رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الضبابيون والمتذبذبون

أثبت الإخوان أنهم جماعة اقصائية انانية ، إضافة إلى انها إجرامية إرهابية ، وهذا ما أفشلهم وأسقطهم من فوق كرسى الحكم ، وعندما ارادوا ان يشتغلوا فى السياسة والضغط الشعبى انفض من حولهم الناس ،

ولم يجدوا فى مليونياتهم التى تلت 3 يوليو سوى العشرات من الاتباع والموالين ، فاختاروا القتل والتدمير والتخريب ، وضربوا كل الاخلاقيات بعرض الحائط ، واسقطوا المباديء الانسانية والقواعد الدينية ، ولم تسلم من بطشهم وطيشهم النساء ودور العلم والبنى التحتية ، واستوحشوا فى مواجهة الشعب المصرى الذى اسقطهم .

وفى المقابل ، فى مواجهة مخططات التنظيم الدولى المعلنة والسرية ، مازال هناك من يحاول ان يمسك العصى من النصف ، ومازال اللغط دائراً فى الصالونات السياسية ومازال الكل يقدم خدمات مجانية للإخوان وحلفائهم ،خاصة من اولئك الذين يتنقلون ما بين المواقف كما يتنقلون فى وسائل المواصلات ، واقصد هنا الفئة " الضبابية " من السياسيين والنشطاء والنقابيين والحركات الثورية ، ومعهم للأسف الشديد بعض الاعلاميين ، فهؤلاء " يريدون  ولايريدون " متمنعون وهم الراغبون ، يصرخون ويطلبون الضرب بيد من حديد على كل من يحرق ويدمر جامعة او مقراً امنياً ، وينادون بمنع مسيرات الاخوان المدمرة للبنية التحتية ، ويتساءلون عن حماية القطارات والشوارع العامة ، وإذا صدر قانون ينظم المظاهرات والتجمعات ايده بعضهم وعارضه البعض الآخر ، وإذا طبقت مواده على من اعتدوا على الاهالى فى " طلعت حرب " قال المؤيد لماذا طبقتم القانون ؟ وهدد المعارض بوقف اعمال لجنة الدستور ، وتباكى المتردد على الحقوق المدنية ، ما اوجد حالة من انعدام الرؤية ، واختلاط فى المفاهيم ، انتجها ذلك الضباب الكثيف الذى يغلق الفكر ، ولهذا نرى خطواتهم متعثرة ، فالرجل عندما تسير بعشوائية تتعثر ، ومن تجمعت فى رأسه الولاءات والأهداف والأغراض والمقاصد يتوه .

الضبابيون كثر ، والمتذبذبون اكثر ، هذا هو المشهد العام الذى نراه امامنا اليوم ، فبعد خمسة اشهر على سقوط الاخوان وعودة الامل فى الاستقرار ، نجد

تراجعاً عاماً ، فقد ركز الجميع انتباههم على تلك الجماعة ونسوا الآخرين ، رغم ان الدكتور البرادعى كان سريعاً فى التراجع عن مواقفه المعلنة فى حسابه على " تويتر " قبل 30 يونيو ، ومثله بعض اعضاء الحكومة من " خريجى " معاهد " التغيير والفوضى الخلاقة " وهؤلاء جروا خلفهم اصواتاً تحتل منابر سياسية وإعلامية ، انطلت عليها نظريات تعدد الولاءات ، فظهروا امام الملأ متلونين بحسب الزمان والمكان والحدث ، وتدثروا برداء عابوا على الاخوان ارتداءه من قبل ، فأشركوا ولاءت اخرى مع الولاء للوطن ، فهناك ولاء للمنظمات الراعية فلابد من رد الجميل ، وهناك ولاء للمصالح الآنية فلابد من اختيار الكلمات والمواقف القابلة للتأويل ، وهناك ولاء للانتماء الحزبي المتطلع  الى مكاسب انتخابية خلال الاستحقاقات القادمة ولابد ان يكون اللعب مستتراً ، ولم يخسر من ضبابية الرؤى وتذبذبات المواقف غير مصر ، مصر التى تستحق من الجميع ان ينزعوا عن عقولهم قبل اجسادهم تلك الأسدية التى يحشرون انفسهم داخلها ، فمصر بحاجة إلى الاستقرار والأمن والانطلاق من جديد ، وهذا لن ياتى سوى بالالتفاف حول مشروع وطنى تتنازل فيه كل القوى عن مصالحها الذاتية وأنانيتها وضبابيتها ، ومن خلاله يقطع الطريق على العدو الذى يتربص بثورة 30 يونيو ويعمل على اجهاضها ، العدو الظاهر والباطن !!