عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طوفان ما بعد العاصفة

لم تبدأ الحرب بعد ، وهذا الذي نشاهده ليس سوى مقدمات ، وما تحمله الأيام القادمة شيء آخر ، كل الاحتمالات مفتوحة ، ومن اتخذ القرار يعرف جيداً أين وضع قدميه ولماذا تقدم إلى الأمام في اليمن ، ويعرف أيضاً أن هناك سيناريوهات متعددة ، فيها السيئ ، وفيها الأسوأ ، وخطط مواجهة الأسوأ وضعت كأولوية ، ودرست جيداً ، فمن يتخذ قراراً مثل هذا يعلم علم اليقين بأنه ليس ذاهباً إلى نزهة .

الحروب لها أثمانها ، ولها آلامها ، إنها ليست للاستمتاع ، وليست إشباعاً لغرور أو طموح ، هي موت ودمار ، والعاقل لا يذهب إليها إلا مضطراً ، أما الجاهل فليس عليه حرج ، والذين أجبروا على عاصفة الحزم هم عقلاء الأمة ، ولهذا نراهم مازالوا يفسحون المجال للآخرين ، عل وعسى أن يسترجعوا عقولهم المغيبة ، ويراجعوا الواقع الماثل أمامهم .

الحرب إعصار وزلزال وليس عاصفة ، ومن سيطر في ساعات قليلة على أجواء اليمن وبحاره قادر على أن يفعل ما لا نتخيله ، ومع ذلك مازلنا وبعد أسبوع من هبوب العاصفة نسمع صريراً وأزيزاً ، ونرى مساحة لاستدراك ما هو آت .

دولنا المشاركة في عاصفة الحزم ليست عدوانية ، وليست طامعة قي أرض أو نفوذ ، إنها تدافع عن نفسها ، والدفاع عن النفس مباح لمن يستشعر الخطر ، وعندما تكون الأرض المقدسة في خطر يصبح الدفاع عنها وصد

العدوان فرض عين شرعاً ، وواجب مقدس للقاصي والداني .

نحن الذين وضعنا أمام الاختيار الصعب والمؤلم ، فأما أن نكون أو لا نكون ، والقضية ليست مختصرة على رعاع الحوثيين وشراذم صالح ، واليمن ما عاد قبائل وعشائر تتقاتل من أجل مكاسب ذاتية ، إنها أكبر من ذلك ، وأخطر ، وقد طال صبرنا حتى انقلب ضدنا ، وغاصت أرجلنا في دمائنا ، نقلوا أحقادهم إلينا ، وحاربوا شعوبنا ، ودمروا حواضرنا .

الحرب آتية ، إذا لم يسترجع ملالي طهران عقولهم هي آتية ، وإذا لم تتوقف مؤامرات تمزيقنا هي آتية ، وإذا لم نعد إلى تعايش ما قبل 1979 ، عام المذهبية المكروهة ، هي آتية ، ولن يمنعها سوى عودة الرشد لأولئك المتلاعبين بمقدرات المنطقة ، أما إذا اختاروا الاستمرار في غيهم ، فهذه العاصفة ستشتد وتتسع وتطال من يظن انه في منأى عنها ، العاصفة ستتحول إلى طوفان .