رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. ولن تصنع التاريخ

قال وزير خارجية قطر إن بلاده اختارت ألا تبقى على هامش التاريخ ، ولكنه لم يقل لنا أين يريد أن يكون موقع قطر القادم في صفحات التاريخ ، فهناك مواقع كثيرة يمكن أن تحشر فيها الدول والأمم والقادة ، فما بين ثنايا السطور وانحناءات حروفها تتلاطم الأحداث ، وتتصادم الأفعال ، وتتشابك الأسماء ، وتتداخل النتائج ، فتسود صفحات ، وتبيض وجوه ، وتتلطخ بالعار وجوه أخرى ، ويكون محظوظاً من يعلق بالهامش أو الحاشية ، سواء كان بانياً او هادماً ، منتصراً أو مهزوماً ، فهذا التاريخ لا تصنعه أمنيات أو قرارات أو قفزات فوق الحقيقة والواقع والمعطيات ، بل تكتبه الانجازات التي تحفر في ذاكرته ، وتكتبه أيضاً العقليات المدمرة التي تظهر على سطحه بين حين وآخر ، وكم هو شاسع الفرق مابين هذا وذاك ، وكم تتباين الاماكن التي يذكر فيها هذا أو ذاك .

لم يطلب من قطر ان تكون على الهامش ، لا هامش الحياة ، ولا هامش التاريخ ، ومن أراد أن يكون فاعلاً ومؤثراً لابد أن يمتلك مقومات الفعل والتأثير ، ويترك الحكم للتاريخ ، نقول ذلك لمعالي وزير الخارجية القطري ، وندعوه إلى البحث في مابين يديه ، في قوته ، وفي إرادته ، والقوة هنا تبدأ من البشر مروراً بالمال والغذاء وصولاً إلى العدة والعتاد ،

أما الإرادة فهي بحاجة إلى أكثر من الكلام ، وأكثر من التحالف مع الإرهاب .

لو سلمنا بأن قطر خرجت من هامش التاريخ يا معالي الوزير ، أين ستكون؟

في الصفحات التي يقبع فيها "هولاكو" مدمر الحضارات أم "هتلر" أثير النزوات؟ أم في صفحات "القرامطة" هادمو الكعبة أم الخوارج الذين مزقوا شمل الأمة؟ أم تجاور "نيرون" مدمر روما؟ أين يا سيدي تريد أن تضع قطر وأنت قافز في الهواء؟

لا تقل لنا بأنك تريد أن تكون مع صناع التاريخ ، فالتاريخ لا يصنعه من لا يملك إرادته ، من يتبع فئة عنصرية تدمر وتقتل وترهب الناس بادعاء الحق والأفضلية ، والتاريخ لا يصنعه من لا يملك قوته أو سلاحه أو ماء شربه وكسوته ، التاريخ يصنع في لحظات فارقة تتهيأ لها معايير واشتراطات لم ولن نراها عندك ، فدعك من الأوهام ، وتعلق بأهداب التاريخ علك تجد مكاناً !!


محمد يوسف