عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‏‫يا أحمر الخدين.. يا جيش مصر

 

قبل أن تقرأ: تبدي الشقيقة «العظيمة» الصغيرة قطر اهتماماً كبيراً ورائعاً بالشأن الدولي العام.. حتي إنها استحقت شكر الولايات المتحدة الأمريكية علي جهودها في إطلاق سراح الجندي الأمريكي المختطف من قبل أمراء طالبان في أفغانستان، منذ عام ٢٠٠٩، في صفقة استغرقت مفاوضات شاقة أمكن مؤخراً في ٢٠١٤ أن تتم، وتسفر عن إطلاق الجندي الأمريكي الأسير مقابل إطلاق سراح خمسة إرهابيين طالبانيين معتقلين في سجن «الباستيل الأمريكي» - جوانتانامو سابقاً - في إطار أحلام الأمريكي القبيح «أوباما» بتفريغ المعتقل من نزلائه، فيتم إغلاقه تلقائياً بعد عجزه عن ذلك ٦ سنوات!

الوجه الشائن في الصفقة أن المفرج عنهم لن يكونوا مقيدي الحرية في قطر، بل سيكونون مطلقي السراح!.. ويتمتعون بحق اللجوء السياسي في قطر!.. ومن ثم يتواصلون مع قيادات طالبان في الوطن الأم، ويستضيفونهم ويهاتفونهم وينسقون معهم، ما يعني أن «قطر» ستكون «قبلة» الإرهاب الدولي وراعيه الرسمى!.. تري ما مكافأة «اوباما» للقطريين بعد إنقاذ ماء وجهه ومساعدته علي الوفاء بتعهدات «المائة يوم الأولي من حكمه»؟
ضاحي خلفان - وكلنا يعرفه الآن - وصف الموقف القطري مما يجري في مصر بالغباء، مؤكداً أن التاريخ لن يغفر هذا لحكامها، لكن تقديري أن الدور يفوق القدر، وأنه أكبر من مجرد غباء، فقطر تتطلع - وبأي ثمن - لوراثة مقاعد الكبار لدي الأمريكان!.. والمثل يقول: «اللي خدته القـ........» فالسعودية ومصر - وباكستان - تعاونوا علي قتال «الدب الروسي» بذريعة «الجهاد ومحاربة الشيوعية»، فاستولدوا ديناصوراً (بن لادن وطالبان)!
يكشف «هيكل» في «الزمن الأمريكى من نيويورك إلي كابول» أن أمريكا وفرنسا اتفقتا علي تحمل  كلفة المواجهة هناك من عائدات بيع جزء من المخدرات (الأفيون)المضبوطة في أمريكا وأوروبا في السوق العالمية (يعني من دقنه وافتله!) فيما قدمت مصر ما لديها من عتاد مخزون من صناعة الهيئة العربية للتصنيع، تم تحميله وإرساله عبر صحاري أفغانستان علي ظهور الحمير، أما السعودية فقد تكفلت بباقي النفقات، بسبب حربها المقدسة ضد الإلحاد!
وبعد أن سقط الاتحاد السوفيتي صريعاً، نشأت دولة طالبان وأضحت أفغانستان عاصمة التطرف والتفجر، فخرج العرب يجرون أذيال العار، إلي أن قامت قيامة ١١ سبتمبر ثم جري الانتقام من طالبان، وإذا بقطر تدخل الآن لاعباً رئيسياً مع حليفها وراعيها الأمريكي!
الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم يسميها تهكماً «قطرائيل» ويواصل قائلاً: ٣٢ ألف إسرائيلي ماتوا في حروب بلادهم مع العرب خلال ٦٦ سنة!، خلال ٣ سنوات فقط مات ٢٠٠ ألف عربي مسلم في سوريا ومصر وليبيا بسبب قطر!
يبدو أنه لن «ينعدل للكلب ذيل» علي الأقل في المستقبل المنظور، وسيعود السفراء الخليجيون إلي الدوحة قريباً، دون أن «تعدل» قطر ذيلها لذا وجب أن يكون للملف القطري أولوية علي الطاولة الرئاسية!
من الأجدر الانتقال إلي رصد مواقف الآخرين مع مصر، وفي مقدمتها الإماراتي الذي يستحق التوقف عنده، (علي الرغم من أن «أصوات مصرية» ناشزة تحاول أن تغمز من قناة «دعم الجيش» فيه)، فمؤخراً تفقد إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ومحمد

بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي معرضاً لمشروعات تنموية في مجالات مختلفة تمولها دولة الإمارات العربية المتحدة في مصر منها 78 وحدة صحية تخلق فرص عمل لـ600 عامل سنوياً، ومشروع تطوير خط إنتاج الأمصال والتعبئة، ومشروع توريد 600 أتوبيس نقل عام توفر ٣٠٪ من احتياجات ٦٠٠ ألف راكب يومياً بنهاية نوفمبر القادم.
السبت الماضي اتفق البلدان علي إنشاء شركة تديرها الدولة يرأسها ضابط جيش مصري متقاعد لبناء صوامع قمح تعد جزءاً أساسياً من حزمة مساعدات تقدمها الإمارات للقاهرة بقيمة 4.9 مليار دولار، طبقاً لـ «رويترز» في مارس الماضي فإن الإمارات تعمل بشكل مباشر مع الجيش المصري لضمان بناء الصوامع على النحو الأمثل.
وتعهدت الإمارات في أكتوبر الماضي ببناء 25 صومعة قمح في المجمل بسعة تخزينية 1.5 مليون طن للمساعدة في وقف خسائر بالمليارات من القمح كل عام، وتسعى مصر لتعزيز سعتها التخزينية لتقليل الاعتماد على الواردات، لكن «أصوات مصرية» لم تجد بداً من أن تري في الورد عيباً، فراحت تغمز من قناة ارتباط الجيش بالمشروعات فتقول: «ورغم أن وزراء من البلدين ظهروا معاً في مؤتمر صحفي في القاهرة للإعلان عن تفاصيل بناء أول صومعتين، فإن اختيارهما لشركة مرتبطة بالجيش المصري للقيام بأعمال البناء أكد صلة الجيش بالمشروع»!، وتستدل علي ذلك بأنه «كان جالساً بجانب الوزراء الفريق متقاعد عبدالعزيز سيف الدين - عضو المجلس العسكري السابق رئيس الهيئة العربية للتصنيع - وهي الشركة المملوكة للدولة التي وقع عليها الاختيار لبناء الصوامع!، وقال مصدر بالجيش: إن الهيئة العربية للتصنيع تنفذ تعاقدات مع وزارة الإنتاج الحربي لكنها لا تخضع للجيش!
بعد أن قرأت: شتان بين الاستغراق في القتل والتخريب علي الطريقة القطرية، وبين الإنجاز والدعم علي الطريقة الإماراتية.. شتان بين الامتنان المصري للدور الإماراتي وبين الغمز الصحفي من «أصوات مصرية» من قناة الدور التنفيذي للجيش في تنفيذ التعاقدات مع الجانب الإماراتي.. في حين أنهم لا يعيرون دور الشقيق القطري أي اهتمام!