رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليتك يا «كريه» لم تلغ عقوبة «العروسة»!

قبل ان تقرأ: أعلم أن الناس ضجت من الحديث عن «إجرام» حسني مبارك ووزير داخليته ونظامه بأكمله. كما أعلم تماما ان مواطنين غيورين مثلي يريدون ويتمنون لو التقوه وجها لوجه، لكي يظهروا له مدي احتقارهم له، بسبب ما ارتكبه في حق شعبه ولايزال يفعل هو ومحاميه  الذي يريد ان يهيل التراب علي

نضالات المصريين طمعا في إنقاذ موكليه، لا يهم إن كان ذلك علي حساب ماضي ومستقبل الشعب المسكين. فمن يأبه للشهداء (المجد لهم) وجرحي الثورة ومصابيها وأهاليهم الذين كانوا يتخيلون ان اسماء أبنائهم ستخلد في صفحات من نور التاريخ المصري، فاذا بالنظام الحالي كله - وأنا هنا لا اتهمه بقدر ما أقرر حقيقة واقعة - يساعد علي افلات المجرم من العقاب.. فالمزاج المصري اليوم يميل الي تأييد العسكر(يين) وتمجيد بطولات الجيش العظيم مع أن في هذا الجيش - ومنه - قادة كالسيسي وقادة آخرين (سابقين طبعا) كـ «حمدي بدين»!
- لم أتخيل أن يأتيني مبارك وأنا نائم (أسمع صوت همهمات وسخرية أري أنه لامحل لها) فالرجل بكل تاريخه المشين - ومنذ أن أسقطت له، من خلال هذه الصحيفة خمسة من نواب حزبه الوطني (اللاوطني) ممن نجحوا علي قوائمه في انتخابات ١٩٩٠.. مع أنهم كانوا من كبار تجار المخدرات، وكان أحدهم وهو عايد سليمان سلمي سليم يتعاون مع اسرائيل (في تلك الحملة الصحفية الشهيرة التي قمت بها في صحيفة «الوفد» الجسورة، واستغرقت عاما ونصف العام بلا انقطاع - يلح علي تفكيري ولايبرح عقلي ووجداني منذ ضبطه متلبسا بمثل هذا الفعل الفاضح، وغيره من فضائح نظامه والتي سنعددها حالا.
التقيت مبارك وأنا نائم.. كان بكامل حلته، وبدا وادعا ومبتسما ملء شدقيه ابتسامة غريبة حرت في تفسير كنهها! كنت جالسا علي طرف «كنبه» بينما كان يجلس علي كرسي ومال ناحيتي كثيرا كما كنا نراه يميل وهو إلي جوار من يطمئن اليهم.. ولم تثنن ضحكاته عن أن أقول له بهدوء أحسدني عليه:
تعلم أنك والعادلي وزمرتك المشئومة لم تحاكموا علي جرائمكم الحقيقية.. وكان غريبا ان نسمع صوتك متحشرجا وانت تحاول أن تبرر وتدافع عن نفسك بكلمات فضفاضة، استعرضت فيها بطولاتك، من دون أن تعتذر عن خطأ واحد.. خطأ واحد فقط.. كتزييف الوعي عبر إعلامك المزور، وتزييف الارادة الشعبية للجماهير، عبر تزوير صناديق الانتخابات، وإفساد الحياة السياسية، بتقديم أرباع المواهب والكفاءات ليتصدروا الصفوف ويحتلوا قاطرة المقدمة، فتفشي الإحباط وشاعت البلادة وانحدر البحث العلمي، وساد الجهل وتفشت في المجتمع ثقافة الفساد واللصوصية والبلطجة.. تلك التي كان عهدك قد امتلأ بها.. كانت الشرشحة ضمن قاموسك البائس.. دعني أذكرك بإهانتك للراحل الدكتور محمد السيد سعيد الذي اراد ان يحدثك عما يجري من نظامك ومن جانب مفسديك، فكان أن أهنته علنا امام المثقفين في معرض الكتاب.. ولاغرابة في أنه إذا كان رب البيت بالدف ضاربا.
أضفت: انت قد تنجو بجريمتك في قتل المتظاهرين، إما لشيوع تهمة القتل، وغياب أدلتها القطعية، وتسجيلاتها التي لم تقدمها للنيابة جهات سيادية في الدولة، قد يأتي يوم ليعترف رموزها بخطئهم الفادح في اتلافها، ولكنك لن تنجو من عذاب التاريخ وإهانته.. بإفسادك الحياة السياسية، وباضعافك لمعارضيك.. وإبعادك كل الكفاءات وتجميد الحياة السياسية وقصرها علي نمط معين من الوزراء ورؤسائهم ممن يسيرون باشارة من إصبعك.
قد تنجو بجريمتك، فيذهب دم جيكا وكريستي وعماد عفت وزياد بكير وعشرات غيرهم من دون قصاص - ولا اقول سدي مطلقا - ولكنك لن تستطيع ان تنجو بفعلتك من اشاعة منطق الواسطة والمحسوبية وبيع ممتلكات الدولة

للمحاسيب والأغنياء.. بل تشكيل حكومات تدافع عن مصالحهم وتحمي مكاسبهم وفي نفس الوقت إذا اختلفت معهم أو نقمت عليهم تدفع لهم من عرق وكد الشعب الغلبان تعويضات بملايين الدولارات في قضايا تحكيم دولي أهدرت سمعة البلاد وافقرت العباد!
قد تنجون بفعلتكم عندما تحاولون ان تصموا أنبل ماقام به الشعب المصري حديثا في ثورة ٢٥ يناير المجيدة بأنها كانت مؤامرة(!!) وكأن الملايين الذين انضموا الي الثوار الحقيقيين كانوا مغيبين لا إرادة لهم.. كانوا منومين أو من «كوكب تاني» دفعتهم الحماسة والعاطفة، فخرجوا لتأييد متآمرين أمريكيين وصربيين وغيرهم.. وكأن كل الشعب تحول الي عملاء وخائنين!
لا أنكر أن الاخوان استعدوا وخططوا وأن الامريكيين اتفقوا ورتبوا وأن منظمات دوليه ساعدتهم لإسقاط النظام.. لكنه كان نظاما يستحق السقوط.. ولكن هذا المخطط الذي حدث لم يكن لينجح أبداً ما لم تخرج «ملايين الشعب تدق الكعب تقول كلنا جاهزون» لاسقاط النظام!
قم يامبارك فنم.. وأحلم - أو انعم - بالبراءة، لكن سيبقي سيف التاريخ الشائن هذا مسلطا علي رقبتك، مثلما ستبقي ايضا خالدة، شهادة اللواء مصطفي عبد النبي رئيس هيئة الأمن القومي السابق التي قال فيها «إنك مسئول سياسيا عن قتل المتظاهرين» لتحدد لك مسئوليتك عن تهمة، تفاني محامي الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام في نفيها عنك، مثلما حاول «العادلي» بأغلظ أيمانه أن ينفي عنه تهما لو أن أحدا تمعن في شهادة اللواءين أحمد رمزي وحسن عبد الرحمن واللذين اشارا الي طلبه اليهما فض المظاهرات بالقوة، إرسال ٢٠ من الضباط المدربين علي القنص لينتشروا فوق الأسطح ويتعاملوا مع المتظاهرين، لأدرك حجم الجريمة التي ارتكبها، بل الجرائم الأخري التي ارتكبها مبارك في ظل رسوخ نظام القمع والتعذيب الذي فرضه العادلي لضمان استمرار النظام القمعي الشائن!
بعد ان قرأت: إذا كنت يا مبارك تعتقد انك أفنيت عمرك في خدمة بلادك فمن الذي تركها هكذا تربة فاسدة مجرفة.. مهترئة.. «مخوخة» لاينبت فيها علم حديث ولارجال مهرة وقادة أكفاء؟! واذا كنت ياعادلي تفخر بانك ءلغيت» عقوبة «العروسة» في السجون.. فالسؤال الذي يفضح نفسه هو: هل أنا الذي وضعت العصا الغليظة في دبر السائق عماد الكبير؟ وهل أنا الذي حطمت فكي - وقتلت - خالد سعيد؟ ليتك لم تلغ عقوبة العروسة.. فربما تمتعت بها انت ورئيسك طيلة الفترة الماضية التي قضيتها أنت وهو في السجن يا «كريه»!