رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيادة الرئيس.. "....." عليك!!

بكيت.. بكيت بحرقة.. شعرت أنني الذي ضرب.. وتعذب وأشبع جلداً.. بالسوط تارة.. وبلوح الخشب تارة، شعرت أنني أنا العريان الذي خضبت الضربات جسده الواهن العاري بالدماء.. شعرت ان الصرخات العميقة الموجوعة المسترحمة.. المستغيثة.. كانت صرخاتي.. واسترحاماتي.. واستغاثاتي.. لكن دون جدوي.. لم تجد قلباً يرق أو إحساناً، قلباً يمكن أن يحمل بعضاً من بقايا الإنسانية أو شعوراً - ولو قليلاً منه - يمكن أن يخزي الكلاب المسعورة .. النابحة، فتتوقف عن الاسترسال في ضرب الناس بكافة الوسائل وبلا رحمة وبلا هوادة، تتوقف عن نهش الجسد العاري الذي تحول إلي خارطة طريق مخضبة باللون الأحمر!.

هذا الرجل المضروب بالسوط واللوح الخشبي وبالركل بالحذاء والنعال الذي شعرت أنه أنا والذي شعر غيري - وهو يشاهد عملية الضرب المبرح أنه هو - هو مجرد سجين "حقير" في السجن.. في سجن الرئيس.. أي رئيس يمتلئ بالإحساس.. رئيس ثقيل، يسحل ويضرب ويجلد شعبه بكل فخر ثم يظهر أمام الكاميرات فتتلألأ نجومه اللامعة.. وتبرق حلته المصنوعة من أفخر أنواع الصوف المطعم بخطوط من حروف اسمه النورانية.. ثم يقول: أنا ربكم الأعلي أنا الذي علمتكم العزة.. أنا الكرامة أنا المجد أنا الشرف أنا الذي أحمد وحدة الوطن وأحول دون سقوطه أو غرقه في بحار من الدماء..

الرئيس الممتلئ بالإحساس يسجن شعبه ويسفك دمه ضرباً أو جلداً أو إهانة في سجن الرئيس هناك كل أنواع التعذيب وكل الوسائل متاحة وما شاهدناه من صور مؤلمة عبر الهاتف من عملية تعذيب وضرب مبرح لأحد السجناء في سجون الرئيس لا فرق هنا في اسم الرئيس فكلهم "ملة واحدة" علي حد وصف زميلنا الكبير عادل صبري الذي لم يكف عن ترديد هذا الوصف طوال رؤيتنا لهذا المشهد الدامي لهذا الفيديو الذي نقلته "الجزيرة" بل صدمتنا به فجأة الذي يتضمن مشاهد مفزعة لعملية تعذيب لمعتقلين في سجن الرئيس علي عبدالله صالح الذي أوضحت الجزيرة أنه - أي عملية التعذيب والترويع - كانت من ضمن أحداث السادس من مارس في اليمن..

هذا هو سجن الرئيس سجن الرئيس في اليمن صنو لسجن الرئيس في مصر وتونس وسوريا وفي الدول العربية ودويلات من الظلم والعربدة والترويع والتوحش قائمة فوق وتحت الأرض بعلم وبأوامر من الرئيس.. الذي يدعي ويزعم كذباً وزوراً وبهتاناً أنه رئيس يحس بآلام وهموم شعبه، وأنه - كما يصور لنا إعلامه - جاءت به العناية الإلهية من أجل شعب بلاده لكي ينقذهم من الضلال فرئاسته لهم تهديهم الطريق القويم فهو يحبهم بحكمته وبعد نظره وتوجهاته من الشرور والفتن رئاسته لهم تجعلهم يكتفون بهذه "الهبة الإلهية" فلا يحتاجون إلي أي شيء فالقائد يقوم بكل شيء من أجلهم حتي الضرب

الوحشي والتعذيب القاسي لا يحرمهم منه.!

سجن الرئيس هو اسم الدولة التي يرأسها سجن كبير مليء بكل خصومه أو من يتوهم أنهم خصومه بل إن سجنه يمتلئ بكل أبناء شعبه فشعب الرئيس شعب وفي ولأنه كذلك فلابد أن يقبع في سجونه دليلاً علي ولائه للرئيس..

هذا الشعب الوفي يجوع ويأكل من صفائح القمامة.. من أجل الرئيس هذا الشعب الوفي يطبق فمه لكي يتكلم الرئيس وحده.. ويأكل الكافيار والسوشي اللذيذ وحده هذا الشعب يضرب ويسحل ويعذب لكي يشعر الرئيس منفرداً بالحرية ويحلق منفرداً في ربوع وأنحاء بلاده كافة.!

الرئيس عندما يحس حقاً بشعبه يضربه بالسياط والألواح الخشبية ويسحله في الشوارع ويفقأ عيونه ويضربه بالرصاص الحي والمطاطي.. ويفكر في التخلص من ثواره بقصفهم بالطائرات أو بدك وتلغيم ميادين الثورة بالألغام والمتفجرات.

هذا الرئيس يفيض إنسانية ويفيض خيراً ويفيض محبة، هذا الذي لا يحرم شعبه من أي شيء لا يحرمه من الجوع ولا من الضرب ولا من السحل ولا من التغذيب ولا من أي شيء! يا لهؤلاء الرؤساء العظام لعلهم شعروا بأن الشعوب في مصر وتونس واليمن وليبيا بحاجة إلي كل هذا الجوع وهذا القهر وهذا الترويع، فمنحوا الشعوب كل ما تحتاج إليه حتي من دون أن تطلب.

الرئيس يحس بنا وسجون الرئيس.. فيها كل من نشتهيه كل ما نحلم به.. يتحقق في سجن الرئيس الكبير.

نعم.. كل ما نحلم به في سجون الرئيس فنعم إحساس الرئيس.!!

شكراً سيادة الرئيس.!!

شكراً لأنك رأستنا.. ولأنك جوعتنا ولأنك أكلت نيابة عنا.. ولأنك ضربتنا.. وأذللتنا فانتهكنا في سجونك.. وسرقت أموالنا.. وهويتنا إلي الخارج.. لك ولأصدقائك فأسعدتنا باختياراتك وقربتنا من نعم الله في الجنة، لأنها للفقراء ثم ختمت كل هذا بقتلنا وتمويتنا من الضرب والسحل بوحشية!! لكي تخلصنا من هذه الدنيا القذرة.!

سيادة الرئيس.. "..." عليك.!