رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوهام الهيمنة الإيرانية

تعيش إيران نشوة انتصارات وهمية، تظن أنها حققتها، حتي إنها إذا أجرت مناورة في مضيق هرمز لبحريتها اعتقدت بأنها ملكت البحر وما فيه، فخرج قائد حرسها الثوري المدعو اللواء محمد جعفري ليعلن أن بحر عمان ومضيق هرمز والخليج تخضع جميعها لهيمنة القوات البحرية الإيرانية بشكل كامل، دون حياء أو خجل أو حتى دبلوماسية وحنكة سياسية تتطلبها أصول الجيرة والتعامل مع الآخرين.

ركب الغرور نظام الملالي، ابتداء من المرشد وحتى خطيب الجمعة، أحاديثهم ’’كريهة’’ وتلميحاتهم ’’ قبيحة’’ ، وذلك القائد عندما يتحدث عن هيمنة علي مياه وبحار ليست ملكأ له أو لبلاده، ولن تكون أبداً، يعبر عن فكرة ذلك النظام الطائفي الحالم بإمبراطورية مذهبية، ودولة عنصرية ممتدة علي أرض لفظت اجداد هؤلاء علي مر التاريخ، بل أذاقتهم الهزائم واحدة تلو الأخرى، في عهود كسري والهرمزان وهرقل حتي الصفويين، جيوش دمرت وسجلت في ’’بيض الصحائف’’، حتى انكمش أصحاب ذلك الفكر خلف جبال ’’ جاذروس’’ قروناً، واليوم يأتي هؤلاء المدعون ليتلاعبوا بعواطف بعض الفئات ويشتروا ذمم فئات أخري في دول ممزقة، ويحققوا بعض الامتدادات، عبر نشر أفكارهم أو عبر إرسال الأسلحة والمرتزقة، ويعتقدوا بأنهم حققوا انتصارات، خاصة بعد سقوط صنعاء في يد الحوثيين، وتفلت ألسنتهم، ويتدخل ساستهم في شؤون غيرهم، وينصبون أنفسهم للدفاع

عن المجرمين والقتلة في كل مكان، وأخيراً يعــود    ’’ جعفري’’ نفسه، ذلك القائد للحرس الثوري الملطخة يده بدماء الإيرانيين الشرفاء، وكذلك العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين، ليقول’’ أن إيران تمتلك قدرات منقطعة النظير لا ترغب في اختبارها عملياً إلا إذا اقتضت الضرورة’’، وهو بكلامه هذا يعتقد، ومعه نظامه، بأن فرائصنا سترتعد وقلوبنا سترتجف خوفاً ورعباً من ذلك الشئ المنقطع النظير، وقد ذكرنا بالكيماوي المزدوج أواخر ثمانينيات صدام حسين.

غرور ايران وطموحاتها المذهبية والعنصرية لهما نهاية واحدة، وهي الهلاك لنظام مغرور، فهذا التمدد والتوغل في أرض الغير، وصنع الأعداء في كل مكان، واستنزاف ثروات شعب يعيش تحت حافة الفقر، وأوهام عودة العصور الغابرة، هذه كلها مقدمات توصل الي نفس مصير الذين حلموا وامتدوا وتسيدوا ثم زالوا، وليت ’’ أصحاب العمائم’’ يقرؤون التاريخ جيداً، ثم يقرؤون الحاضر مرة واثنتين، ويتعظوا.