عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بُهت الذي كفر

فقدت إيران وعيها ، وانعقد لسانها ، فالصدمة كانت أكبر من طاقتها ، كشفتها ، بل عرتها ، وأظهرت للعالم كم هي تافهة وضعيفة مواقف الذين يعملون في الظلام ، وكم هي كاذبة أحلام الذين يديرون شؤونهم من خلال مرجعيات تتغذى على زرع الكراهية والأحقاد .

كثيرون فوجئوا بحجم القرار في مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة العربية ، خاصة أولئك المشككون دوماً في إرادة أهل الخليج ، وقوة أهل الخليج ، أولئك الذين ينظرون إلينا من فوق ، يظنون أنهم يتعاملون مع أناس خرجوا من الصحراء إلى الحضارة ولكنهم لم يتخلصوا من ثقافة الصحراء ، وما هذا الذي نقدمه للعالم من نماذج لا تتكرر سوى قشور صنعتها الثروات النفطية ، ربما لأننا وكما قلت يوم أمس الأول طيبون ومتسامحون ، وانشغلنا بالبناء لتبرز هذه الدول الفاعلة على كل المستويات ، تحدينا الزمن والتاريخ ، واستثمرنا في الإنسان أغلب ثرواتنا ، فهو الرصيد الدائم ، وأسسنا إلى علاقة انتماء وولاء ووفاء بين الوطن والمواطن والحاكم والمحكوم ، أزلنا الحواجز ، ولم نستنسخ المظاهر الخادعة ، لم نصنع أصناماً ، ولم نندفع خلف الأوهام ، لأننا وجدنا رجالاً يسيرون بنا ومعنا إلى العلياء ، رجالاً أكلوا بعد أن شبعنا ، وشربوا بعد أن ارتوينا ، وبنوا بعد أن ضمتنا البيوت ، وعلمونا قبل أن يعلموا أولادهم ، ولم يغمض لهم جفن إلا بعد أن نمنا آمنين مطمئنين .

نحن نعرف قادتنا ، ونضع كامل ثقتنا فيهم ، ففي وجودهم لا نخاف على أنفسنا أو على عيالنا ، وبقدر ما كنا قلقين من التمدد الإيراني ، كنا ننتظرهم ، ونحن نعلم أنهم منشغلون بذلك الهم

، وتابعنا تحركاتهم ومشاوراتهم ، متيقنين أنهم لن يسكتوا إذا استنفدوا كافة وسائل التفاوض والحوار وتقريب وجهات النظر ، وهذا ما حدث ، فالحوثي يرفض الحوار ، ويطارد رئيس اليمن ، ويحاصر مدن الجنوب ، ويتوغل في أطراف البلاد ، ويجري مناورات على حدود المملكة العربية السعودية ، ويرسل وفوداً إلى طهران ، ويعقد الصفقات المشبوهة ، ويشحن السلاح في السفن والطائرات ، وتتضخم النفس الشريرة ، ويخرج أحد أذناب "خامنئي" ليتطاول على دول الخليج ، وهو رئيس تحرير "كيهان" ، وبغرور وغطرسة يقول "إن دول الخليج ليست مثل إيران ، فإيران تملك الإرادة ، ودول الخليج تفتقد للإرادة" ، وكان يتحدث عن اليمن والدور الخطير لبلاده هناك ، وأقصى ما كان يتوقعه نظام الملالي هو أن نحتج وندين ونشجب ونشكو ، وقد خاب ظنهم ، وأعطينا مثلاً افتقدناه منذ عام 1973 ، وفي لمح البصر ، ودون تهديد أو وعيد ، ودون جعجعة أو إثارة للغبار ، كانت الإرادة الخليجية صاعقة ، تلتها الإرادة العربية ، في تسلسل وتناغم أذهل الجميع ، و"بُهت الذي كفر" .