الضبابيون والمتذبذبون
أثبت الإخوان أنهم جماعة اقصائية انانية ، إضافة إلى انها إجرامية إرهابية ، وهذا ما أفشلهم وأسقطهم من فوق كرسى الحكم ، وعندما ارادوا ان يشتغلوا فى السياسة والضغط الشعبى انفض من حولهم الناس ،
ولم يجدوا فى مليونياتهم التى تلت 3 يوليو سوى العشرات من الاتباع والموالين ، فاختاروا القتل والتدمير والتخريب ، وضربوا كل الاخلاقيات بعرض الحائط ، واسقطوا المباديء الانسانية والقواعد الدينية ، ولم تسلم من بطشهم وطيشهم النساء ودور العلم والبنى التحتية ، واستوحشوا فى مواجهة الشعب المصرى الذى اسقطهم .
وفى المقابل ، فى مواجهة مخططات التنظيم الدولى المعلنة والسرية ، مازال هناك من يحاول ان يمسك العصى من النصف ، ومازال اللغط دائراً فى الصالونات السياسية ومازال الكل يقدم خدمات مجانية للإخوان وحلفائهم ،خاصة من اولئك الذين يتنقلون ما بين المواقف كما يتنقلون فى وسائل المواصلات ، واقصد هنا الفئة " الضبابية " من السياسيين والنشطاء والنقابيين والحركات الثورية ، ومعهم للأسف الشديد بعض الاعلاميين ، فهؤلاء " يريدون ولايريدون " متمنعون وهم الراغبون ، يصرخون ويطلبون الضرب بيد من حديد على كل من يحرق ويدمر جامعة او مقراً امنياً ، وينادون بمنع مسيرات الاخوان المدمرة للبنية التحتية ، ويتساءلون عن حماية القطارات والشوارع العامة ، وإذا صدر قانون ينظم المظاهرات والتجمعات ايده بعضهم وعارضه البعض الآخر ، وإذا طبقت مواده على من اعتدوا على الاهالى فى " طلعت حرب " قال المؤيد لماذا طبقتم القانون ؟ وهدد المعارض بوقف اعمال لجنة الدستور ، وتباكى المتردد على الحقوق المدنية ، ما اوجد حالة من انعدام الرؤية ، واختلاط فى المفاهيم ، انتجها ذلك الضباب الكثيف الذى يغلق الفكر ، ولهذا نرى خطواتهم متعثرة ، فالرجل عندما تسير بعشوائية تتعثر ، ومن تجمعت فى رأسه الولاءات والأهداف والأغراض والمقاصد يتوه .
الضبابيون كثر ، والمتذبذبون اكثر ، هذا هو المشهد العام الذى نراه امامنا اليوم ، فبعد خمسة اشهر على سقوط الاخوان وعودة الامل فى الاستقرار ، نجد