عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«جرح» أشرف مروان.. ومسئولية هيكل وأسرة عبدالناصر!

 

 

قبل أن تقرأ: دروس الاستاذ «هيكل» تظل تنير عقولنا طوال الوقت! أكتب هذا ممتنا لخبرته وعارفا بفضله ومقرا بأستاذيته، وإن قدر لي «عقلي» أن أختلف مرات معه، ولم لا وهو  نفسه يحرضنا علي التفكير والدراسة والتحري والبحث عن الحقيقة!

سبق أن تناولت في مقالات سابقة بالوفد، ما يمكنني  ان أسميه- باطمئنان- تناقضات الاستاذ محمد حسنين هيكل.. وأواصل الكتابة مجددا في هذا الشأن، دون أن أتعمد التجاسر علي الشخص بقيمته وقامته.. ذلك أنه كان في مقدمة هذه التناقضات هو تجنبه الدائم للخوض فيما وصم به «أشرف مروان» السكرتير السياسي الأسبق للرئيس السادات ومدير الهيئة العربية للتصنيع!
لقد أطل الأستاذ هيكل الجمعة الماضي علي المصريين من نافذة الزميلة «لميس الحديدي».. وعلي غير عادته - في حواراته الثلاثة قبل الأخيرة معها، والتي سبقت علي إطلالته الجمعة الماضي - «توهج» الأستاذ هيكل، إلي درجة أذهلتني..فهذا ليس ذهن رجل عجوز بلغ من العمر عتيا، وإنما هو ذهن رجل صاف أصبح يري الأمور باعتبار ما لهذا العمر من احترام وتوقير، وما لهذه السن من تسام فوق الصغائر وحسن قراءة للأمور.
تدفق هيكل إلي حد انه تنقل بين القضايا والموضوعات كتنقل الفراشات بين الأغصان والأزهار.. فقد طاف بنا في عصر مبارك وفساده والقاضي الرشيدي وأحكامه وبراءاته، وما بينهما من قضايا مهمة وجد لها وبينها - بفرادة شديدة - صلة ووفكرة!
أخذنا من أيدينا إلي المحاكمة السياسية لـ «مبارك»، واضعا أيدينا بتفرد شديد علي مواضع دقيقة جدا في حيثيات الحكم، رأي انها كانت تقودنا حتما الي اجراء هذه المحاكمة، أو علي الأقل لفت نظر الدولة اليها واتخاذ ما يلزم بشأنها.. ثم أخذنا إلي ما اسماه بـ «قضايا عديدة لم تحسم»، أحسب أن ما يعنيني منها الآن هو ما يتعلق بـ «أشرف مروان».. واتهامه بالجاسوسية!
أعرف يقينا أن الاستاذ هيكل ليس معتادا أن يرد علي منتقديه، لكني أعرف  في  الوقت نفسه أن أصداء النقد وصدي الرد وأصداؤه  تتردد بالتأكيد في داخل كل منا ثم تظهر لنا في ثنايا رؤانا وأفكارنا.. وتقديري أن حديثه المفاجئ عن (أشرف) كان من هذا النوع من الصدي.
لقد سبق لي أن أشرت الي ان الأستاذ هيكل مطالب بأن ينتصر لمصر أولا ويساعدنا علي فهم ما جري وما يتعلق بإشرف مروان تحديدا بصرف النظر عما إذا كان اشرف زوجا لابنة جمال عبد الناصر ولأول مرة يطرح الأستاذ من تلقاء نفسه قضية أشرف مروان إلي مقدمة الحديث، هكذا دون أن تستدرجه إليها «لميس الحديدي»!
سبق أن طالبت بوجوب حسم هذا الموضوع الخطير، وإعلان ما إذا كان أشرف مروان عميلا للسادات (او لمصر) كما توكد اسرته، أو أنه كان عميلا اسرائيليا بامتياز كما يقول مدير الموساد السابق؟! لأول مرة يطرح هيكل تساؤلات حول دور أشرف، مشددا علي انه ليس من الممكن ترك هكذا قضية بدون حسم؟ وتلك أول مرة أيضا يتحدث فيها الأستاذ بهذه المرارة والوضوح، بما يكشف لنا عن أن القضية «تؤرقه».. وكنا لا نحسبها كذلك، وإنما قدرنا أن ذلك جزء من تناقضات هيكل الكاتب والانسان، وأن «الخاص» عنده «تداخل» مع العام في هذه القضية، تماما كما  لايزال يتداخل الي حد مثير للغضب مسألة «شراكة» احمد وحسن (هارب في لندن) هيكل مع ولدى مبارك، والتي لاتزال لغزا محيرا هي الأخري، فلن يفتحها الاستاذ او يوليها بالقدر اللائق بها من الاهتمام، علي الأقل بما يكفل غلق باب سيول النقد الذي يوجهه إليه خصومه من هذه الناحية.
لقد ذهب الاستاذ هيكل إلي

حد التشكك في صحة ما يقال ويتردد في محاولة نفي التهمة عن « مروان»، وكانه قرأ ما دار بخيالنا -ولا يزال - وماكتبناه مرات عدة في شأن أشرف مروان! فها هو أخيراً يتجرد من مشاعره الإنسانية، تجاه أسرة الرئيس ناصر ليفجر قضية صهره علي هذا النحو! لا يهم إن كان يرد علينا أو أنه كان يردد أصداء ما في نفسه، لكن  في النهاية نحن أمام قضية مفتوحه بلا حسم ضمن قضايا عديدة لم تحسم وعلينا أن نسعي إلي البت فيها نهائيا، فقد ذهب الاستاذ الي حد القول بان ترك مثل هذه القضايا مفتوحة قد يقودنا إلي أن نصبح دولة فاشلة!
- أما وأن الأستاذ أعاد نكء الجراح القديمة المفتوحة، فلا مندوحه عن تعميقها بما يكفي، لا لكي نجتر آلامها المبرحة، وإنما لكي نعالجها ونصل فيها إلي نتيجة، وأحسب أن الأستاذ هيكل مدعو بنفسه إلي ترؤس اعمال لجنة تحقيق في هذا الخصوص، تستدعي كل من لهم صلة بأشرف مروان، من أسرة الرئيس عبد الناصر، ليسمع منهم ويتقصي شهاداتهم ويقف علي حقيقة مواقفهم من الاتهامات، وتفنيدها وتقصي حقائقها وأحسب ان زوجة اشرف مروان نفسها مطالبة الآن بقبول فتح مثل هذا التحقيق الآن وليس غدا، ليس لمروان وإنما لمصر.. وإذا لم يكن لمصر فليكن من أجل أسرة أشرف مروان وأولاده في مقدمتهم.
- أحسب أيضا أن عبئا هائلا يقع علي عاتق المهندس عبد الحكيم عبد الناصر.. عبئاً أراه ثقيلا، يتمثل في  كيفية إقناع الأسرة بقبول فكرة انطلاق مثل هذا النوع من التقصي، فيكفينا قضايا بلا حسم وأحسب أيضا أن المسار الذي سلكته الدكتورة هدي عبد الناصر، من الإشراف علي إعداد متحف شامل وكامل وموثق بكافة وسائل التوثيق، لتخليد الرئيس الراحل، أتاح لها أن تحصل علي وثائق قد تعين علي فهم «لغز» اشرف مروان الذي كتب فيه كتاب كثيرون أحسب أن أكثرهم جهدا واهتماما الكاتب الكبير عادل حمودة.
- بعد أن قرأت: لا أظن أن الأستاذ سينسي موضوع أشرف مروان، واذا نسي فسوف تذكره «لميس»، وسوف يعاود مانشرناه عن ضرورة تقدمه إلي دور في هذه القضية، بما يكفي لإغلاق جرحها النازف، سيجد صداه إلي نفسه مرة أخري بل ومرات، وحسب أن مجتمنا كله مدعو للضغط باتجاه حسم مثل هذه القضية المعلقة أو النازفة.. لا فرق!