عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعنة الله عليهم

كم هو قميء ذلك المشهد ، وكم هو محزن أن نرى قسوة بهذا الحجم ، وكم هي صعبة التساؤلات التي تدور بداخلنا ، ذلك السؤال الكبير ، السؤال الذي نبحث له عن إجابة شافية ولا نجد ، لماذا نأكل بعضنا ؟

نحن اليوم نواجه بعضنا بعضاً ، نتقاتل ، ونتفنن في أساليب الذبح ، ونتجرأ على ربنا ورسولنا وديننا وكل ما سطرته الأزمان من تاريخنا ، ونسجل لطائفة من الخوارج الجدد فعلة لم يفعلها أحد قبلهم ، ويعتصر الألم قلوبنا ، نبكي أماً وأباً وإخوة يشاهدون ابنهم يحرق في العلن ، فذلك الشاب قد رحل إلى بارئه شهيداً ، والحسرة ، كل الحسرة على الذين تركهم خلفه ، أولئك المؤمنون بقضاء الله وقدره ، فاجعتهم ليست في موته ، فالموت حق ، ولكن الحدث هو الذي أنتج الفاجعة ، والأمة بكل شرفائها ، رجالاً ونساء وكهولاً وأطفالاً ، كلهم عاشوا لحظات صادمة وهم يشاهدون ما حصل للأردني العربي المسلم معاذ الكساسبة ، الكل يوم أمس كان أباً لذلك الشاب ، وأماً وأختاً وأخاً ، والكل أبكته قلوب تحجرت وقست وفجرت.

هذا هو الفجور ، أن تتمكن من شخص فتأتي بفعل لم يأت به أحد قبلك ، وأن تجور وتتكبر على شخص أعزل لا حول له ولا قوة ، وأن يأخذك الغرور إلى ذلك المنحى من الاستبداد والإفراط في العقاب ، وأن تضرب بشرع الخالق البارئ الرحيم الغفور عرض الحائط ، وأن تنسى ما نهى عنه الصادق الأمين الذي جاءنا بالرحمة والخلق العظيم ، فذلك قمة الكفر والخروج على الملة ، ربنا عز وجل شأنه برئ

منه ومن تكبيراتهم ، ورسولنا صلوات الله وسلامه عليه برئ من شهادتهم وحملهم لرايته ، وكل سلفنا وخلفنا أبرياء منهم ومن أفعالهم المشينة .

يوم أمس كانت لعنات كل المسلمين تصب عليهم ، مع الدمع الذي سال من عيونهم كانت ألسنتهم تلهج بالدعاء على القتلة المجرمين السفاحين ، ألا لعنة الله على كل من يتبع الخوارج ويؤيدهم ، ألا لعنة الله على كل من يساندهم تعاطفاً أو دعماً بمال أو رجال أو مساندة إعلامية ، ألا لعنة الله على الذين يبررون أفعالهم ، ولعنة الله على الذين يقدمون لهم الأعذار ، ألا لعنة الله على الذين يزودونهم السلاح ، ولعنة الله على الذين تركوا لهم الأرض وما فوقها ، وأغمضوا أعينهم حتى مكنوهم ، ألا لعنة الله على من وفروا لهم وسائل الاتصال والتواصل ومرروا كل جرائمهم ، ألا لعنة الله على كل الذين يريدون كسر هذه الأمة بفعل من يدعون انتماءهم لها ، ألا لعنة الله على كل الذين تحالفوا على هذا الدين ، لعنة تحصدهم عن آخرهم .

اللهم آمين .

محمد يوسف