ننتظر عودة قطر إلى رشدها
تحاول الإدارة القطرية أن تبرر موقفها لشعبها ، تريد أن تظهر نفسها مظلومة في أسباب وتداعيات الأزمة القائمة بينها وبين ثلاث دول خليجية ،
فأخرجت مجموعة من المقالات والإحصاءات المصاغة بأسلوب عاطفي ، لتستجدي التأييد أو على الأقل الحياد من الأغلبية القطرية المستاءة من ما حدث حتى اضطرت أقرب دول من بين دول مجلس التعاون الخمس إلى بدء مرحلة القطيعة مع قطر ، وهي الدول التي تشكل خيوط الارتباط لكل أهل قطر انتماء أو نسباً أو قرابة .
شعب قطر لا يمكن أن يقبل بأن تقطع جذوره ، إنه شعب أصيل ، يعرف من هو ، ومن أين جاء ، وإلى أين تتدفق الدماء التي تسري في عروقه ، ويعرف أيضاً أن الخلاف في الرأي قد يحدث بين الأخ وأخيه ، وبين الابن وأبيه ، ويحدث الخصام بين الأقارب ولكن صلة الرحم لا تنقطع ، ولا يغدر أحدهم بالآخر ، فلا خيانة ، ولا طعنات في الظهر ، فهناك حرمة للدم ، وحدود للخلاف والاختلاف ، إما التمادي والعداء السافر واختيار أطراف غريبة لتحل محل الأشقاء والأهل فهذا غير مفهوم ، ولا يمكن أن يقبلوا به ، فكان التململ من المواقف والتحالفات الجديدة ، وكان الرفض عندما بلغت حد القطيعة والعداء ، وبدأ الهمس يعلو وصداه يتردد بين الناس في قطر ، ويصل إلى دول الخليج الأخرى حتى ولو حظرت وسائل الإعلام بكل أشكالها عنهم ، فظهرت تلك الحملة الموجهة من الاجهزة المعنية بقصد تهدئة الداخل .
ولم تنجح الإدارة القطرية في حملتها ، لأنها ركزت حججها على ردات الفعل ، وأغمضت أعينها عن الفعل ذاته ، فالتقطت بعض "التويتات" وبعض الإجابات على أدوارها المشبوهة ،
مازلنا ننتظر عودة قطر إلى رشدها ، وننتظر بعض التباشير التي تسربت حول الوساطة الكويتية خلال القمة العربية هذا الأسبوع ، وكلنا أمل بأن تنجح ، ففشلها قد يقود إلى ما هو أبعد وأكبر من استدعاء السفراء .