عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مزيد من الوجع..و«الغضب»!

- قبل أن تقرأ: «الشرطة لا يمكن أن تكافح التحرش.. «دول» أكبر المتحرشين فى البلد!! هذه التغريدة التى نشرها أحدهم على «تويتر» قبل أيام ليست مجرد «تغريدة» أو «تويتة» والسلام وإنما هى لحظة وجع مستمرة بلا نهاية.. سوف تفضى -حتما- إلى ثورة غضب جديدة!

- أكبر المتحرشين لا يكفون عن التحرش بالمواطنين.. خلقتهم هكذا.. إذا حدثك عسكرى ولم يعجبه ردك فإنه قد يهينك أو يضربك أو ينفخك أو يسجنك أو يسحلك أو يهتك عرضك أو يعمل عليك حفلة وفين يوجعك.. إذا كنت تعتقد أننى أبالغ فهذا هو الشاب «شادى».. الذى قرر مساندة الشرطة –والمجتمع كله- لمواجهة هذه الظاهرة (التى رأى فيها د.البرادعى همجية تعكس اختلالا فى القيم.. فى إشارة إلى التناقض بين الدعوة لسيادة القيم الإسلامية وفى الوقت نفسه عدم تطبيقها.. وهو ما استنفر «الإسلاميين للرد وجعلها معركة إخوانية مؤمنة ضد ليبرالية كافرة!) يجد نفسه فى أسوأ المواقف.. إذ يحتجزه ضابط «مش عاجبه شادى ولا عاجبه فكرته فأخذ منه موقفاً.. وحينما حانت اللحظة قرر أن يشفى «غليله» ويحرر له محضراً.. نعم قرر أن يسجنه لأن شادى انتقد عدم قيامه بأى شىء لمواجهة المتحرشين!
- هكذا نحن.. تغيب عندنا القضايا المهمة.. والتى هى باختصار مطالب الثورة التى لم يتحقق شيء منها حتى اليوم. بالأمس (كما تقول عايدة سيف): «كان عصام عطا عايش وقدامه حياة كاملة.. زى النهاردة ضابط مجرم قرر ينهى حياته ويسرق أحلامه ويحرم أهله منه حتى الآن عصام مات والضابط حر طليق»!! ورغم أن على رأس مطالب الثورة «الكرامة الإنسانية.. فإنه فيما يبدو أصبح هذا الهم والوجع من الشرطة وضباطها وعساكرها واقعا لا يمكن تغييره.. لأن منظومة الشرطة بنيت على هذا الأساس المهين منذ عقود.. ولا أحد يقوى عليها الآن, حتى الرئيس مرسى الذى يرى أحد المغردين أنه أدرك أبعاد تقلب الداخلية فعمل على تطويعهم لصالح حكمه وكانوا هم الجهاز الأهم الذى قام مرسى بتطويعه؟
- لكن الفاجع هو أن هذا التطويع ربما يتم بالقدر الذى تحدده الداخلية أيضا..فما حدث مع الناشط السياسى «تقادم الخطيب» مثال حى على أن الشرطة بعد الثورة هى نفسها قبل الثورة.. «تقادم» استطاع أن يقاوم بمساعدة صديقه مستشار الرئيس محمد الدولة الذى قدر له أن يسمع الشتائم والضربات التى كيلت إلى «تقادم» وكادت تفرمه وكادت تلوثه بتلفيق قضية مخدرات له عينى عينك وعلى رؤوس الأشهاد من المرافقين له فى اتوبيس كان يحملهم إلى «الأقصر» -مسقط رأسه- وصدقوا أو لا تصدقوا أن تدخل الرئيس لمساعدة تقادم واجه عقبات من الضباط أنفسهم الذين كانوا يرفضون مجرد إحالتهم معه للتحقيق أمام النائب العام؟ ماذا لو كان المواطن المفترى عليه من الشرطة لا يعرف «الدولة» مستشار الرئيس كما تساءل عشرات المغردين على تويتر؟ ماذا لو كان هذا المواطن هو كريم الكتانى الذى قال فى تغريدة حزينة: حصل معايا (يقصد ما حدث مع تقادم)ولفقوا لى قضية مازالت مفتوحة وفيه آلاف كتير لسه بتتهان!!
-وتقول سامية جاهين بكل حرقة: اللى حصل لتقادم – ولخالد السيد (وهو أحد مصابى الثورة الذين ضربوا من الشرطة العسكرية خلال وقائع القصر الفرنساوى- بيحصل كل يوم لشباب لا يعرفه أحد ولاحد يعرفهم. يا ترى فيه كام شاب مستقبله ضاع ولا بقى بعاهة ولا مات فى إيدهم. وتقول أيضا فى متابعة لقصة الشاب شادى الذى أطلق حملة ضد التحرش: «يعنى الشرطة مش عايزة تشتغل ومش فالحة غير فى مرازية الناس وإهانتهم ولما مواطنين يساعدوا ويسلموا متحرشين مسكوهم الشرطة تسيبهم»؟ هل رأيتم «غلاً» أكثر من ذلك؟ ومع ذلك نجد أن خبرا مثل ذلك الذى أشارت إليه منى سيف عن «واحد من ضحايا المحاكمات العسكرية اللى خرجوا بعد شهور ظلم وتعرض لتعذيب مبرح أهله بشرونى أنه ابتدأ علاج نفسى وجسدى (ومع هذا فإن زميلنا وائل جمال لا يطرح قضية التعذيب وإهدار الكرامة الإنسانية ضمن القضايا الجادة التى لفت انتباهه أننا لا نتحدث فيها (وهى على حد طرحه وتصوره: موقف الحكومة من من التوزيع السابق على النمو الاقتصادى, تجارة وتهريب الآثار, الصعيد المهمل, زيارة وفد صندوق النقد, قانون دور العبادة, قانون ضبط تعارض المصالح, وعد مرسى بزيادة الإنفاق على الصحة)؟، وعلى الرغم من جدة التساؤلات فإنه غاب عنها الحديث عن الكرامة الإنسانية فى مواجهة ما يجرى على أيدى قلة منحرفة وفئة ضالة (وهذا تعبير صحفى مخفف للهروب من فخ الاتهام بالتعميم) بوزارة الداخلية, التى مازال لافتا أن وزيرها لم يعبأ بالشهداء وأهاليهم فلم يترحم يوما عليهم ولم يزر أهاليهم أو يعتذر منهم على ما ارتكبته الشرطة -المفترض أنها قديمة- لتبدأ الصفحة الجديدة مع الشعب.. لكن فيما يبدو فإن اللواء أحمد جمال قرر ترك مهمه زيارة أهالى الشهداء فى العيد للنجم الخلوق محمد أبوتريكة.. وترك لزبانية الوزارة مهمة القصاص من تقادم وشادى والكتانى وحرارة ودومة وسامبو وهند وعصام عطا وسالى زهران وزياد بكير... إلخ وكل رموز الزهو الإنسانى والكبرياء البشرى المصرى فى ثورة 25 يناير العظيمة.