رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما بين التصريح والتصحيح

أحدث التصريح المنسوب للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي صدمة في الأوساط الخليجية والمصرية يوم أمس ، مرت إثنتا عشرة ساعة من تضارب المشاعر وتصادمها مع الواقع الجديد الذي أحدثه ذلك التصريح ، أثارت خلالها تساؤلات كان من حقنا جميعاً أن نحصل على إجابات شافية لها ،

ولم يحدث ذلك ، تركنا تائهين بين الشامتين والمطبلين والراقصين ، واستل "دواعش" الإخوان والمتأمركين "ألسنتهم" وآلتهم التنظيمية الموجهة عبر مواقع التواصل ليردحوا ، ونحن لا نعرف ماذا نقول ، هم سعداء ، ونحن محزونون ، هم ينظرون ويفلسفون ، ونحن عاجزون عن الرد ، نسأل عن مصيرنا المشترك الذي وعيناه جيداً خلال السنوات الأربع الماضية ، ونسأل عن كل ذلك الدعم والمساندة منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن ، ونسأل عن حالنا دون مصر ، وحال مصر دوننا ، ونسأل عن نجاح إعلام تنظيم مهزوم في شق صفوفنا ، ونسأل عن إعلام "المتسلقين" والطفيليين الذي صنعناه فعجز عن مواجهة صبية المواقع الالكترونية ، ونسأل عن اختراقات الخلايا النائمة لأجهزتنا وكيف تتغير المواقف وتتضخم الأقاويل دون أن نجد تفسيراً لها .

نصف يوم من التيه والإحباط ، وبعدها ، بعد أن استثمر ذلك التصريح من قبل كل الأطراف المعادية للعروبة والإسلام ، وبعد أن جنوا الأرباح وحققوا المراد ، بعد كل ذلك ، وعند منتصف الليل جاء التصريح للتصحيح ، ووضع الدكتور الزياني النقاط على الحروف التي تستحقها ، فصحح ووضح وأصلح ، ولكن الكسر لم يجبر ، وهذه حقيقة غير خاضعة للعاطفة ، حقيقة تعطينا الحق في إثارة القضية التي نحاول أن نتجنب الخوض فيها ، فإن كان هناك غبار عالق علينا أن ننفضه ، وإن كانت هناك "تراجعات" من البعض علينا أن نرفع عنها الستار ، فهذه قضية لا تقبل القسمة ، ولا تحتمل

التأويلات ، فالخطر يلفنا من الشرق والجنوب والشمال والغرب ، وترك الأقاويل والشائعات تتحكم في قراراتنا ومشاعرنا ومواقفنا لم يعد مقبولاً ، وبصريح العبارة دعوني أقول لكم "إن إخفاء الحقائق ، وإتاحة المجال الواسع للأعداء يوجهوا من خلاله الرأي العام ، أو يهزوه كيف ما شاؤا ليس من مصلحة دول الخليج ومصر وكل الدول العربية الأخرى التي تقف على نفس الخط" .

منذ وفاة الملك عبد الله رحمه الله ونحن نعيش حالة من الاضطراب النفسي ، والسبب تلك الهجمة الشرسة من الأعداء ، أعداء الأمة ، الذين يتحدثون عن تبدل في المواقف ، وينادون إلى تحالفات جديدة ، ويعيدون تلميع الإخوان وأردوغان ، ويمنون على مصر ، وأغلب هؤلاء كانوا يتحدثون من الداخل وليس الخارج ، والكل صامت ، وكأن هناك من هو راض عن ما يقولون ، حتى جاء تصريح الزياني المزيف والمنسوب كما قال ، رغم إنه نشر على موقع مجلس التعاون ، وهنا علينا أن نقف ، ونطالب أمين عام مجلس التعاون بكشف الحقيقة ، حقيقة التصريح الأول وما دار خلال ألاثنتي عشرة ساعة ، احتراماً لحقوق الناس في معرفة الأرضية التي يقفون عليها وهم يرون الأخطار المحدقة .