عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتفاق غير ملزم لنا

حقق أوباما الانجاز الذي كان ينتظره، كان مزهواً مساء الخميس وهو يعلن عن الاتفاق المبدئي مع إيران ، ومن شدة حماسه وجه دعوة علانية بأسلوب " هوليوودي " على الهواء مباشرة لقادة الخليج للاجتماع معه في " كامب ديفيد" ، ربما  ليطمئنهم ، وربما ليضعهم في الصورة ، وربما ليشرح بعضاً من الالتزامات غير المصرح بها !!

سيذهب قادة الخليج للقاء أوباما ، رئيس الدولة الصديقة ، الولايات المتحدة الأمريكية ، وسيستمعون إلي ما عنده ، معلوماته وتبريراته ، وأيضاً أسبابه الوجيهة للقبول بمثل هذه الاتفاق ، ولكن ، ذلك الاجتماع لن يكون  للاستماع فقط ، أي لن يكون بين طرف يتحدث وطرف يتلقي ، فذلك زمان قد ولي ، ما عاد له وجود بعد كل الأحداث التي عصفت بالمنطقة ، والأخطار التي تحيط بدول الخليج ، وأهمها الأخطار المصطنعة من إيران ، فاليوم كل المنطقة العربية تعيش صراع وجود مع نظام متعصب لقوميته ومذهبيته في طهران .
أوباما سيكون مطالباً بالوضوح خلال ذلك الاجتماع ، ولن تكون الدبلوماسية حاضرة هناك ، كما لن تقبل الإجابات التي تحمل أكثر من معنى ، فنحن لدينا تساؤلات ، ولدينا شكوك ، ولدينا تجارب سابقة ، ونعلم بأن أميركا تضع مصالحها أولاً في علاقاتها مع الآخرين ، ومن أجل تحقيق تلك المصالح قد تدوس مصالح الآخرين ، وقد حدث ذلك من قبل ، ولكنه لن يحدث في

المستقبل ، فمصالحنا ستكون هي الورقة الأولى فوق طاولة اجتماعات " كامب ديفيد" ، وكل ما ستحصل عليه إيران من اتفاق يونيو النهائي سنحصل عليه ، سواء كان تخضيب اليورانيوم أو استمرار التجارب النووية ، المفاعلات ستقابلها مفاعلات ، وأجهزة الطرد ستقابلها أجهزة طرد ، والتخصيب النووي سيقابله تخصيب نووي ، وتجار السلاح والمواد المحظورة منتشرون في كل مكان ، ولن يكون ثمن التزامنا بالقوانين الدولية التهديد من الجيران ، يعنى وبعبارة واضحة لا لبس فيها " كل ما سيكون مباحاً لإيران سيعتبر مباحاً لنا " .
ذلك ما سيسمعه أوباما ، فمن يسمح لغيرانا بامتلاك سلاح يهدد وجودنا لا يملك الحق في إملاء إرادته علينا ، خاصة وأن دول الخليج إذا ذهبت إلي الاجتماع لن تمثل نفسها فقط ، ولن تتحدث باسمها فقط ، بل ستكون مفوضه في الحديث بأسم العرب جميعاً ، وهذه مسئولية تاريخية ومصيرية لن يفرط بها  أحد .