رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ننتظر عودة قطر إلى رشدها

تحاول الإدارة القطرية أن تبرر موقفها لشعبها ، تريد أن تظهر نفسها مظلومة في أسباب وتداعيات الأزمة القائمة بينها وبين ثلاث دول خليجية ،

فأخرجت مجموعة من المقالات والإحصاءات المصاغة بأسلوب عاطفي ، لتستجدي التأييد أو على الأقل الحياد من الأغلبية القطرية المستاءة من ما حدث حتى اضطرت أقرب دول من بين دول مجلس التعاون الخمس إلى بدء مرحلة القطيعة مع قطر ، وهي الدول التي تشكل خيوط الارتباط لكل أهل قطر انتماء أو نسباً أو قرابة .

شعب قطر لا يمكن أن يقبل بأن تقطع جذوره ، إنه شعب أصيل ، يعرف من هو ، ومن أين جاء ، وإلى أين تتدفق الدماء التي تسري في عروقه ، ويعرف أيضاً أن الخلاف في الرأي قد يحدث بين الأخ وأخيه ، وبين الابن وأبيه ، ويحدث الخصام بين الأقارب ولكن صلة الرحم لا تنقطع ، ولا يغدر أحدهم بالآخر ، فلا خيانة ، ولا طعنات في الظهر ، فهناك حرمة للدم ، وحدود للخلاف والاختلاف ، إما التمادي والعداء السافر واختيار أطراف غريبة لتحل محل الأشقاء والأهل فهذا غير مفهوم ، ولا يمكن أن يقبلوا به ، فكان التململ من المواقف والتحالفات الجديدة ، وكان الرفض عندما بلغت حد القطيعة والعداء ، وبدأ الهمس يعلو وصداه يتردد بين الناس في قطر ، ويصل إلى دول الخليج الأخرى حتى ولو حظرت وسائل الإعلام بكل أشكالها عنهم ، فظهرت تلك الحملة الموجهة من الاجهزة المعنية بقصد تهدئة الداخل .

ولم تنجح الإدارة القطرية في حملتها ، لأنها ركزت حججها على ردات الفعل ، وأغمضت أعينها عن الفعل ذاته ، فالتقطت بعض "التويتات" وبعض الإجابات على أدوارها المشبوهة ،

ودفاع الأصوات الوطنية في الدول الأخرى ، وجعلتها أساساً رغم انها لم تكن أكثر من ردة فعل على ما بدر منها طوال 15 سنة من الانجرار خلف أكذوبة "الرؤية القطرية" والاستقلالية ، والتي توجتها بالانحراف إلى أقصى حد خلف وهم "خلافة الإخوان" وموالاة كل الذين يتربصون بالخليج ، وأرادت تلك الإدارة أن تختصر المسألة في تطاول "القرضاوي" ، وأوردت بعض الردود عليه ، وكأنها تقول "شتمناكم فشتمتمونا .. وكفى المؤمنين شر القتال !!" ، وهذا غير صحيح ، فذلك المدعو "يوسف القرضاوي" لو جلس الدهر كله يتطاول ما هز شعره من الجسد الخليجي ولكن قطر تجاوزت التحريض المعنوي عبر الأصوات المجندة ، وخاضت في متاهة التحريض المادي ، عبر المال والتنظيمات الإرهابية والسلاح ، وما الأنباء المتواترة في الاونة الأخيرة حول معسكرات التدريب في ليبيا وشمال سوريا سوى مقدمة لخفايا اللعبة القطرية .

مازلنا ننتظر عودة قطر إلى رشدها ، وننتظر بعض التباشير التي تسربت حول الوساطة الكويتية خلال القمة العربية هذا الأسبوع ، وكلنا أمل بأن تنجح ، ففشلها قد يقود إلى ما هو أبعد وأكبر من استدعاء السفراء .