عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل هذا الحب!!

 

لو كنا مكانه اليوم -أنت..أنا..هى..هو..هم..هن- وسمعنا ورأينا وقرأنا مانقرؤه ونسمعه ونراه ونعرفه عنه الآن ..لشعرنا –أنا على الأقل- بفرحة غامرة وسعادة بالغة ولهتفنا من أعماقنا: نكتفى بهذا القدر فهذا هو المراد من رب العباد!.

 

كل هذا الحب الجارف.. كل هذاالتواصل الإنسانى ..كل هذا الود ..كل هذه المعانى النبيلة ..كل هذه الأكف الضارعة ..وهذه الأدعية التى تلهج بها قلوب مؤمنة مصلية كانت من نصيبة وستبقى كذلك ..كل هذه الذكريات الجميلة ,وهذه الكتابات العذبة (أسلوبا) المعذبة (قلبا ووجدانا)المغموسة بحبر القلب ..السابحة فى نهر الذكريات معه.. كلها من حقه .. كلها من نصيبه .

كل هذه الأوصاف قيلت عنه:"الشهاب" (الطرابيلى).."عطر الورد "(فكرية).."انسان جميل"(شردى).."أطيب قلب"(حلمى).."مثال الكبرياء الصحفى "(أمين).." رفيق دربنا "(نجوى)..الثائر الملاك..صاحب السيرة الحسنة ..فقيد الإسلاميين المنسى..صاحب البسمة الحانية.. الخ!!ماالذى يريده إنسان بعد ذلك..ماذا يريد من الناس بعد أن رحل عنهم بجسده فأحيوه بينهم ..وأبقوه على قيد الحياة وسطهم ..بأخلاقه بمآثره وأعماله ,وجليل صفاته.؟!

عادل: جدران شارع الصحافةالمصرى قوية وشاهقة ..شيدها كثير من الصحفيين العظام ..فى القلب منهم رموز لاتنساهم ذاكرة ولايسهو عنهم قارئ حصيف..ولاينكرهم قائد مثقف ..او مسؤول واع يعرف قيمة الكلمة .."إن شرف الله هو الكلمة "..كما علمنا الراحل الكبير عبد الرحمن الشرقاوى.

ليس بيننا االيوم رموز كالتابعى وإحسان ومصطفى أمين وزهيرى وبهاء وشردى وموسى وصلاح حافظ ...بيننا بعض الرموز ك"هيكل"و"سلامة"وهويدى"..الخ ..لكن لدينا جيلا من الشباب تربى على أيدى هؤلاء..ومنهم عادل القاضى ..الذى يجعلنى فى هذه اللحظة استذكر كل عظمة هذه الصحيفة وآبائها العظام ,استاذنا مصطفى شردى والاستاذ جمال بدوى والاستاذ سعيد عبد الخالق رحمهم الله جميعا ..بكل مالهم من فضل ..ولاننسى الاستاذ عباس الطرابيلى أطال الله بقاءه..معك ياعادل تعلمنا من كل هؤلاء فى هذه الكتيبة  الصحفية .. وكان فى القلب منها ايضا الراحل الجميل مجدى مهنا ..وفى رحاب الوفد وبفضل جسارة فؤاد باشا سراج الدين العظيم ونظراته المستقبلية النافذة ..اثرى كيان هذه الصحيفة صحافة مصر كلها ولاتزال وكنت –ياعادل-احد هذه الإثراءات ..لكنك كنت متميزا عن هذا الجيل الوفدى بالتزامك و بأخلاقك ونبلك ..فلعلك تعرف أن بعضا من جيلنا قد اكتسب سلوكيات مفجعة ..ومارس المهنة بوسائل تفجعنا ..لكن أود أن اقول لك وقد رحلت عنا بجسدك فقط: إنك كنت

تجمع بين الحسنيين:الموهبة والأخلاق ..وهذه الأخلاق القويمة هى التى جعلت  لـ "عادل القاضى" مكانا فى كل القلوب..وألهبت كل المشاعر وفجرت كل الأحزان.. برحيلك المفاجئ أحزنت الجميع..فقد كنت من القلائل الذين اجتمع زملاء مهنة الصحافة على حبهم والغيرة من جميل الصفات التى تحليت بها.

كل هذا الحب ياعادل يجعلنا نغار منك ..كل هذا الترفع يازميلنا الكبير عما كنا نأتيه ..ونستمرئه ..و ماكنا نتصور واهمين انه يكمل"برواز"الصحفى فينا..كان مجرد أوهام وخيالات .. كل ماترفعت عنه حتى" النظرة الأولى"كما قال الاستاذ الطرابيلى..وتركتنا نغرق فيه.
ونسبح فى النظرات والعبرات والسكرات والترنحات ..تركتنا نسبح فى كل هذا الآن ..تركتنا نعشق ونحب  آناء الليل وأطراف النهار فأكلنا حتى التخمة من الأشجار الباسقة المحللة وغير المحللة ..وشربنا منها ومعها حتى الفجر ..وظللنا يقظين وكأننا سنصلى الفجر فى الحسين ..ثم بعد هذا كنا نذهب معك الى العمل فى الصباح ونزعم أننا مثلك ..نرعى موهبة منحنا الله سبحانه إياها ..وربما لو فعلنا حقا لما هرمنا فى مقتبل العمر .!!

انت لم تكن هرما مثلنا فقبل رحيلك تركت إياد وهاجر وأحمد ونزلت الى الميدان المقدس.. وهتفت مع الثوار ودعوت لإسقاط الطغيان ..لقد تركناك تفعل ماتفعله ..تركناك تفتح آفاقا مهنية ..وبوابات الكترونية ..وتعلم براعم جديدة ..وتتفانى فى تقديم مساعدات ..وتسيير قوافل الوفد الخيرية..لذا بكيناك جميعا ..لأنك لم تكن مثلنا ..وربما كنا نبكى على أنفسنا..فأين أنت الآن منا.؟ أنت بين الأبرار الأخيار الأطهار ..تجمع بين الحسنيين .. ونحن مازلنا نحاول!!.