رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هذا الاستقواء الإسلامى – المسيحى

يبدو أن التسامح الدينى اصبح "موضة قديمة"..فلا الإسلام الذى يحض على ان تحب  لأخيك ما تحب لنفسك قادر الآن على تجديد تلك الموضة, ولا المسيحية التى تدعو المسيحى لتحمل ظلم اخيه الانسان بحيث يدير له خده الايسر اذا آذى خده الايمن,

اصبحت تحتمل بين جنباتها -الآن- مثل هذه الدعوة النبيلة. لم يعد أتباع كلا الدينين العظيمين  بقادرين على ذلك, ولم يعد بإمكانهما القدرة  على تحديث هذا "الموديل" البالى من قماش التسامح الدينى وانما كل الذى يحتملانه الآن هو ذلك التفسير التطرفى للتدين الذى يروجه الكهنة من جهة والدعاة من جهة اخرى..هؤلاء اللاعبون بنار الدين يبحثون عن صوت عال لإثبات وجودهم ..وإظهار قوتهم بالمليونيات تارة وبالتصريحات العنترية تارة لاثبات الوجود واظهار الغلبة.هل تذكرون تصريحات الانبا بسنتى قبل الثورة, والتى كانت مثار جدال بينه وبين الدكتور العوا الذى فتح جرح" الكنائس المسلحة"؟.
كل مايدعو اليه رموز الفكر هنا وهناك يقودنا الى "خناقة"..ان لم يكن بين الجانبين الاسلامى –المسيحى فبين كل جانب وبعضه ..انه الاحساس بالاستقواء والغلبة ..فالناس تلتف حول كلام يقال فى الدين ..ولو كان قائله مسلما " قاتلا", أو"عينه فارغة", أو قسا مشلوحا ..أو مطرودا محروما من الكنيسة..ورغم ان حريق ماسبيرو كان نموذجا لهذا الاستقواء المسيحى ومحاولة تقليد العنترية المتطرفة عند السلفيين والجهاديين وانصارهم إلا أن أحدا لم يشأ أن يواجه الكارثة بصراحة وبلا مواربة فبيان مجلس الوزراء جاء قاصرا وبيان المجلس المحلى جاء غريبا مثل "الغرباء" الذين اندسوا بين المتظاهرين.(على  حد ما أورده البيان).ولا أعرف كيف اكتشف الكهنة هؤلاء الأغراب المندسين "هل فتحوا المندل مثلا أم قرأوا على هؤلاء عدية يسن؟".
-وبعيدا عن الاستطراد فى نقد كل ماجرى من تداعيات الازمة والأخطاء الفادحة كالعادة فى معالجتها –منعدم تأمين المحتجين الاقباط فى مسيرتهم من شبرا الى ماسبيرو والتى كانت معروفة سلفا ولم تتخذ الإجراءات الكافية للتعامل مع اى محاولة للتخريب او الاعتداء, الى سوء المعالجة الاعلامية للتليفزيون الرسمى, الى اخطاء اللواء مصطفى السيد الفادحة فى الحديث عن" قنبلة" الماريناب ..وهل هى مضيفة ام كنيسة ؟!، إلى قيام المجلس العسكرى بحرمان الشعب المصرى من نعمة إزالة هذه الحكومة برفضه استقالتها ..بل وصل الامر به الى حد استقوائه هو الآخر على الشعب ..وبدلا من ان يستجيب لمطالبه بإقالة الحكومة اذا به يعلن عبر وزير إعلامه عن تجديد الثقة فيها(...) مع انه لم يعلن تشككه فيها سابقا, وانما الشعب هو الذى ابلغه ذلك ..وبدلا من اقالة وزير الداخلية الذى لم

يواجه الكارثة ولم يتوقع حدوثها إذا بنا نفاجأ بأن المعالجة هى نفسها التى حدثت فى اطفيح (مع تقديرنا لقيام الجيش بإعادة بناء الكنيسة) وهى نفسها التى تمت فى إدفو وإمبابة وغيرها..انها إدارة فاشلة للأزمة، الأسوأ منها ان المتهم الرئيسى لايزال حرا طليقا ..فهذا الـ "صبرى زخارى"-الراهب انطونيوس الجوارحى الذى اعاد نشطاء نشر قرار عزله من الرهبنة والصادر عام2007-هو بطل فضيحة ماسبيرو الحقيقى هو وسميه القمص فلوباتير جميل, الذى ليس له نصيب من اسمه!
-لماذا لم يقبض على هذا الراهب المشلوح (إن كان مشلوحا حقا)؟ فالعشرات على المواقع الالكترونية لاحظوا انه كلما اطلت برأسها فتنة مسيحية وجدوا لها مخرجا فى قمص مشلوح كزكريا بطرس او صبرى زخارى وغيرهم, مع ان أحدا من المسيحيين المتظاهرين لم ير غضاضة فى السير خلفه والانقياد له وهو يتصدر مشهد المظاهرة ويوجه –بمزيد من عدم اللياقة – النقد والهجوم اللاذع للمحافظ والمشير، ولماذا لم يحقق مع فلوباتير فيما قاله لمواطنه من رعيته "احنا نعرف ناخد حقنا من المجلس العسكرى"؟، و هذا كله يستدعى لجنة تحقيق مستقلة تماما!!.
-هذا المشهد الاستقوائى الكارثى لهذا الراهب "الارهابى " بكلماته المهينة والنابية, اقل مايجب ان يعاقب بجريرته هو جرائم التحريض على السلطة وتهديد رمزها وايضا السب والقذف المباشر على الهواء ..علنا امام الكاميرات والفضائيات ..والسؤال الآن هو ما الذى أشعره بمثل هذه القوة ؟ ما الذى أوجد لديه هذا الاحساس بالاستقواء؟ هل كان يعلم ان تهديده للمشير سوف يتحقق عبر هذا الخروج لعشرات الآلاف من الاقباط منهم من كان لسان حاله وكلماته وملابسه وعباراته الاستشهادية ينبئ بذلك؟ ..أيها السادة القاتل هنا لايزال خارج السجن!
[email protected]