رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أصدق كلمة شرف ثورية

اخطر اقلام الثورة كان قلمه.

قلم لايزال نابضا حتى اليوم..بل لايزال ثائرا وساخطا على نحو لم يسبقه اليه –آنذاك-احد فى المحروسه ..

لم يخش بطشا ..لم يشعر بالذعر امام اخطر قوة فى مصر ..وزير داخلية باطش مرعب بذىء سليط اللسان ..يضرب ويركل ضيوف مكتبه ان خالفوه فى الراى..اوفكروا ان يقدموا له ملاحظه بل سؤالا..مجرد سؤال اعتبره متجاوزا.

 

قلمه كان اقوى من قبضة الوزير وهراواته ومعتقلاته.. كان اقوى من مؤسسة امنيه ..بل والرئاسيه فى حدودالاحترام الواجب لمقام رئاسة تستحق فعلا ولكاتب يعرف مدى صدقيته امام قرائه ويحترم تاريخه ونضال حزبه..ولذا فانه لم يكن يشعر بالرعب فى مواجهة المقام الرئاسى فى ذلك الوقت رغم انه نفس الرئيس الذى انتجت سياساته الرديئه رجالا كهذا الوزير-الباطش المرعب- الذى ذهب من الوزارة –اوطردمنها-غير ماسوف عليه من احد.. لبذاءته الشديده ولتعامله بصلف شديدمع القوى الناعمه فى مصر وكانت تحلم مع خروج "هيكل وسراج الدين وفتحى رضوان وميلاد حنا "وعشرات غيرهم ممن افرج عنهم من السجن عقب اغتيال السادات بان تبدا عهدا جديدا من الحريه ..فلايرهب صحفى ..اوتغلق صحيفه اوتكسر اقلام او تهان او تقتل ..فاذابكل هذه الاحلام تتحول اوهاما ..واكاذيبا يتغنى بها صفوت الشريف فى معلقاته التى كان يفرضها علينا مع كل كارثه اعلاميه كان يطنطن بانشائها لادعاء ريادة اعلاميه كان وحده الذى يراها وكنا جميعا نسخر منه |(فى سرنا طبعا..وان كنت ......أأسف ..لن اكمل اذ سييدو ذلك ادعاء للبطوله فلاداعى له)فقد اقصوا كاتبا بحجم هيكل من المشهدالصحفى المصرى ومنعوا مقالاته بالاهرام واخبار اليوم ..ومنعوه من اصدار صحيفه..ولفقوا تهمه لسعيد عبد الخالق وطاردوا عبد العظيم مناف واغلقوا صحيفته الوليده "صوت العرب "..وحجموا تجربة عادل حموده الرائعة فى روزا اليوسف واعتدوا على جمال بدوى وعبد الحليم قنديل..وقتلوا رضا هلال وانتهكوا اعراض وشردوا عشرات الصحفيين ..وسجنوا المصريين من ذوى المكانه والراى والخبره حتى لاتقوم لمصر قائمه.

-قلمه كان شرسا وخطيرا فى مواجهة هذا الابتلاء وان لم يكن فى عنفوان ماوصل الحال اليه فى السنوات العشر الاخيرة ..لابل كان حتى نهاية الثمانىنيات اخطر قلم صحفى عرفته مصر منذ ان اصدر عام (84) جريدة الوفد والتى كسرت احتكار الصحف اليوميه الحكوميه الكبرى لارقام التوزيع الهائلة وحققت بعض اعدادها مبيعات مليونيه.

-قلم هذا الكاتب الكبير لفت الانظار بقوه الى "الوفد الجديد" العائد انذاك من غياهب الحجب والعزل السياسى ..واعاد لرئيسه بريقه ولمعانه الذى حاول السادات –بعد ناصرطبعا-ان يحجمه وان يستعدى عليه الشعب المطحون المكلوم الآكل من اللحوم والطيور الجارحه ..ومن اكشاك الامن الغذائى الفاسده ..بان يحول الانظار عن هذه "البلاوى"بوصفه ب "لويس السابع عشر" فؤا د سراج الدين سابقا..وتصدى هذا القلم المقاتل بقوة لمعارك بطانة النظام مع الوفدالجديد ورموزه التى سعت لمواجهة اكاذيب نظام ارسى السادات دعائم الكذب فيه ثم جاء راس نظام مصر الفاسد الساقط"مبارك سابقا"فارسى ورسخ دعائم دولة فساد واكاذيب لا نظير لها شهدنا بانفسنا فصولها المؤسفة تتهاوى امامنا.

-كان مقاله فى صدر صحيفة الوفد منذ ان اصدرها فتحا جديدا فى عالم الكتابه السياسيه ..كان نموذجا للقلم السياسى الساخر الرشق الذى يلسع كالنحله ..ويهاجم كالفهد وينقض كالنسر ..ويصوب فى القلب ..دفاعا عن حق وعدل اهدره الجلادون, وانتصارا لكرامه اذل اعناقها المتجبرون, المختبئون خلف خوذاتهم الحديديه وعصيهم الكهربائيه وقنابلهم الغازيه وبنادقهم الاليه..وكشف الغمه عن مايحدق ب "الأمه "من مصائب وكوارث كتزوير ارادة الناس عبراستفتاءات وانتخابات مزوره ..واللجوء الى عتاولة ترزية القوانين ليفصلوا كثيرا منها على مقاس الحكام الفاسدين "المستأبدين"فى الحكم.

كثيرا من معارك هذه الايام التى ثار من اجلها الشعب المصرى فى وجه النظام السابق واجهها هذا القلم المصرى الحر الشريف منذ زمن بعيد فى فروسيه مصريه قل ان تجد لها مثيل .. كان كتيبه صحفيه متكامله ..كان مناضلا مصريا واجه العدوان الثلاثى على مصرعام 56 بكاميراوقلم جسور وانفرد بصور محترفه تكشف خسة المعتدين استخدمتها مصر الناصريه فى التنديد بالعدوان وفضح همجية المعتدين .

كانت كلماته الصادقه طلقات رصاص ضد الفساد والتزوير وسلب ونهب حقوق الشعب وسوء توزيع موارده وثرواته..كانت اول محاوله حقيقيه

للمعارضه فى مصر بعد ان وضع النظام الساقط حدودا يتزين بها منها اتاحة "هامش"حريه يسمح فيه للصحف بحريات اوسع ..ليس حبا فى الديمقراطيه ولكن للتباهى ب"الحله والكرافته"المصرية غير المسبوقه فى المنطقه العربيه.

-كانت كلماته الثائرة الفتيه اولى الكلمات الحقيقيه فى سفر الثوره المصريه ..فهذه الثوره العظيمه التى اندلع فجرها يوم 25 يناير 2011هى نتاج نضال شعبنا كله ..بعلمائه ورموزه منذ ان عقدوا العزم على عام الحسم (73)وانتصروا على الكيان الصهيونى وبداوا يحلمون ب"تجديد الفكر العربى"وتطبيق "الشرعيه الدستوريه"وزوال الحكم العرفى والعسكرى وتاسيس الدولة المدنيه التى يكون فيها "الشعب هو مصدر السلطات"..ولو عاش الى اليوم لكان ايقونة ثورة يناير ..واحد ابرز عناوين مصر فى ميدانها المقدس ..ميدان التحرير.ومع هذا فهو لايزال حيا ..انا على الاقل اتذكره كل يوم ..فلطالما علمنى الكثير ..كان اصدق" كلمة شرف" مصريه سمعتها فى السنوات الخمس الاولى من دخولى الى بلاط صاحبة الجلالة..ولازلت اذكر انه رغم وفائه للاستاذ والكاتب الكبير مصطفى امين والذى رشحه –للباشا رحمه الله- لرئاسة تحرير صحيفة الوفد ..الاانه رفض ان يسمح باغتيالى مهنيا عندما نفى مصطفى امين قيامى باجراء حديث معه عن اتهامه فى قضية التجسس ووصفنى باننى قزم يريد –بحوارى الساخن معه والذى اثارضجه –ان يتعملق عليه..فقد آثر الاستاذ مصطفى شردى رحمه الله ان يضرب المثل فى منع الاذى عن زملائه حتى ولوخسر اصدقاءه فكشف فى مقال نارى ان الحوار الصحفى "المنفى من مصطفى امين"اجرى بالفعل وان –ذكر الاستاذ شردى اسمى مقرونا بوصف اعتز به وهو اننى من المع محررى مكتب جريدة الانباء الكويتية بالقاهره-وان الحوار نشر فى جريدتى الوفدوالانباء فى وقت واحد ..لكن مااغضب الاستاذ مصطفى امين انه نشر فى الوفدعلى مساحة صفحة او اواكثر قليلا وتعرض لاختصار ..بينما نشر على صفحتين كاملا فى جريدة الانباء.وربما ضايقه هذا وكان سببا فى مهاجمة الصحفى.

كان من سوء حظ الكاتب المرفوض شعبيا (موسى صبرى)وهى تسميه وصمه بها د.محمد حلمى مراد انه تلقف نفى مصطفى امين للقائه بى ومحاورتى له لغمز جريدةالوفد-التى نشرت الحوار-من قناة انها تزور وتفبرك فكان ان اعطاه شردى درسا صحفيا وانسانيا لاينسى ..يضاف الى تلك الدروس التى اثرى بها الوسط الصحفى عموما ..والوفد بصفه خاصه..والى الان لايزال يطل مصطفى شردى على وانا اتمثله كاتبا ..واجله استاذا وايضا وانا ارى تلك الكتيبة الوفديه التى تتحمل المسئوليه اليوم ..والتى كثيراماتغنى بها وحدثنى عنها –فى حوارات مهنيه وانسانيه معا-قائلا بفخرشديد:كل من يعملون معى من الشباب الموهوبين يصلحوا لان يكونوا رؤساء تحرير.

تحققت نبوءة شردى فى تلاميذة ..وكانت كلماته الصادقه اصدق كلمة شرف ..تضمنها سفر الثورة المصرية المجيدةرغم رحيله منذ 22 عاما..فتحية اليك فى ذكراك الخالدة.

[email protected]