أتفاق غير ملزم لنا
حقق أوباما الانجاز الذي كان ينتظره، كان مزهواً مساء الخميس وهو يعلن عن الاتفاق المبدئي مع إيران ، ومن شدة حماسه وجه دعوة علانية بأسلوب " هوليوودي " على الهواء مباشرة لقادة الخليج للاجتماع معه في " كامب ديفيد" ، ربما ليطمئنهم ، وربما ليضعهم في الصورة ، وربما ليشرح بعضاً من الالتزامات غير المصرح بها !!
سيذهب قادة الخليج للقاء أوباما ، رئيس الدولة الصديقة ، الولايات المتحدة الأمريكية ، وسيستمعون إلي ما عنده ، معلوماته وتبريراته ، وأيضاً أسبابه الوجيهة للقبول بمثل هذه الاتفاق ، ولكن ، ذلك الاجتماع لن يكون للاستماع فقط ، أي لن يكون بين طرف يتحدث وطرف يتلقي ، فذلك زمان قد ولي ، ما عاد له وجود بعد كل الأحداث التي عصفت بالمنطقة ، والأخطار التي تحيط بدول الخليج ، وأهمها الأخطار المصطنعة من إيران ، فاليوم كل المنطقة العربية تعيش صراع وجود مع نظام متعصب لقوميته ومذهبيته في طهران .
أوباما سيكون مطالباً بالوضوح خلال ذلك الاجتماع ، ولن تكون الدبلوماسية حاضرة هناك ، كما لن تقبل الإجابات التي تحمل أكثر من معنى ، فنحن لدينا تساؤلات ، ولدينا شكوك ، ولدينا تجارب سابقة ، ونعلم بأن أميركا تضع مصالحها أولاً في علاقاتها مع الآخرين ، ومن أجل تحقيق تلك المصالح قد تدوس مصالح الآخرين ، وقد حدث ذلك من قبل ، ولكنه لن يحدث في
ذلك ما سيسمعه أوباما ، فمن يسمح لغيرانا بامتلاك سلاح يهدد وجودنا لا يملك الحق في إملاء إرادته علينا ، خاصة وأن دول الخليج إذا ذهبت إلي الاجتماع لن تمثل نفسها فقط ، ولن تتحدث باسمها فقط ، بل ستكون مفوضه في الحديث بأسم العرب جميعاً ، وهذه مسئولية تاريخية ومصيرية لن يفرط بها أحد .