عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطر والالتزام بالعهود

سادت روح التفاؤل أبناء دول مجلس التعاون الخليجي مساء الخميس الماضي ، وتنفس الجميع الصعداء اعتقاداً منهم بأن الأزمة بين قطر وثلاث من دول المجلس قد انتهت ، فوزراء

الخارجية وقعوا على آلية تنفيذ الاتفاقية الموقعة قبل أشهر بين العاهل السعودي وأمير قطر بحضور أمير الكويت ، وكان رفض التوقيع على الآلية من قبل وزير خارجية قطر لاحقاً سبباً في سحب السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من الدوحة ، وقبل أن يجف حبر التوقيع ، ومع بزوخ صباح الجمعة تحركت الأيدي الخفية في قطر ، وخرج مرتزقتها بحملة مسعورة ضد دولة الإمارات ، أرضاً وشعباً وقيادة ، تضمنت تطاولاً واستخداماً قبيحاً للأوصاف والعبارات ، يقودها المدعو عبد الله العذبة ، وهو مدير تحرير أفرزته الحقبة الإخوانية ، ومعروف عنه إنه ينفذ أجندة ذلك التنظيم الإرهابي ، وكان ولا يزال سبباً رئيساً في إشعال نار الفتنة بين قطر ودول مجلس التعاون الأخرى ، وأحبط الناس ، وتبدل التفاؤل إلى تشاؤم واستغراب ، فهذه ليست سياسة ، وليست إدارة ، وليست مواربة ، بل هو انفصام في الشخصية ، شخصية من ؟ لا ندري ، ولكن قطر كلها معنية بهذا الأمر ، وهي التي يفترض بها أن تكون صاحبة الرأي الواحد والموقف الواحد والقرار الواحد ، إذا وقع وزيرها التزمت الدولة من قمتها إلى قاعدتها ، وإذا تحدث مسؤول فيها كان ذلك عهداً ووعداً ، ولكن أن يمحو النهار ما تم التوقيع عليه بالليل فهذا إخلاف للوعد وخيانة للعهد وتنصل من الالتزام

، ولأننا ضد المساس بالأشخاص ، وخاصة عندما يمثل الأشخاص رمزية لبلد أو شعب ، فنحن لن نمس رموز قطر ولا أخوتنا هناك ، ولكننا سنسأل عن المصداقية القطرية ، وقطر نعرفها كما نعرف أنفسنا ، ولا يمكن لذلك العذبة أن يفسد فرحة أمة بإرادته ، فمثله لا يملك الإرادة ، ولا يملك الرأي ، ولا يملك الشجاعة على مخالفة إرادة بلاده ، هو في الأخير فرد يخضع لأوامر عليا ، وهنا بيت القصيد الذي يضعنا أمام خيارين ، الأول أن الدولة القطرية وقعت الاتفاق مساء الخميس وفي نيتها عدم الالتزام لكسب مزيد من الوقت ، والخيار الثاني أن هناك "قوى خفية" تحرك أذرعها في اتجاهات عدة لخدمة مصالح وإرادات ترى أن الخلاف الخليجي يحقق أهدافها .

إن قطر اليوم تقف على مفترق طرق ، ومسألة التلاعب بالألفاظ والأفراد والمواقف المتضادة ما عادت ملاذاً آمناً لها ، بل الصدق والأمانة والشفافية في القول والفعل والموقف والقرار هي الطريق التي ستجنبها تَبعات سوء الاختيار .