رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناع الطغاة.. يمتنعون!

- خائف أنا من حكم العسكر!!

- خائف أنا من القوة الناعمة التي أعرف أنها ستستميت في التكالب علي العسكر.. وتهمس في آذانهم ليلاً ونهاراً بالكلمات المعسولة تارة والحماسية تارة أخري لتزين لهم الطريق.. للبقاء في السلطة، وحكم البلاد.. فمن غيركم وأنتم الذين عشتم لحظات عصيبة قبل سقوط مبارك، وسهرتم ليالي طويلة تحفظون الأمن والعهد وتحمون الوطن في ظل هروب عناصر الشرطة.. إلخ.

من غيركم أحق وأجدر بحكم مصر.. أو يقدر علي تلك المهمة الصعبة.. فهي مهمتكم ردت إليكم!!

- كلنا بشر.. كلنا بشر والكرسي له سحر عجيب.. لا أحد ينجو من هذا الفخ أو الكرسي (لا فرق) إلا الرجال من أمثال مانديلا.. وسوار الذهب.. و»القلة« غير الضالة وغير المنحرفة ـ التي علي شاكلتهم.

طريق الهمس »والدق علي الآذان« يبدأ باستكشاف رغبة الفريسة في الحكم.. والتوق إلي بريق السلطة.. وبمجرد استشفاف واستشعار رغبتها في ذلك.. بنظرة لا تخطئها عين.. تبدأ الفريسة في دخول »الفخ« وتنفتح نافورة الإغراءات.. وتبدأ صناعة الطاغية الجديد.

- وفي عصر الميديا.. وزمن النجوم اللامعة تجد بريق الصور الفوتوغرافية يفعل فعل السحر فعلي طريقة الأهرام يمكن أن تعيد الماشطة البريق للوجه »العكر«.. وتجد رئيساً ثمانينياً يقفز من مؤخرة الصورة.. مع الرؤساء الأربعة وهم في طريقهم لتدشين فاصل جديد من مفاوضات السلطة وإسرائيل ويتجاوزهم ويصبح في المقدمة، برشاقة الغزال (أو فوتوشوب الأهرام)، وتجد الآن رموزاً أخري من العسكر، وهم يظهرون بنجومهم اللامعة.. وبابتساماتهم الجديدة علي صفحات الصحف وعلي شاشات التليفزيون.. خلافاً لما كانوا عليه قبل البيان رقم (1).

- هكذا.. يبدأ بعضنا في صنع الطغاة..

هكذا يوسوس بعضنا للناس الذين اختار لهم القدر أن يبقوا في الظل ويخدموا وطنهم وشعوبهم من وراء التباب والدشم.. بأن يغادروا ـ ربما علي غير توقع منهم أو رغبة ـ مواقعهم ويدخلوا الفخ الجديد »فخ البقاء تحت الأضواء«.. فيظهرون بكامل نجومهم أمام الكاميرا.. سواء كانت كاميرات صحفية أو تليفزيونية.. ويرون في أنفسهم ما لم يكونوا قد رأوا سابقاً.. وربما تلوح لهم فكرة تكرار تجربة »ناصر« غير القابلة للتكرار والتي ستظل دوماً أسطورة ملهمة.. غير متكررة.

- ثورة مصر في يناير ثورة عظيمة هي روح مصر المخبوءة، في غياهب صدأ عصر مبارك.. عصر التزييف والكذب الإعلامي.. والنجوم اللامعة (والتعبير للأستاذ هيكل) لكنها مازالت وليداً عمره ساعات.. ولأننا نحلم به شاباً يافعاً علي غرار شباب 25 يناير الذي حمل الراية.. والذي سقط شهيداً في مواجهة النظام الدموي المباركي فإننا نتمني علي صناع الطغاة الامتناع هذه المرة عن هذه الجريمة.. وترك مصر تتنفس حلم الدولة المدنية.. الديمقراطية.. الذي توشك علي الوصول إليه.. وأرجو ألا يكون حلماً مستحيل المنال!