رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل الأمل فى الدكتور الجمل

من المؤكد أن مصر كانت تحتاج رئيس وزراء أفضل من أحمد نظيف بل ومن أحمد شفيق  بل ورئيسا أفضل من حسنى مبارك ربما كان أحمد شفيق أكثر احتراما كما بدا من اعتذاره عن واقعة الجمل وكما بدا من طريقته فى عدم استفزاز المواطنين لكن الأكثر جدارة بالاحترام هو خلو سجله حتى الآن من اتهامات بالفساد والإفساد وإهدار المليارات التى تزكم فضائحها أنوفنا كل لحظة ومن فضائله أيضا أنه لايكابر مثل  الدكتور حواس الذى تملكه غضبًا عارمًا وهو يتحدث لمذيعة  "ال بى بى سى" التى سألته بهدوء عن سر تعجله بالإدلاء بتصريحات ينفى فيها سرقة أى كنوز من المتحف المصرى قبل أن يتاكد من  ذلك فإذا به يكاد يلتهمها قائلا :(ياستى أنا ف نصيبه وجايه تحاسبينى بدل ماتواسينى ) هذا فارق بين رجلين يحملان الدكتوراة واللافت أن أحدهما مدنى والآخر عسكرى !

ومع هذا أفضل أن يذهب أحمد شفيق على تهذيبه ورصيده الذى أشرت إليه كما ذهب اللواء سليمان فالرجل الأول الذى اختار الثانى نائبا له واختار ثالثهم رئيسا لوزرائه نحى عن سلطاته وكان حريا بهما أن يخرجا معا لا أن يبقى شفيق ويذهب سليمان أقول هذا على الرغم من تقديرى لعمر سليمان الذى يصفه من أطمئن إلى شهادتهم  بالرجل الوطنى كما سبق لهم أن أشادوا بإنجازات شفيق فى تطوير مطار القاهرة الدولى .

لكن لابأس الآن البركة فى الواجهة الجديدة المقبولة والمحترمة للحكومة وأعنى به الأستاذ الدكتور يحيى الجمل !!عرفت د.الجمل نهاية الثمانينات تقريبا وحاورته كثيرا ونشرت له حوارات مطولة في صحيفة الأنباء الكويتيه ...كان ملء السمع والبصر فى ذلك الوقت (كما هو اليوم) فقد ساهم مع نخبة من ألمع أبناء مصر فى تأسيس أول حزب علنى لليسار المصرى وكان يضم فى عضويته رموزًا منهم د.ميلاد حنا  وإن هى إلا جريمة احتلال الكويت وعدم إدانة التجمع لها حتى خرجا من التجمع وعلى مشارف انتخابات 1990غازل الوطنى الجمل ورشحه نائبا له وعينه وزيرا  لـ (التنمية الإدارية !!!)وعين ميلاد حنا ضمن الأعضاء العشرة  أنذاك !!!.

لاأذكر أن الدكتور الجمل شوهد سعيدا مطلقا بهذا الدور المتواضع الذى سمح له به النظام  والذى كان أشراره يبغون فقط من وجودهما فيه لبعض الوقت إلى حرقهما سياسيا حتى إن د.حنا قال فى حديث معى لـ الأنباء (أشعر إننى وردة ذبلت فى عيون الجماهير) وكان الحوار يحمل نفس

العنوان .

لم يستفد أحد من يحيى الجمل  رغم أنه خبير دستورى لا يقل كفاءة عن الـ(شهاب) الذى أطفأ الله نوره بعد أن كان مضيئا ومنيرا أثناء قضية طابا ...ترى هل كان الجمل حسن الحظ ألا يكون مرضيا عنه فيخرج من الوزارة بعد أشهر قلائل فلا يتعرض للامتحان الذى سقط فيه مفيد بامتياز فيمابعد؟

-ابتعد الجمل عن العمل السياسى التنظيمى ردحا من الزمن ولم يعده إليه إلا سوء الأوضاع وحزب (الجبهة) أسامة حرب ود.على السلمى (الذى عاد إلى الوفد الجديد من جديد) وأعادته إلى الكتابة  جريدة المصرى اليوم عاد الجمل هذه المرة فى ظروف ثورية وهو الشيخ الذى يمتلك حكمة جيله وعمره وأنا أعرف نقاءه وإخلاصه  لكن هل سيستفاد منه هذه المرة أيضا فى احتواء الثوار أم أنه لن يلدغ من الجحر مرتين وسيكون لحكمته حدود  هذه المرة فيتخذ مواقف لا أقول ثورية ولكن على الأقل لا تخذل الثورة خاصة أن الجيش ارتكب خطأ لا يغتفر وأقدم على ضرب الثوار وهو ما يعيدنا إلى نقطة الصفر بل أعادنا إليها عدم قدرة الجيش على عزل مدير أمن الدولة بعد أن أعلن بعض أعضائه ذلك فضلا عن بذاءات مدير أمن دمنهورواستجداء اللواء وجدى لفلول العادلى التى هربت من الميدان وروعت الناس بسبب هروبهم المتعمد وإفساح المجال أمام الفوضى والبلطجة التى خيرنا الرئيس السابق قبل رحيله بينها وبين الاستقرار الذى ننعم به فى ظل نظامه وذلك بدلا من أن نتمكن من محاكمة هؤلاء الذين خانوا الأمانة وأطاعوا الأوامر  بترويع الناس والثوار كان الله فى عوننا وعون د.الجمل!!!