رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انقلاب «حرارة»

قبل أن تقرأ: نحترمه نعم.. نقدر تضحياته نعم.. نختلف مع أفكاره هذا مؤكد.. ويبقي الود قائماً هذا طبيعي في أي حوار حضاري بين متحضرين!

عندما غني «الحجار» لعيون «أحمد حرارة» غنينا كلنا لـ «عيونه».. وتألمنا لمصابه ونددنا بمن «قنص» نور عينيه.. وحينما اشتعلت مصر كلها تطالب بالقصاص له ولضحايا العنف والقمع الذي مورس في أثناء ثورة يناير وإبان حكم المجلس العسكري برئاسة طنطاوي وعنان، لم يكن معنا الإخوان، بل كانوا هناك يساومون علي أرواح الشهداء وتضحيات الثوار وأبداً لم يكن منهم أحد في اعتصامات وتظاهرات ومعارك محمد محمود ومجلس الوزراء.. كانوا يبتزون الدولة ويهددون بحرق مصر وإشعال كل ركن فيها إن لم يحققوا هدفهم بالوصول إلي السلطة.. كان هناك عدد محدود من شباب الإخوان النابهين والوطنيين من ينتمون إلي التيارات الإسلامية المختلفة، لكن رموز الإخوان وفصيلهم وتنظيمهم لم يشارك في هذه الانتفاضات مطلقاً باعترافهم وإن «اتكأوا» علي مشاركة هذا النفر القليل من شبابهم الذي لم يمتثل لأوامر مرشده وإنما لبي نداء الثوار.. ما يعني - قطعاً - أن «لنا في أحمد حرارة ولنا في مجلس الوزراء ولم يكن لهم فيه»!!
اليوم يخرج أحمد حرارة ليقول إن الثوار فقط هم الذين أجبروا المجلس العسكري السابق علي تحديد موعد لتسليم السلطة إلي رئيس مدني منتخب وكأن التظاهرات وحدها هي التي أجبرت «العسكر» - آنذاك - علي الامتثال لأوامر الشعب وإجراء انتخابات رئاسية في موعدها.. وكأن «الإعلام» الذي كان يطل من «منابره» الثوار ومشاهد الضرب والسحل والتظاهر، وحتي فقء العيون وصلت للناس من دون «وسائل إعلامية» تروي الحقيقة للناس، وتنزع الثوب الأبيض عن ممارسات عسكر طنطاوي وداخليته - آنذاك - التي تورطت في أوحال كنا ومازلنا نرفضها ونعتبرها وصمات عار تستوجب المساءلة لكل الضالعين فيها فهي جرائم لا تسقط بالتقادم.
يريد «البطل أحمد حرارة» أن يجردنا من كل شرف ومن كل وطنية ومن كل تضحية شاركناه وثوار يناير 2011 ويونية 2013 فيها، وكأن «الصحافة» مجرد كلمات لا ترقي إلي هذا الشرف مع أن «شرف الله هو الكلمة» كما يقول عبدالرحمن الشرقاوي!.. يغمز أحمد حرارة هذه الصحيفة ( ا ل و ف د - الوفد) من قناة أنه لا يؤخذ عنها أنباء المعارك الدائرة في سيناء؟.. ويقول لمحمود سعد ساخراً إنه يجب أن تؤخذ الحقائق من أهل سيناء لا من «الوفد»؟.. لماذا هذا «الانقلاب» يا أخي أحمد?.. نعم انقلاب.. بل هذا انقلاب حقيقي علي الصحافة التي وهي توثق لبطولات يناير وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، وفي القلب من هذا كله ما يجري في سيناء، كانت توثق لنضالك أنت وعماد عفت ويسري سلامة وجيكا والجندي وكريستي وأبوضيف وعلاء عبدالفتاح وأسماء وإسراء وماهر وووو.
كان صاحب هذه السطور يندد دوماً علي صفحات هذه الصحيفة بممارسات الشرطة وقمع المتظاهرين وبـ «كشوف العذرية» وبإلقاء الشهداء قرب القمامة لإفساح الطريق أمام أعداد أخري ستصل من الجرحي والمصابين وربما الشهداء الذين لطالما دعونا لتخليدهم والقصاص لهم، خاضت هذه الصحيفه منذ «يناير» بالخبر والصورة والمقال والكاريكاتير وسائر فنون العمل الصحفي كل أحداث الثورة، وليس سراً أن رموزا صحفية «وفدية» شاركت في «نيل الحسنيين» مثل عادل لطفي - رحمه الله - الذي كان يكتب في المساء ويتظاهر طوال اليوم وكثيرون مثله كانوا ينالون هذا الشرف.
لماذا «انقلبت» وقد كنت فينا شموخ الثوري النبيل، الذي كنا نعتبره أيقونة ثورية - ولانزال - لماذا انقلبت علينا؟.. هل لأن زميلتنا حنان خواسك اتهمت علاء عبدالفتاح يوماً بأنها شاهدته يحمل السلاح في موقعة

ماسبيرو؟.. هل لأن عصام العبيدي انتقده غير مرة وانتقد إحراق «البعض» ممن لم يطلهم القانون للمجمع العلمي.. حتي إنني بعثت برسائل عبر تويتر أحث «علاء» خلالها علي ألا يدفعه الخلاف مع صحفي إلي إهالة التراب علي كل صحفيي هذه الصحيفة المقاومة رغم كل الظروف التي مرت - وتمر - بها فما كان من علاء، إلا أن رد علي بكلمة تشبه ما قلته أنت عن «الوفد» (المقاومة المناضلة) لمحمود سعد، إذ قال: «هوه فيه صحفيين شرفاء في الوفد»؟
أحمد حرارة عزيزي: لا ترتكن إلي سمعة زائفة يحاول بها ثائر أوغر صدره صحفي بنقد لاذع له فتسحب هذه السمعة الزائفة التي يرددها علي الصحيفة رغم عراقتها ورغم عشرات المناضلين فيها.. خذ عن الوفد خبراً ورأياً ومقالاً سديداً، لا نقول لك إننا «منزهون» لكن أطمئنك أنه رغم أن حديثك عن «الوفد» وإشارات أصبعيك والقوسين اللذين أشرت بهما إلي صحيفتنا في معرض تجريحها لم تغير موقفنا منك ومن تضحياتك ومن الاعتزاز «ببصيرتك» التي نعول عليها بعد أن ضحيت ببصرك وهو أغلي ما كنت تملك.. لكن إشارتك كانت حقاً نافذة في الخاصرة.. كنت جسوراً في بداية حديثك عندما أصررت أن يتلو «محمود سعد» بياناً بأسماء شهداء ومصابي محمد محمود الأولي والثانية، وكان قديراً عندما أنصت لك وحقق طلبك انتصاراً منه لحق الشهداء الذين ضحوا وافتدوا وطنهم لكن لا تنس أن «سعداً» صحفي مثلنا أولاً وآخراً ولولا منبره - ومنبرنا في «الوفد» - والمنابر الإعلامية الأخري لما تحقق لنا ثورة علي الأقل مكتملة في يونية 2013 بكل الملايين الذين شاركوا فيها وبكل «العسكر» الوطني الذي انحاز مرتين إلي جماهيرها، ودع عنك حكاية «الواجب» المفروض عليه لأن «الواجب» نفسه له دائماً ثمن وقد يكون في حالة «الثورة» - بل هو كذلك فعلاً - فادحاً.. فالإعدام وحده هو الثمن!
بعد أن قرأت: بقيت كلمة لزميلنا الكبير محمود سعد: لماذا استكنت ولم تعلق علي «طعنة» أحمد حرارة التي أدمت خاصرة زملائك في هذه الصحيفه المناضلة (أولي الصحف المعارضة لقمع مبارك والسادات من قبله) ولم ترد الأذي عنا ولم تكلف خاطرك حتي الاتصال ولو بـ «مسعد أبوفجر» الذي هو ضيف دائم علي صفحاتنا لتسأله إن كنا نروي حقيقة ما يجري في «معارك سيناء» أم لا؟.. وختاماً يبقي  الود لكما ما بقي العتاب ولن أزيد!