رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النداء الأخير

إنه نداء فلسطين الأخير ، نداء إلى الأمة قبل أن يكون إلى العالم ، فلا تتركوا محمود عباس وحيداً يناطح قوى الشر المتجبرة ، واحذروا من تداعيات اليأس والإحباط .

كل الدول العربية مطالبة بحمل ملف الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الصهيوني ضمن ملفاتها الوطنية ، فهذه "أم القضايا" ، وسبب كل المصائب الواقعة على رؤوس العرب والمسلمين ، هي الشرخ ، وهي معيار الصدق والكذب ، وهي الإخلاص والتخاذل ، وهي الولاء والخيانة ، وهي الجرح النازف الذي تتغذى عليه "بكتيريا" التطرف والعنصرية وحروب الاستنزاف الجانبية .

أوروبا تنبهت إلى خطورة استمرار الملف الفلسطيني مفتوحاً أمام كافة الاحتمالات ، وسارعت بعض دولها إلى الاعتراف بدولة فلسطين ، وأوربا تريد أن توجه رسالة إلى الدولة اليهودية العنصرية ، وقد وصلت الرسالة ، واهتزت الكراسي تحت نتانياهو وأعوانه ، حتى أضطر رئيس ذلك الكيان إلى القول "إن إسرائيل دولة مريضة" ، ويقصد إنها بحاجة إلى عملية جراحية لاستئصال حقدها وكراهيتها وتوحشها .

وأميركا ، الدولة العظمى ، رائدة الحرية في العالم ، ومبتكرة أحدث وسائل التعذيب والإكراه ، مازالت صامتة ، تنتظر الخطوة الفلسطينية في الانتقال إلى مجلس الأمن ، وهناك سيراقب العالم كيف تدار العدالة ، وكيف تثبت الحقوق ، وسيكتشف من جديد اختلاط المعايير ، وهذه المرة لن تكون نتائج "الفيتو" أو منع مجلس الأمن من الانعقاد كالسابق ، فهذا طلب ليس شبيهاً

بكل الطلبات التي قدمت من قبل ، والظروف السائدة في المنطقة والعالم اليوم ليست مثل الظروف التي كانت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ، واستفزاز المشاعر اليوم يعني مزيداً من الدماء والدمار والحروب .

نقر بأننا نواجه تحديات كبيرة ، وطننا العربي شبه مفتت ، وصنائع الأشرار يتكاثرون ويتوسعون في أرجائه ، ولكن تبقى فلسطين هي البؤرة ، بؤرة قضايانا ، وبؤرة اهتماماتنا ، وسبب كل مشاكلنا ، حتى الإرهاب الذي يتغلغل بيننا يتخذ من الظلم الذي وقع على فلسطين ذريعة ، يحاول أن يبرر بها وحشيته ودمويته وخروجه ، ولهذا نقول إنه النداء الأخير ، وهو ليس نداء أبو مازن بل نداء فلسطين للأمة ، ونداء الأمة للأمة ، فلا خيار لدينا اليوم ، البكاء والنحيب انتهت مرحلتهما ، ولم يبق أمامنا غير المواجهة ، مواجهة العالم بوضعه أمام مسؤولياته باتخاذ قرار ملزم بإنهاء الاحتلال خلال فترة زمنية محددة .

محمد يوسف