عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خطة «إنقاذ» المعارضة!!

قبل أن تقرأ: العصيان المدنى الآن «ينتشر» فى أكثر من محافظة, قد يأتى يوم ينتقل كالعدوى بين المحافظات.. فإن كانت وراءه جبهة الانقاذ فهذا مؤشر أكبر على قوة مؤيديها وكثرة أنصارها.. وإن كان تلقائيا من جماهير الشعب المصري فهذا يؤكد الفشل الإخوانى الذريع!!

«ثورتكم فشلت».. غرسة سكين أغمدها فى قلبى «مغرد» عربي حاورنى على «تويتر».. نزفت الدماء مع كلماتى التى رددت بها عليه.. كان يرى أن الاحتجاجات والمواجهات الثورية - وبعضها تخريبى أو مغرض لم نتوصل الى رأس قيادته بعد - تثبت فشل الثورة.. بينما أراها دليلا على بقاء جذوة الثورة مشتعلة غير خامدة.. وحتى لو أجرى «الرئيس» انتخاباته «التجاهلية» لكل قوى الثورة والمعارضة.. فإن الاحتجاجات الشعبية لن تتوقف.. وقد تتحول إلى شرارة غضب لا تبقى ولا تذر.
هل هذا يعنى أن «المقاطعة» هى الحل؟ هل تبقى المعارضة خارج برلمان 2013 مثلما حدث أثناء حكم الرئيس «الساقط» مبارك؟ أتذكر أن رئيس الوفد الدكتور السيد البدوى - والوفد ضلع أصيل فى الجبهة - دشن قبل أيام – رغم ضيق وقته - صفحة على الفيس بوك ليتواصل بها مع قوي الشعب المصرى المتنوعة والمتعددة.. وأذكر أننى كتبت على صفحته - قبل أن يصدر يوم السبت الماضى بيان الحزب بمقاطعة الانتخابات المقبلة إذا أجريت من دون الضمانات التى تطالب بها الجبهة - أدعوه إلى العمل على لم شمل «الوفد» كله.. والتحرك على كل صعيد والوصول إلى جماهير شعبنا فى كل مكان.. خاصة فى القرى والكفور والنجوع.. والتى نعرف أن لدى الإخوان «نفوذا» - ولا أقول شعبية - فيها.. فحتى لو كان الأمر كذلك فإن التواجد هناك فى هذه الأماكن ضرورى لكى لا يظل الأمر «استفرادا» بالناس من قبل «الإخوان» ولكى يشعر المصريون بأن هناك معارضين أقوياء وأن هناك رأياً آخر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. كان رأيى – ولا يزال أن الشعب له حق أن نصل إليه.. وأن نتفاعل معه.. وأن نقول له ما يجرى وكما يقول الأبنودى: ماعدش فى الأمر لوم
فاكرينا خرس وبكم
وبتلحسوا كل يوم رجلين كراسى الحكم
تقديرى أن المعارضة يجب فى كل الأحوال أن تصل للناس.. لانريدها «فرست كلاس» تعيش فى القاهرة وتسجن وتموت فيها.. نريدها أن تحيا فى العزب والنجوع والكفور حيث بسطاء مصر الذين ننتمى إليهم والذين يمثلون مصر «الحقيقية»..أعلم أن المعارضة «العين بصيرة والإيد قصيرة» وأنها تحصد ثمار ثلاثين عاما من الحصار فى المقار الحزبية والصحف المعارضة لكن هذا الحصار لا بديل عن كسره الآن.
لقد أعجبنى ما قاله «الإبريلي» أحمد ماهر عن أن «الشعب هو العنصر الحاسم وهو صانع التغيير ولكى يتحرك يجب الوصول إليه والخطاب معه واقناعه بأهمية هزيمة قوى الماضى من أجل مستقبل جديد». هذا ما نقوله دوما وإن كان كل منا يقوله بأسلوب مختلف.. لكن الحقيقة أن «حركة 6 ابريل» مازالت حتى الآن هى الأكثر محاولة للوصول الى الناس.. فهم حاضرون فى اعتصامات المحلة وغليان شبرا واحتجاجات العمال التى تنتشر فى الأرجاء كافة كالحزام الناسف الذى يحيط بالصدور وهو على شفير الانفجار فى أى لحظة

وفى أى مكان.
كل القوى الوطنية والثورية أمامها الآن فرصتان للعمل الجماهيرى المنظم المثمر.. عمل سياسي جماهيرى يكشف أننا «انتقلنا من فساد الى فساد وانحدرنا – كما يقول الأبنودى - من وراثة لوراثة.. وجم قرايب تانى حاكمين البلاد دخلوا الأديان فى زواريق السياسة».. صحيح أن المعارضة فقيرة الامكانيات لكن كان على القوى الثورية أن تفكر مثلا فى فتح باب «التبرعات».. ليكون أمراً علنيا وتشكل له لجنة مشهوداً لأعضائها بالحياد والنزاهة.. والاستقلالية.. ولا مانع أن تكون تحت إشراف الجهاز المركزى للمحاسبات وهدفها فقط الصرف على العمل الجماهيرى للمعارضة المصرية التى يعيبون عليها أنها ضعيفة وفقيرة وغير جماهيرية ويدعون ان مقاطعتها للانتخابات هو نتيجة الخوف من «الصناديق» التى يتكالبون للوصول إليها مع أن هذا الضعف قد يكون «وساما» على صدر المعارضة المصرية.. التى بإمكانياتها القليلة وحصارها فى مقار وصحف بالقاهرة والعواصم الاقليمية, استطاعت أن تزلزل من قبل أركان نظام الساقط مبارك. حينما توافقت كلها - بما فيها الإخوان على مقاطعة النظام «اللامبارك».
ظروف المقاطعة الآن مختلفة.. لأن «الإخوان» فى السلطة.. ما يعطيهم ثقة فى رسوخهم.. لكن فى الحقيقة فإن بورسعيد ومدن القناة المشتعلة والمحلة الملتهبة وكفر الشيخ والحامول ودمياط والغربية وعمال موانئ السخنة واسكندرية وبورسعيد واحتجاجات المصريين فى كل مكان من سيناء إلى حلايب وشلاتين يدفع الى عمل جماهيرى منظم.. يساند ويؤازر المحتجين ويرشد أعمال وتوجهات العنف إن حدثت وفى نفس الوقت يصل للناس ويحشد للانتخابات.. ويقاتل لترجمة الغضب الشعبى العارم بين المصريين الى «مقاعد» – أيا كان عددها - فى البرلمان المقبل.. حتى لو استدعى الأمر الموت فى مقار اللجان, واستقتالا على حماية الصناديق خوفا من تلاعب المشرفين عليها.
بعد ان قرأت: حاجتنا حقيقية إلى العمل الجماهيرى وليس الانعزال عن الناس.. لقد انكشف الغطاء عن الإخوان فى كل مكان لكن لكى يترجم هذا إلى «فعل» حقيقى يجب وضع خطة محكمة للعمل على هذين المستويين.. التواجد الكثيف مع الشارع المحتج الثائر.. والتواجد الكثيف مع الشارع المنتظر للانتخابات.. وساعتها لن يجرحنا «شقيق عربى» بأن «ثورتنا فشلت»!