عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسئولية هيكل

اذا كانت الاخطاء تحدث فى مصر اليوم من "الكبار" فما الذى نتوقعه من الآخرين الشباب والفتيات..الآنسات والسيدات..الرجال والنساء..ما الذى نتوقعه من صحفى شاب مثلا عندما يجد قدوته (الاستاذ هيكل نموذجا) يتحدث الى الاهرام "العريق"..ويؤكد بما لايدع مجالا للشك ان لديه مستندات موثقه تقطع بأن ثروة "مبارك "(غير المبارك مطلقا) تتراوح بين الرقمين 9و11مليار دولار .. ثم يفاجأ بأن الاستاذ لم يكن دقيقا اوموضوعيا او ربما واثقا مما يقول .. او ربما فى احسن الاحوال تهرب مما يقول !! (او قال فعلا) والغريب ان الاستاذ هيكل حينما اورد اتهاماته  لم يكن يتحدث عن الفساد المالى للرئيس المخلوع .. لكنه كان يعتب على الصحافة عدم الاستوثاق من معلوماتها والتدقيق فى ارقامها قبل النشر!!والغريب ان الاستاذ الذى تحدث عن معلوماته بمنطق الواثق ..المطلع على الاسرار- الى حد ان بعض الخبثاء عندما استمع اليه وهو يتحدث بهذه الثقة قال إن هذه ارقام دقيقة ووثائق مؤكدة وصحيحة لأنها مررت اليه من اصدقائه القطريين الذين خاصموا النظام السابق- الا ان الاستاذ وبدلا من ان يطلع جهاز الكسب غير المشروع على وثائقه وما تأكد منه من ارقام اكد (زعم فى الحقيقة) انها موثقة.. فإنه انتحى بالقضية منحى آخر تماما..اذ قال إن معلوماته مصدرها تقارير منشورة.. وانه لايضيف على ما قاله للاهرام !!محملا قيادته الجديدة التى احتفت به ..بعد الثورة التى وصلت الاهرام بالفعل ..مسئولية وضع عناوين لكلامه بما يوحى بأنها- الاهرام - جنحت للاثارة على حساب الحقيقة..والحقيقة ان الخطأ منذ البداية كان واضحا وفادحا ..فالاب الحقيقى للصحافة المصرية الحديثة ( فى رأيى وهو الاستاذ هيكل ) يعرف ان قضية مثل ثروة مبارك وآله وبطانته تهم مصر كلها وأتصور – وبعض التصور ليس إثما -انه كان عليه ألا يدعو للكلام فى الموضوع وان يتقدم بنفسه.. فينبئ عما لديه من مستندات ووثائق ..فالحفاوة التى انتظرته فى "الاهرام "-  وهى واجبة ولازمة وضرورية بل  بأكثرمما تم فى الواقع- كان له منها نصيب مبكر فى مواقع عديدة لم تطأها قدماه عقودا من الدهر..مثل التليفزيون المصرى فأولى خبطات الزميل  محمود سعد بعد ثورة مصر 25ينايركانت محاورة الاستاذ هيكل فى برنامج "مصر النهاردة "الذى اوقف بثه الآن ..كما ان الاستاذ فهمى هويدى سد النقص الذى تسبب فيه غياب الاعلامى "محمد كريشان"عن محاورة الاستاذ ..فى اطار حوارات الجزيرة المستمرة معه ..لرفض السلطات  منحه تأشيرة دخول خلال فترة العنفوان الثورى فى الميدان المقدس وبعده ايضا لفترة..وقد حاور-هويدى –الاستاذ ونقل رأيه فى الثورة ثم استكمله- هيكل- بعدذلك متحدثا مع الشباب فيما اصطلحت على تسميته بحديث "الكباب" ..كما حاورته ايضا الزميلة منى الشاذلى ..الا ان حوار الاهرام – وحفاوته التى لطالما تخيلتها وكنت اتوقع انها ستحدث يوم قامت ثورتنا او لم تقم - كان اكثر رحابة وبالتالى كان على الاستاذ ان يبوح بما يعرفه ..واذا لم يبح مع سابقيه فالوضع يختلف مع الاهرام ..بل إن من قرأ حواره تصور انه خص بيته الاصلى بأهم خبطاته الصحفية بعد الثورة.كان اذن على الاستاذ ولو لم يدع لهذه الحوارات ان يكتب فى الموضوع الذى يشغل كل العقول والقلوب ولايزال حتى لحظة اعداد هذه السطورموضوع الساعة ..قطعا الى جانب موضوع محاكمة فساد النظام السابق ..ماليا وجنائيا وهو ما كنا ننتظر منه ان يسهم فيه بحق ..وهو الذى لطالما علمنا فنون ومهارات واساليب وضرورات ادارة الدولة..وتراث الاستاذ فى هذا الجانب لا يقل ابدا عن تراثه فى الدفاع عن الامن القومى المصرى والحرص على علاقات مصر والاطر الدولية  التى تتحرك فيها (اطر باندونج وعدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية) وايضا تراثه غير المسبوق فى الحفاظ على السيادة والاراضى والقرارات المصرية..الخ..كنا نمنى انفسنا بأن الوحيد الذى سيجد

التكييف القانونى لمحاكمة النظام البائد بتهمة الفساد والافساد السياسى هو الاستاذ لكن لم يحدث بل انه بعد ان شحذ حماسه  لفكرة انشاء مجلس رئاسى ..فإذا به يفاجئنا ايضا بعدم اصراره عليها والتمسك بها والدفاع عنها !!.

ولأول مرة اشعر بأننى اسمح لنفسى حقيقة بالتشكك فى ان هيكل يحرص على ألا يصطدم بالناس ..او الاختلاف معهم بما يوحى بقطيعة فكرية تتيح للاكثرية انتقاده بدلا من السعى اليه والتعلق بأهداب افكاره والإقرار بأنه موجود بل مؤثر فى الساحة السياسية..لم يفكر "هيكل"فى الكتابة عن ثروة مبارك ..ولا تمسك بما قاله للاهرام وتذرع بما يتذرع به الصحفيون الذين يحرصون على سرية مصادرهم  داعيا"جهاز الكسب" الى ممارسة دوره فى هذا الشأن فالكاتب يكتب ما يعرفه بحرية والمحقق يكتشف بأساليبه وادواته الحقائق والجرائم ..(وهذا هو معنى كلام الاستاذ وليس نصه الحرفى ) وكأننا امام شخص آخر..لايعدو كونه موظفا عتيدا فى البيروقراطية وليس الكاتب الوطنى والمعلم الذى كان انتقادى له فى السابق  لايتعدى  منطقة غرفة عقلى المغلقة ..اتساقا مع انتماءاتى..والافكار القومية التى نتشارك فيها معا..والتى كان بسببها – وغيرها ايضا- محجوبا عن مصر كلها اسما ورسما وافكارا ..ولم يكن ممكنا لناصري مثلى ..والرجل- يواجه هذا الاحتجاب القسرى وهذا الهجوم العاتى الشرس والذى وصل الى حد البذاءة  مثلما فعل رئيس تحرير روز اليوسف السابق الذى اعد ملفا بذيئا اختار له عنوان "هيكل الألعبان " اضيف الى جراحه او اعمقها خاصة ان هؤلاء المهاجمين ببذاءة يفعلون ذلك بإصرار واستمرار..مع خلاف بسيط هو انهم يتخلون عن الموضوعية لأسباب سياسية.

لم أقبل ما ادلى به الاستاذ من توضيح ..او محاولة لامتصاص صدمتنا فيه ..خاصة ان إلقاء المسئولية على الاهرام فى اختيار العنوان  الخاص بثروة الرئيس الفاسد لم يكن ليمر من دون احراج ..اتضحت نتائجه سريعا فى عدم نشر مقال للاستاذ هيكل كان الاهرام قد اعلن تنويها عنه فى اليوم التالى لنشر حواره المطول معها اشار فيه  الى انه سيكتب عن "الفتنة الطائفية "وفى حدود متابعاتى لـ "الاستاذ"فإن هذا لم يحدث (لم ينشر على الاقل).

استاذ هيكل :آسف لانك خذلتنا ..مصريين ..وليس فقط "ناصريين"  او "حواريين" او مريدين" ..  خذلتنا كصحفيين ..نأسف لانك لم تكن هذه المرة على الاقل القدوة للصحفيين الذين ارتد  اليك سهم انتقادك لهم  من دون ان تدرى ..نأسف لانك فتحت النافذه التى لطاما اوصدناها فى عقولنا كيلا ننتقدك علنا على الاقل..فاستعد لأن الرفاق قادمون اليك ..يحترمونك  نعم.. لكنك اجبرتهم على اعادة اكتشافك ..بقوة!!.

للاكتشافات بقية.

[email protected]