عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«دلجا».. و«كرداسة» وأخواتهما

قبل ان تقرأ: مصدوم أنا مما يجرى.. مذهول أنا - والملايين غيرى - مما يحدث!! فرغم الزخم الشعبى الجارف الذى خرج ليقول لا للإخوان ولممارساتهم الا اننا أمام هذا الفصيل نبدو وكأننا بلا حول لنا ولا قوه!

- نبدو كذلك فعلا.. فتارة نقلل من شأننا كجموع مصرية رافضة لـ «مشروع - جريمة فى الحقيقة - الأخونة», بقولنا أنهم متغلغلون فى كل مكان, وتارة نحبط أنفسنا كى نستكين ونقول انه ليس بالامكان أبدع مما كان, فـ «نغط»  فى  «القول».. أو «النوم» (لافرق).. ونردد بانكسار: «عاهم «الاعلام» ومعهم «أردوغان» ومعه «الاتحاد الأوروبى» ومعهم «الأمريكان»!!.. ليس هذا وحسب بل ومعهم «مصايب كثيرة سوداء.. منها دعاء «القرضاوى» على «السيسى» و«الجيش المصرى».. ومنها فرار «العريان» وهروبه حتى الآن, ومنها أيضا الاختراق الذى تم لأجهزة «الداخلية», مرة بصلاة «جمعة الجماعة» على الطريقة الإخوانية داخل السجن, اذ سمح لخطيب اخوانى بالخطابة (...) ومرة بالسماح بوصول تغريدات «البلتاجى» من داخل «النيابة» الى أنصاره, يحثهم فيها على الصمود والاستبسال والمقاومة!!
- والحقيقة ان «احنا اللى نستاهل»!! نعم.. نستاهل!.. فنحن محشورون فى زاوية.. نحن «أكثرية منهكة» تحاصرها «أقلية باغية متحفزة» فى زاوية صغيرة.. كل يوم تباغتنا بفكرة جهنمية.. هذا اعتصام فى «رابعة» وذاك فى «النهضة» وتلك تجمعات استفزاز عند «الحرس الجمهورى» وتلك «مذبحة» عند «المنصة» وأما كبيرة الكبائر فهى عمليات من نوع آخر.. ذروتها بكل أسف العمل بلا هوادة على إنهاك الجيش المصرى فى سيناء.. لتبديد قواه.. وتشتيت أنظاره فى حرب عصابات تمنعه من العمل داخل البلاد على كل الجبهات.. وتستنزف موارده وممتلكاته من سلاح وعتاد وذخائر الخ.. ويليها فى الخطورة تلك الأعمال المشينة التى تستلب هيبة الدولة وتحشرها حشرا فى الزاوية (الأقل حتى من 80 م) مثل صنع بؤرة ارهابية جديدة فى «كرداسة» وترك بؤرة ثانية تنشأ فى «دلجا»؟ وفوق هذا وذاك لا أحد «يهيئ» المجتمع المصرى والرأى العام العربى والاقليمى والدولى الى اننا بصدد «رابعة جديدة» و«نهضة مؤسفة» أخرى فى كرداسة ودلجا؟!
- قد يكون اللواء محمد ابراهيم رجل أمن محترفاً لكن هذا التحدى الجديد مختلف عما عهده من أعمال الأمن, ولذا فنحن لسنا بحاجة إلى  مجموعة ادارة أزمات فقط, ولكن نحن بحاجة الى «مجموعات» متعددة.. مجموعة أزمات «أمنية» ومجموعة أزمات يومية للاقتصاد والانتاج والمواد الغذائية.. لايعقل أن تبقى ارادة الدولة مرهونة ومرتعشة ومذعورة وأيضا تغيب القدرة على مواجهة الازمات.؟ أين خطة تأمين المدارس؟ لايوجد خطة سوى التصريحات النارية.. أين خطة التصدى لاعتصام «المترو»؟ لم نسمع سوى التهديد بالحسم.. ياسادة أنتم لا تحسمون انتم تضيعون الوقت أنتم تخافون هجوم النشطاء و«البلوغرز».. وتخشون تهديد رئيس «زياد بهاء» - الذى يفكر أيضا كالبرادعى - بالاستقالة بداعى أنه لا يتحمل إراقة الدماء.. وكان جموع الشعب المصرى المتعطشة للحسم, تطالب بـ «إبادة» الاخوان والقضاء عليهم رميا بالرصاص؟!
- فى الحقيقة هذا كذب هذا كذب.. المطالبون بالحسم وبأن «تنشف» الدولة فى المواجهة لديهم آليات أخرى تماما لديهم مطالبات أخرى.. أولها وفى مقدمتها أن يثور الاعلام الرسمى على نفسه ويصبح اعلاما ثوريا, نريده أن يعود اعلاما يصدقه الناس.. نريده اعلاما يستطيع التأثير فى الجمهور.. نريد خلق جبهة داخلية قوية ومتماسكة جبهة تناقش فيها كل الآراء المتعارضة.. جبهة يقال لها اننا قبضنا على «هيثم محمدين» و«أحمد أبودراع» لهذه الأسباب, بحيث أن أى اتهامات توجه لهما تصمد أمام القضاء الطبيعى.. نريد أن يسمع صوت أبناء الثورة الأم التى انطلقت فى يناير ولاتزال تمتد كموج البحر وتدهشنا بموجات جديدة.. فنحاور هؤلاء لماذا

ابتعدوا عن المسار الجديد, ونسأل لماذا يقفون الآن موقفا آخر فيه كل الإضرار بالوطن وبسيناء وبالجيش.. لابد أن تذاع الحقائق على الناس ولابد أن تكشف لهم حقيقة الاستنزاف الذى تواجهه مصر فى سيناء ليقرر الشعب بعدها هل «سيبكيه» الحسم اذا ما تم مواجهة الارهاب فى سيناء ودلجا وكرداسة؟
- الغالبية العظمى من المصريين اليوم مشغولون بما يعصف بهم فى بيوتهم من أزمات مالية خانقة.. قلوبهم فى بيوتهم من أجل قوت أولادهم, وعيونهم على جيشهم فى حربه المقدسة على الارهاب, لكننا عرفنا من قبل أن هناك من يريد هز المؤسسة العسكرية من داخلها لكسر ما يسميه «دولة العسكر»؟ يحلم بهذا والمصيبة انه ليس جاهزا أبدا للتقدم لحمل الراية إن حدث (لا قدر الله) ليحول خيالاته وأوهامه إلى حقيقة!.. إنها أفكار غير منطقية وغير مسئولة.. وخطيرة فى هذا التوقيت.. لأنها باستفحالها تهدد سيناء كعمق للأمن القومى المصرى؟
- المصريون يفاجأون كل يوم بهجمات فى سيناء وتظاهرات وحوادث عنف وارهاب فى كل جمعة.. وإنشاء بؤر ارهاب جديدة (آخر فكرة اعتصام المترو) الآن يلجأون الى حرب «العصيان المدنى»؟ أفكار الاخوان تتجاوز كل الامكانيات, ونحن باستكانتنا نتجاوز كل حدود الاخفاقات؟ كيف تركنا «كرداسة» حتى الآن لتصبح بؤرة ارهاب جديدة؟ كيف تركنا الأمور تستفحل هناك على هذا النحو؟ كيف وصل الأمر إلى حد دفع الأقباط الجزية صاغرين فى «دلجا» وغيرها دون ان يسلط الضوء على هذه القصة كى يفضح المخطط الامريكى لإنهاك الجيش المصرى؟ والدور القطرى المساند لـ «الامريكى»؟ كيف اغفل الاعلام هذا الامر. كيف اغفل مسيرات الجمعة الحاشدة للإخوان, فأصبح محل سخرية لناشطين واعلاميين نزلوا الميدان لسؤال الجمهور الذى أكد انها كانت حاشدة جدا؟! أيضا كيف أغفل وزير الداخلية استغاثات المواطنين الأقباط الذين استغاثوه ومدير أمنه بالمنيا, ولكنهما لم يفعلا, حتى قتل الرجل المستغيث وكان رجلا حزبيا معروفا؟
- بعد أن قرأت: كيف تركنا «رابعة» و«نهضة» جديدة تتورم فى مناطق سكنية حساسة تضيع هيبة الدولة وتؤكد اننا «مبنشتغلش» وأن الاخوان هم الذين يشتغلونا كل يوم بمصيبة؟ كيف يبقى «الاعلام المصرى غير مؤثر على هذا النحو؟ كيف نترك ثوار يناير ليتحولوا إلى معاداة المسار الجديد؟ كيف نواجه هذه الأورام السرطانية التى تنتشر بلا علاج وآخرها «اعتصام المترو» الذى ارجو ألا يتحول - وهذه السطور قيد النشر - إلى ورم آخر!