رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الفاشيون».. داخل وخارج البرلمان!!

- قبل أن تقرأ: قمة التناقض ان نصرخ كل لحظة بأننا نحترم صوت الشعب وإرادته ونحن نفعل عكس ذلك وعلنا وعلى رؤوس الاشهاد!! نتغنى بأننا ديمقراطيون لكننا نحترم فقط إرادة الناخبين أن صنعت الأغلبية التى على هوانا.. أما إذا حدث العكس فنحن نكرهها ونمقتها ونهاجمها ونشهر بها

و«نطلع فيها القطط الفطسة».. من دون أن نبذل فى البداية جهداً حقيقياً يمنع الأسباب التى تجعلنا نعتقد أن النتائج إلى جاءت عكس ما نأمل ونتمنى غير معبرة عن الواقع.. قلنا هذا عندما صدمتنا نتائج الاستفتاء من حيث مغزاها الدينى وقلناها عندما اكتسح الإخوان و–الخارجون حديثا من القمقم (السلفيون).. ويبدو أن بعضهم يرتاح لفكرة فاشستية تنمو بداخله الآن.. وتعزف لحنا يدعو إلى «حل» البرلمان؟! ديمقراطيون نحن جدا! فاشيون كلنا حقا؟!!
- لا أريد أن «أخطب» أو «اعظ» أو أبدو كشيطان ليبرالى يفعل ذلك.. لكن علينا الانتباه إلى أن البرلمان هو مؤسسة الشعب وصوته الواضح الذى يعبر عن اختياره ولأن الأصل فى الأشياء «الإباحة» (وليس القباحة) فإن البرلمان – من هذا المنظور - كمؤسسة.. كدور.. ككيان.. كشخصية اعتبارية تحل محل الشعب, شيء ثابت وأصيل وأما النواب فهم حدث ولا حرج.. قد يكون منهم «البلكيمى» اليوم وقد يكون منهم «البرادعى» غدا.. قد يكون منهم نواب من «الإخوان» اليوم يقرأون - أو يقرأن - ما يكتب لهن أولهم.. ويقف هؤلاء وأولئك ويتصدون لقضايا هى أبعد ما تكون عن قدراتهم للحديث عنها (قضية الصحة والمستشفيات العامة وأحوالها المتردية نموذجا).
-.. ومع هذا وبصرف النظر عن موقفى من الإخوان والسلفيين (الفكرى والسياسى طبعا) فإنه حتى هذا الدور الذى لعبوه.. والذى رددوا فيه كلام بعضهم البعض فإنه دور مفيد, ذلك أنه ينير الطريق أمام الناس بأن المشكلة قائمة وأن محاولات التزيين والتجميل التى يمارسها البعض لإخفاء وجهها القبيح لن تستمر.. فحينما يأتى فصيل آخر إلى السلطة لن يكون بمقدوره تجاهل المشكلة..أو حلها على صفحات الجرائد فقط.
- وعلى الرغم من أن سوء الأداء النيابى ظاهر فى أمور كثيرة.. من «المنصة» وطريقة إدارة الجلسة.. إلى القاعة وغياب الأداء البرلمانى المتميز.. ذلك الذى نذكره لبرلمانيين عظاما مثل «العقاد» و«سراج الدين» و«شكرى» و«كمال الدين حسين» و«علوى حافظ» و«ممتاز نصار» و«صلاح أبو إسماعيل» ومصطفى شردى (رحمهم الله جميعا) وغيرهم.. فإن فى البرلمان أيضا نواب يؤدون دورا وطنيا فى الإجمال ومنهم نواب ينتمون إلى الوفد انتماء أصيلا وإن اختلفوا وخرجوا فى بعض المواقف.. هناك نواب تصدوا للمجلس الأعلى ولتدخله فى الحياة البرلمانية والسياسية, بحسبان نفسه حكما بين السلطات وهو ليس كذلك أبدا.. فقد أهرق الدماء ولكن هذا ليس موضوعنا الآن قضيتنا هى البرلمان.. الذى مهما كان نوابه

اليوم –عد منهم – سيئون فغدا وفى برلمان آخر سيلفظون ويسقطون ويستبعدون لكن لا يعنى هذا أبدا أن نهدم معبد البرلمان حتى وإن «فشل الإخوان».. لا وألف لا لهدم البرلمان أو حله الآن.. نعم للنضال ضد التخلف الفكرى والفاشية الدينية التى يمارسونها أحيانا.. وفى الوقت نفسه نعم لبذل كل الجهود من أجل فضح هذه الأفكار وتعبئة الشعب ضدها.. لكن حذار من الانجراف وراء غواية «حل البرلمان»؟ وحلها من أجل من؟ من أجل حكومة الدكتور «الجنزورى» الذى لم يغادر وزير من وزرائه لمشاهدة الأمور والمشكلات على الطبيعة إلا فيما ندر؟ من أجل وزير صحة ليس لديه أى فكرة عن كيفية معالجة هذا الملف المتخم؟ من أجل وزير تعليم لا يعرف كيف يخاطب البرلمان موضحا فكرته عن أسباب الإبقاء على نظام الثانوية الحالى كما هو دون تعديل.. ولا يستطيع أن يخوض حملة مضادة لأجل إبراز الأفكار التى يقتنع بها.. من أجل وزير داخلية يخشى فقدان منصبه ويخشى المحاسبة.. فيحجم عن حماية المتظاهرين فى العباسية... إلخ.
- بعد أن قرأت: لا يجب أن نفرح – مهما كان رفضنا لـ «نوعية» أعضاء البرلمان بمحاولات البعض تفريغ البرلمان الحالى من مضمونه.. حتى مع صدق الاتهامات بأن برلمان الإخوان قد سرق الثورة.. فمهما كان الأمر فهناك نواب فيه يدافعون عن الثورة.. وعلينا أن ندرك أن نصرتنا للحكومة – أى حكومة - (إلا فى حالات استثنائية) تعنى أننا نعود للخلف در وأننا لم نحقق شيئا.. ليس علينا أن نتعاطف مع «الجنزورى».. كما ليس علينا أن نتعاطف مع «الإخوان».. فكلاهما يتعثران ويفتقدان المسار السليم لكن البرلمان كبرلمان هو مؤسسة كل المصريين.. النواب فيها اليوم إخوان أو سلفيون ولكن غدا قد يكونون «وفديون» أو «يساريون» أو «اناركيون» أو «دستوريون».