض علي المتقاضين رسوماً لصالح أعضائه.. والجملة بتوقيع «المواطن نعيم إسكندر»، وفي رأيه أن «محلب» يسير علي خطي نظيف والجنزوري، منهياً بذلك «شهور الحب مع محلب»!
خلاف آخر مع الرئيس، يأتي علي خلفية إعلانه أنه إذا توحدت الأحزاب السياسية واختارت قائمة موحدة، فإنه سيدعمها؟ كيف يا رئيس كل المصريين؟
ولكن حسنا فعل الرئيس فيما بعد عندما أعلن أن انحيازه الوحيد هو للشباب.. وهذا انحياز صحيح وشعار واجب التطبيق علي الفور.. لكن الأوجب هو أن يتحول من مجرد شعار إلي واقع، فشباب ٢٥ يناير الذي تواري بعد الثورة، يجب أن يكون له دور بارز وطليعي في مستقبل الوطن.
بعد أن قرأت: نحن أمام قارئ مختلف يصعب إرضاؤه.. وفي ظرف سياسي مختلف حتي أننا قلنا ما نؤمن به ونعتقد بصوابه، وصمنا الأصدقاء قبل الجميع، واتهمونا بالأخونة وإن لم نقل اتهمونا بالمنافقة.. ولله الأمر!